د. هاشم الكندي لـ "تسنيم": على الأمريكان ان يكفوا عن استهتارهم وانتهاكم لأمن وسيادة العراق والا فسيبقى للعراقيين خيار المقاومة

وفي حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء اوضح رئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية العراقي د. هاشم الكندي  ان الامريكان لا يهتمون في ما يخص ممارساتهم في العراق ومنها المناورة الاخيرة في سفارتهم في بغداد، مؤكدا انهم لا يكترثون هل ان هذا الامر جزء من الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية او انه تصرف من خارج الاتفاق، وبالتالي فان تصرفاتهم في السفارة الأمريكية هي تجاوز وانتهاك جديد لسيادة العراق.

واشار الكندي الى ان "الامريكان لا ينظرون الى الاتفاقيات بل هم يعملون بطريقة المحتل الذي يوحي الأوامر والذي يريد من العراقيين ان ينفذوا وان يطيعوا ولا يعترضوا".

واوضح رئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية ان "هناك قوى برلمانية وسياسية بالإضافة الى الإرادة الشعبية التي ترفض هذا الاستهتار الأمريكي والغطرسة الامريكية".

وطالب الكندي الامريكان بالكف عن "استهتارهم والا فسيبقى للعراقيين خيار المقاومة وهو الخيار الذي يعرفه الامريكان ويدركون أبعاده جيداً".

وفي مايلي نص الحوار مع رئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية العراقي هاشم الكندي:

تسنيم: هل تم التأكد من أن أمريكا نصبت منظومة باتريوت في سفارتها ببغداد وماذا عن الاخبار التي تحدثت عن أنها اسقطت صاروخا عبر استخدام هذه المنظومة، هل هذا الخبر مؤكد ام انه مجرد شائعة؟

الكندي: المنظومة الأخيرة التي نصبت في السفارة الامريكية هي ليست منظومة باتريوت وانما منظومة تعمل بطرقة مشابهة للباتريوت وهي طريقة تقاطع مع الصواريخ والمقذوفات وتسمى هذه المنظومة باسم "سيام" وهي منظومة اطلاق قذائف من الطلقات بسرعات عالية وبأعداد كبيرة تقارب ال 5400 طلقة في الدقيقة، وهذه المنظومة قد استخدمها الامريكان في فترات سابقة في قاعدة عين الأسد وفي قاعدة البلد وفي قاعدة التاجي، ومشكلة هذه المنظومة انها تسبب أضراراً جانبية على المناطق، فالمقذوفات التي تطلق جزء منها يسقط ويسبب ضرر على المدنيين وعلى الممتلكات ولهذا كانت تستخدم في المناطق المفتوحة وليس في المناطق المأهولة او السكنية واستخدامها في السفارة الامريكية والاستهتار بحياة المواطنين العراقيين وتعريضهم أيضاً للخطر، وهذا ما حصل وتسبب باستشهاد طفلة وتدمير ممتلكات المواطنين وهو أيضاً امر يشير الى ان الامريكان كما في السابق لا يراعون حرمة لسيادة العراق ولا لأمنه ولا لأمن المواطنين ولا حتى للقانون الدولي حيث تقوم السفارة بأعمال حربية وتجربة سلاح حربي فوق المدنيين وهذا الامر لم تقم به أي دولة في العالم ولم تمارسه أي سفارة حتى عندما تكون أمريكا محتلة لبلدان لا تقوم بمثل هذه الأفعال في سفاراتها هناك، وهو امر يعرض حياة المدنيين العراقيين ومدينة بغداد للخطر وهذا ما شاهدناه من خلال التجربة التي تم تنفيذها والاضرار التي سببتها على المستوى المادي والنفسي، فمدينة بغداد تعيش أجواء وكأنها في حالة حرب، وبالتالي فان هذه المنظومة الامريكية فهم يقولون انها ستقوم بالتصدي لصواريخ الكاتيوشا او قذائف الهاون او الصواريخ الصغيرة وان نسبة نجاحها في التصدي لهذه المقذوفات هي 70 في المئة، ولكن يبقى في هذه المنظومة بانها انتهاك لسيادة العراق وفيها انتهاك للقانون الدولي وخروج السفارة عن جميع الأعراف الدبلوماسية وفيها تهديد لأمن العراقيين وهذا أمر لا يمكن ان يسمح له، وهناك اعتراض برلماني لا بد ان يفعل ولا بد ان يسئل رئيس الوزراء العراقي هل لديه علم بهذا الامر!، واذا لم يكن لديه علم فهذه مشكلة كبيرة، فأمريكا تتصرف بمفردها. واذا كان لديه علم فكيف سمح للأمريكان بالقيام بمثل هذا الشيء؟!.

