قيادي في المعارضة البحرينية لـ"تسنيم": شهداء القادة يشكلون مدرسة اخلاقية في الصمود و الارادة و التحدي

 واكد الشيخ عبدالله صالح في مقال له خص به وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان تصفية هؤلاء الشهداء القادة يعكس حجم تأثيراتهم الكبيرة على مشاريع الهيمنة الاستكبارية وجشع المستعمرين في السيطرة على العالم.

فيما يلي نص المقال :

‏بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين وصلي الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وبعد، فالحديث عن الشهداء القادة حديث يحمل في طياته مخزون الألم والأمل، ألم الفراق الممض الذي ‏يحزننا جميعاً، وأمل النصر الإلهي القريب بإذن الله تعالى.

‏وتزامن شهادتهم معاً يفصح عن أرضية مشتركة، وصفات جامعية ‏بينهم، أهمها التالي:
 

1/ حالة الأمنية التي ذابوا فيها.

فنجد هؤلاء الشهداء القادة لا يفرقون بين وطن وطن، بل يتعاملون مع ‏البلاد الإسلامية كوطن واحد، فتراهم يدافعون عن البحرين ‏وعن العراق وعن لبنان وعن إيران وعن اليمن وعن سوريا وعن أفغانستان ‏وعن شبه الجزيرة العربية وعن كل مكان، ‏همهم في إرساء تيليغ أهداف الرسالة المحمدية ونشر قيمها السامية.
 
2/ حالة التواضع الكبير الذي تحلى بها جميع الشهداء القادة.
‏

فنجد الفقيه النمر وحالة التواضع الكبير الذي تميز بها في حياته وتعامله مع الآخرين، ونجد الحاج قاسم سليماني وحالة التواضع الشديد ‏التي يظهر بها دائما في كل المواقع وفي كل الأماكن التي يذهب إليها، وكذلك بالنسبة للحاج أبو مهدي المهندس المتواضع ‏جداً والذي يجسد هذه الامور كلهم وكأنهم جميعاً يتسابقون للإقتداء يأمير المؤمنين عليه السلام الذي يقول: "ءأقنع أن يقال أمير ‏المؤمنين ولا أشاركهم مكاره الدهر، ‏أو أكون لهم أسوة في جشوبة العيش".
 
3/ توقع الشهادة وتمنيها والسعي لها دائما..

فعندما يكتب الشهيد النمر "معشوقتي الشهادة"، أو يتغنى بشعاره: "أنا الشهيد التالي"، فإنه ليس فقط يتوقع الشهادة ويتمناها بل ويسعى لها.
‏وكذلك الحاج قاسم سليماني، الذي هو بحق: مطارد للشهادة، والباحث عنها في كل مكان، والذاهب برجله إليها، أما الحاج أبو مهدي المهندس فإنه يقول: ‏"في يوم من الأيام سأستشهد، ولن يكون موتي عادياً، فلدي ثقة أن الله سيكرمني بالشهادة".
وغيرها من العبارات المشهورة عنهم.
‏
4/ الزهد وعدم التعلق بالدنيا ..

فالشهيد النمر والحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهم، ماكانوا متعلقين بالدنيا، ولا مهتمين بها، ونراهم دائماً ‏زاهدين تاركين نابذين للدنيا، فلا يهمهم فيها شيء.
 
5/ عيونهم مسمرة على الآخرة دائماً وكأنهم ليسوا في الدنيا ‏ولا من أهلها.
 
أما دلالة التزامن في شهادات القادة الثلاثة؛ حيث استشهد الفقيه النمر في 2 يناير كانون ‏الثاني 2016 ، واستشهد الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس في 3 يناير/ كانون الثاني 2020 ، ‏فتزامن شهادة القادة الثلاثة في مطلع العام الميلادي يعبر عن:

1- عالمية المشروع الاخلاقي لمحور المقاومة (شهيد من ايران وشهيد من العراق وشهيد من شبه الجزيرة العربية)، أي أن المشروع قائِمِ على المباديء لا الدول ولا الحكومات، وأن المهم هو إحياء قيم الرسالة المحمدية في كل مكان.

2- تصفية هؤلاء الشهداء القادة يعكس حجم تأثيراتهم الكبيرة على مشاريع الهيمنة الاستكبارية وجشع المستعمرين في السيطرة على العالم.

3- وجود هذا المستوى من القادة الميدانيين في ساحات الشرف والكرامة يعني ان وضع وحال الأمة من القوة والاقتدار بمكان وليس كما كان في السابق.. وهذا الوضع يمكن المراهنة عليه لمستقبل أفضل للمنطقة..

4-القادة الثلاثة يشكلون مدرسة اخلاقية في الصمود والارادة والتحدي ووراءهم أجيال لا تنتهي مسيرتهم بتصفية القادة جسدياً كما ظنَّ الأعداء.. فقد تحولوا الى مشروع يضخ في الأمة روح التحدي والثقة في القدرة على صناعة النصر والمستقبل الواعد..
 
فاليوم نحن حزينون في هذه المناسبة الأليمة لكوكبة من قادة الأمة للعزة والنصر، لكننا نرى بشائر النصر والمستقبل الواعد للأجيال ظاهراً بارزاً وواضحاً أكثر من أي وقتٍ مضى، قال تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا *وَنَرَاهُ قَرِيباً}. سورة المعارج الآيات رقم: 5- 7.

انتهى/