حسن نافعة لـ " تسنيم": الانتقام لاغتيال الشهيد فخري زاده من حق ايران
أدان الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية للعالم العربي العملية الإجرامية في اغتيال الشهيد محسن فخري زاده وقال: " ان القانون الدولي يحتفظ بحق إيران في الرد على هذه العملية".
ووصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور "حسن نافعة" في حديث مع وكالة تسنيم الدولية للانباء العملية الارهابية التي طالت العالم النووي الايراني محسن فخري زاده بانها شديدة الخطورة وقال: يجب ان نحاول التعرف على أهداف الجهة التي ارتكبت هذه الجريمة، فالهدف الاول في اعتقادي هو عرقلة البرنامج النووي الايراني او وقفه او تأجيله لفترة طويلة وبالتالي ارباك هذا البرنامج والذي يعد من أهم هذه الاهداف وبالتالي يتعين على ايران ان تحاول تفويت الفرصة على هذا الهدف او على الجهة التي حاولت تحقيق هذا الهدف وان تثبت ان هذا الاغتيال لن يعطل البرنامج النووي الايراني وبالتالي تعوض هذه الخسارة الفادحة وتؤكد انها ماضية في هذا البرنامج.
واضاف: ان الهدف الثاني هو اثبات ان ايران لا تستطيع حماية علمائها وبالتالي ضعف النظام الامني الايراني، فعندما تستطيع جهة ما ان تنفذ عملية نوعية من هذا النوع فهي تكشف في الوقت نفسه ان الجهاز الامني الايراني هو عبارة عن جهاز ضعيف وقابل للاختراق وبالتالي على ايران ان تسد الثغرات الامنية وان تحاول قدر الامكان حماية علمائها وحماية اهدافها الاستراتيجية لان علماء البرنامج النووي الايراني يشكلون بالتاكيد الاهداف الاستراتيجية لكل من يريد ان يوقف هذا البرنامج.
وتابع: ان الهدف الثالث هو استدراج ايران لتوجيه ضربة انتقامية والتصعيد على أمل ان تقوم الولايات المتحدة بمشاركة اسرائيل في توجيه ضربة عسكرية لايران وهنا يتعين على ايران ان تحاول قدر الامكان ألا تمنح اسرائيل أي فرصة لاستدراج ايران الى هذا المجال وان أرادت ان تنتقم وهذا من حقها الطبيعي ان تقدم على تنفيذ عملية نوعية بنفس القدر لتثبت امكانات وقدرات ايران للعدو لكن في ذات الوقت تكون قد فوتت على اسرائيل فرصة استدراج الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لايران بغية ايذاء البرنامج النووي الايراني.
وأكد " ان هناك العديد من الاشخاص الذين سيصدقون ان اسرائيل قد ارتكبت هذه العملية والارجح ان الجميع لديه قناعة تامة بان اسرائيل هي من ارتكبت هذه العملية لكن ما صدر عن ايران حتى هذه اللحظة هو مجرد تصريحات أقرب ما تكون الى الاعلامية ومن الضروري ان تقدم ايران دليلاً قاطعاً في هذا السياق على الجهة التي ارتكبت هذه الجريمة وكلما كانت الدلائل قاطعة اكثر كلما كانت لديها مصداقية اكبر وكلما كان التنديد بالجهة التي ارتكبت هذه العملية الاجرامية أوضح ومن الضروري ان يكون هناك نوع من الفرز بين من يؤيد هذه الجريمة النكراء والقوى التي تستنكرها وبالتالي فان التنديد يجب ان يستند الى دلائل واقعية تشير بدقة الى الجهة التي ارتكبت هذه الجريمة وهذه مسألة شديدة الاهمية".
