حطيط لـ"تسنيم": أمريكا تدير معركة سياسية في لبنان.. حكومة دياب تتمتع بتأييد قوى سياسية وازنة
رأى الكاتب والباحث السياسي اللبناني الدكتور نسيب حطيط، أن أمريكا تدير معركة سياسية في لبنان، مؤكدا ان حكومة حسان دياب تتمتع بتأييد قوى سياسية وازنة.
وحول الأنباء التي تتحدث عن عودة سعد الحريري إلى لبنان لإضعاف حكومة حسان دياب، قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني الدكتور نسيب حطيط، ان عودة الحريري إلى لبنان ليست بالمعطى الحقيقي الواضح من اجل إسقاط او اقلاق حكومة الرئيس دياب لأن الرئيس الحريري هو زعيم سياسي لبناني. لكن بطبيعة الحال تم ربط هذا الاطلاق لحكومة الرئيس دياب بعد عودة الحريري أنه خلال ايام من عودته واطلاق بعد التصريحات النارية العنيفة ضد الرئيس دياب وضد الحكومة اشتعلت الشوارع في قطع الطرقات وخاصة في مدينة طرابلس التي تحسب عملياً على الرئيس الحريري والمستقبل وحلفائه من الرئيس ميقاتي وغيرهم خاصة وان الشعارات رفعت الآن في طرابلس بعد الاعتداءات على الجيش وقوى الامن الداخلي بأنهم لن يذهبوا من الساحات إلا بعودة الرئيس الحريري.
وأضاف، ان شبكة قطع الطرقات حتى اللحظة تقوم بها المناطق التي تؤيد تيار المستقبل سواء في البقاع الغربي او "سعد نايل" او طرابلس او شوارع بيروت في المزرعة والمدينة الرياضية وغيرها وبالتالي يشكل الرئيس الحريري الآن رأس الحربة في مواجهة الرئيس دياب وخاصة ان دار الفتوى فتحت أبوابها لما يطلق عليه اسم رؤساء الحكومات والمعارضة السنية لإعطاء الغطاء الشرعي او الديني للسياسيين السنة ضد الرئيس دياب وخلع الصفة او التمثيل السياسي عنه من أهل السنة في لبنان.
وحول الضغوط الخارجية خاصة أمريكا التي تمارس على الحريري لإضعاف حكومة دياب، قال الدكتور حطيط، ان السفيرة الامريكية التي يمكن تسميتها بالمندوب السامي في لبنان تقوم بجولات على كل الزعماء السياسيين الذين كانوا يشكلون ما يسمى 14 اذار من وليد جنبلاط الى سمير جعجع والحريري وبقية الزعماء السياسيين وهي تدير المعركة سياسياً، وبعض هيئات المجتمع المدني ترتبط بالسفارة الامريكية لكنها استغلت جوع الناس وارتفاع سعر الدولار واختلط الجمهور العام الجائع وصاحب المطالب المحقة مع الجمهور المسيس المرتبط خارجيا وبالتالي استعملت ايضاً قناة العربية السعودية لتكون المنبر الاعلامي لهذه المعارضة التي تديرها أمريكا فاستضافت جعجع ثم وليد جنبلاط وهي تؤمن المنبر الاعلامي لإعلان الانقلاب الاعلامي او السياسي ضد حكومة دياب ووصفها بأنها حكومة حزب الله.
وعن تعاطي رئيس الحكومة مع حاكم مصرف لبنان بعد تكليف شركة دولية بتدقيق الحسابات المصرفية، قال حطيط، سينطلق رئيس الحكومة حسان دياب وحكومته في التعاطي مع حاكم مصرف لبنان في الاطار القانوني وليس في الاطار الثأري لأنه بالمعطى العام لا يجب ان يحاسب إلا اذا كان قد اوضح شراكته السياسية والمالية مع بقية الزعماء الذين سمحوا له اما بالمعطى القانوني فهو المسؤول الاول والاخير عن سياسة النقد في لبنان والديون والانهيار المالي وانخفاض سعر الصرف والليرة وبالتالي ستكون المحاسبة قانونية - وإن كانت صعبة- لأن هناك تغطية سياسية خارجية لحاكم مصرف لبنان وتغطية سياسية وطائفية ايضا استجدت في لبنان عبر البطريرك الراعي وبالتالي فإن المحاسبة اعتقد أنها ستكون صعبة نوعاً ما إلا اذا دخلت على الطريقة اللبنانية بمسألة التسويات او تدوير الزوايا...
وحول مستقبل التطورات في لبنان، قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني، اعتقد ان الحكومة ستصمد ولن تسقط ولن يتقدم للاستقالة وسيصمد لأن رئيس الحكومة يتمتع بتأييد قوى سياسية وازنة في لبنان وأن حكومته ستخطو طريقها في محاربة الفساد.
واضاف، صحيح ان العبء ثقيل والمهمة صعبة لكن اذا رأتها الناس وخاصة الحراك - الحراك الشعبي الوطني وليس الحراك الشعبي المسيس خارجياً- أنها تسير في الاتجاه الصحيح اعتقد انها ستبقى... وسيتم فرز هؤلاء الذين يحرقون المصارف او يضربون القوى الامنية والجيش بالمولوتوف والقنابل اليدوية.
/انتهى/