تسنيم: هل تسمح الاتفاقية الأمنية العراقية الأميركية بان تستخدم أمريكا في سفارتها منظومة صاروخية كـ باتريوت بحجة تأمين سفارتها ام ان مثل هذه الخطوة تعتبر بمثابة انتهاكا صارخا للسيادة العراقية وفق الدستور العراقي؟

الكندي:  الاتفاقيات الأمنية بين العراق وامريكا تتضمن اتفاقية الغطاء الاستراتيجي وليس شيء اخر بل حتى ما يسمى بالتفاهم لعودة الامريكان بعد اظهارهم لداعش هي كلها لا تتيح للأمريكان ان يستخدموا سفارتهم لتجربة الأسلحة او لتسليح هذه السفارة بأسلحة مؤذية للمدنيين وبالتالي الامريكان لا يهتمون اذا كان هذا الامر جزء من اتفاق او من خارج اتفاق بل انهم مع العراقيين بطريقة الأوامر وليس بطريقة التفاهمات حتى يركزوا على مسألة اتفاقيات، وبالتالي هو تجاوز وانتهاك جديد لسيادة العراق ولا توجد أي اتفاقية تتيح للأمريكان هذا الامر، وهم بالمناسبة لا يقولون مثل هذا الشيء وانما يذهبون الى تحديد المصلحة بحسب ما يتناسب ويتوافق معهم، فهم يقولون بان هذه الصواريخ او هذه المنظومة تحميهم من الصواريخ التي تطلق وهم يفكرون بأمر جنودهم المحتلين الذي يقتلون العراقيين، ولا يهتمون بحياة العراقيين ولا يهتمون بأمن المدنيين وأمن العراق ومدنه، وبالتالي الامريكان لا ينظرون الى الاتفاقيات بل هم يعملون بطريقة المحتل الذي يوحي الأوامر والذي يريد من العراقيين ان ينفذوا وان يطيعوا ولا يعترضوا بل انه لا يعطيهم حتى حق الاعتراض.

تسنيم: لماذا لن نسمع اي رد فعل من قبل الاحزاب التي لطالما ادعت حرصها على سيادة العراق تجاه الانتهاكات الاخيرة التي صدرت من قبل أمريكا في هذا السياق ومن ضمنها عدم رضوخها لقرار البرلمان العراقي الداعي لخروج القوات الاجنبية من العراق وأخيرا الاخبار التي تتحدث عن استخدامها منظومة باتريوت، ما سبب صمت هذه الاحزاب؟

الكندي: اليوم الظرف السياسي في العراق يشير الى ان ركوب أمريكا لموجة التظاهرات وايصالها لرئيس وزراء مؤيد للأمريكان والذي جاء بعد ماراثون من التجاوزات للدستور بمشاركة برهم صالح وأيضاً بالتوجيه والاوامر الامريكية، فاليوم الكتل السياسية للأسف تقدم مصالحها الشخصية وهي تراعي علاقاتها النفعية مع الامريكان ولهذا فقد صمتت جميعاً وهي التي كانت تصرح باسم السيادة والوطنية، اليوم وللأسف هذه الكتل صامته بل وان البعض منها يوفر المبررات للأمريكيين ويدافع عن خياراتهم ولكن يبقى هناك قوى برلمانية وسياسية بالإضافة الى الإرادة الشعبية التي ترفض هذا الاستهتار الأمريكي والغطرسة الامريكية وبالتالي لعل التحرك البرلماني الان سيكون حاضراً بالاستجواب او بالاستضافة ولكن بعد ذلك فان التحرك الشعبي هو أمر قائم ولابد ان يكون حاضراً لكي نجلي الامريكان عن استهتارهم وانتهاكم لأمن وسيادة العراق والا فسيبقى للعراقيين خيار المقاومة وهو الخيار الذي يعرفه الامريكان جيداً وربوه ويدركون أبعاده جيداً، وأيضاً العراقيون يدركون جيداً انه لا يؤدب الامريكان الا خيار المقاومة، فالامريكيون لا يحترمون الا القوي.

تسنيم: هل تعتقد انه في حال ارادت السفارة الامريكية ان تنشأ قوات عسكرية خاصة بها دون الاعتماد على القوات الأمنية العراقية لحمايتها ، فان مثل هذا الامر سيقوض الامن والاستقرار في العراق وذلك بسبب انه من المحتمل ان يفتح الباب امام دول اخرى بالقيام بمثل هذه الخطوة الامريكية بحجة حماية سفاراتها في العراق؟

الكندي:  أمريكا لديها قوات داخل السفارة وهي قوات كبيرة ولكن المشكلة اليوم هي ان الامريكان يذهبون الى تسليح هذه القوات وإدخال منظومات حربية واسلحة نوعية واستراتيجية لمحيط السفارة وما حولها حيث ان استخدامها يشكل تهديداً كبيراً لحياة المدنيين وبالتالي هذا الاستهتار الأمريكي لربما يكون سابقة او ذريعة لدول أخرى بان تطالب بذات الأسلوب بحجة ان تحمي سفاراتها بذرائع شتى لانه ثمة هناك العديد من الدول التي تريد انشاء قواعد داخل سفاراتها بذريعة الاستهداف، حتى انه قد ثبت بان العديد من الاستهدافات هي استهدافات إعلامية فقط والامريكان هم من اخترعوها ليبرروا تعزيز القوات لديهم في السفارة الامريكية وبالتالي هذا الامر اذا امتد الى باقي السفارات فانه سيسبب إشكالية على امن العراق، فوجود قوات أجنبية في العراق تحت غطاء حماية السفارات سينعكس سلبياً على الامن العراقي والذي عشناه في فترة سابقة عندما كان هناك قوات تسمى الشركات الأمنية وقوات الاحتلال هذه ساهمت بتنفيذ عمليات إرهابية وطائفية ولا نريد ان تتكرر هذه التجربة مرة أخرى.

/انتهى/