وعن كيفية تفسير صمت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية قال : انه بافتراض ان اسرائيل هي التي ارتكبت هذه الجريمة وهو احتمال كبير جداً فهي الحليف الاول للولايات المتحدة الامريكية كما ان امريكا لا تعتبر ايران دولة صديقة ولديها مشكلة مع البرنامج النووي الايراني وتريد حماية اسرائيل في المقام الاول وهي بلا شك تعلم ان اسرائيل هي الجهة التي ارتكبت هذه الجريمة وربما قد تكون هي من اعطت اسرائيل الضوء الاخضر لارتكاب مثل هذا العمل الشنيع ونحن نعلم ان العلاقة بين الادارة الامريكية برئاسة ترامب وبين ادارة نتنياهو هي علاقة وثيقة جدا وتكاد تكون سياسة البلدين في هذه الفترة متطابقة جدا لذا فان صمت امريكا ليس بالامر المستغرب، وفيما يتعلق ببعض الدول العربية التي تشاطر الولايات المتحدة مخاوفها تجاه البرنامج النووي الايراني وتعتبر ان ايران تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وانها استطاعت ان تشكل حلفاء لها يقيمون دولا داخل الدول العربية سواء في لبنان او العراق او اليمن وغيرها وبالتالي ليس من المستغرب ايضا ان تكون هناك دولا عربية ترحب بهذه الجريمة او على الاقل توافق على هذه الاعمال في قرارة نفسها لاضعاف البرنامج النووي الايراني ولربما ان بعض هذه الدول لا يمانع بل يحاول تحريض الولايات المتحدة لتوجيه ضربة لايران.
وعن كيفية سماح القانون الدولي لإيران الرد عل هذه الجريمة، قال، اذا تمكنت ايران من تقديم دلائل على ان هناك دولة تقف وراء هذه الجريمة الارهابية وهي فعلا تعتبر جريمة ارهاب دولة فمن حق ايران الرد والقانون الدولي يعطي ايران الحق بالمثل ولكن المجتمع الدولي يخشى في الوقت نفسه ان يؤدي الرد الى نوع من التصعيد والمجتمع الدولي حريص على استقرار المنطقة والتصعيد ربما يجر المنطقة الى حرب اقليمية واسعة النطاق وهذا ليست في مصلحة احد. لكن يجب ان نتذكر ان القانون الدولي يحتاج الى سلطة عليا تحميه ولا توجد في المجتمع الدولي سلطة قادرة على فرض احترام القانون الدولي وهذه مشكلة يعاني منها النظام الدولي حالياً.
فيما يتعلق بمسار تطوير المشاريع الدفاعية والنووية السلمية بعد اغتيال الشهيد فخري زاده، قال: اعتقد ان ايران ستمضي في برنامجها النووي وعليها ان تثبت هذا البرنامج هو برنامج سلمي وبالتالي يراهن كثيرون على ان يتمكن بايدن بعد ان يدخل البيت الابيض في 20 يناير القادم ونتمنى ألا تحدث مشكلة كبرى حتى هذا التاريخ ، من تمكين الولايات المتحدة من العودة مرة اخرى الى الاتفاق الذي يضمن سلمية هذا البرنامج لفترة قادمة على الاقل وربما يتطلب الامر دخول ايران في مفاوضات مع المجتمع الدولي مع مجموعة 5+1 لتهدئة المخاوف ونتمنى من عودة الولايات المتحدة المحتملة للمشاركة في الاتفاق كما كان عليه الحال من ان يكون بداية لانطلاق اتفاق لاتفاقيات اقليمية تشارك فيها دول الخليج ( الفارسي ) لإبرام اتفاق شامل لتحقيق الاستقرار في المنطقة، لان منطقة الخليج ( الفارسي ) شديدة الحساسية والاهمية للعالم وبدون دخول ايران والدول العربية في حوار سيظل الامر يثير القلق ويبعث على المخاوف وبالتالي لن يتحقق الاستقرار في المنطقة إلا اذا كان هناك اتفاق شامل يضمن امن الخليج ( الفارسي) وتشارك فيه كل الدول المعنية في منطقة الخليج (الفارسي ).
/انتهى/