خبير استراتيجي لـ"تسنيم": خطاب بوتين عن القدرات الصاروخية روّض الولايات المتحدة الأمريكية
دمشق /تسنيم //قال الخبير الاستراتيجي والمختص بالشأن الروسي إسكندر كفوري بأن خطاب الرئيس بوتين مؤخراً حول قدرات روسيا الصاروخية، جاء رداً على استفزازات أمريكا المتواصلة ضد موسكو كما أنه ردّ على السياسة الأمريكية وتصريحاتها ضد كلّ من سوريا وإيران.
وفي حديث لمراسل وكالة تسنيم الدّولية للأنباء في العاصمة السّورية دمشق أشار الخبير الاستراتيجي كفوري الى الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي مؤخراً عن القدرة الصاروخية والنووية التي تملكها موسكو وإذا كانت سوريا أحد المعنيين بهذا الخطاب، قائلا : "من دون شك أن سوريا معنية بالدرجة الأولى بالخطاب القوي الذي ألقاه الرئيس بوتين، خاصة وأن هناك استفزازات كثيرة ومتواصلة من الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا وحلفائها وضد الشرعية الدولية من خلال الانتهاكات المتعددة وفرض عقوبات اقتصادية والتدخل المباشر في سوريا"
وأضاف كفوري: " تصريح الرئيس الروسي في هذا الوقت بالذات هو سابقة لم تحصل من قبل، من خلال عرض صور لأحدث أنواع الصواريخ النووية وغير النووية التي لا مثيل لها في العالم والتي يمكنها ضرب أي هدف في العالم من دون أن يكون لها أي رادع"
ولفت الى أن "سوريا معنية بشكل مباشر بهذا الخطاب وخاصة بعد ادّعاء الولايات المتحدة أنها تحارب داعش لكنها هي التي وشجّعت داعش ورعت الخطط الإجرامية ضد سوريا والمنطقة للعمل على تقسيمها تمهيداً لأن يسيطر الكيان الصهيوني على المنطقة بالدرجة الأولى ومن ثم الاستيلاء على مقدراتها"
وقال الخبير الاستراتيجي كفوري: "لذلك كان من الضروري أن يقوم الرئيس الروسي بهذا الاستعراض القوي من أجل ترويض بعض الرؤوس الأمريكية ووضعها في المكان الذي يناسبها، والقول أن هناك توازنا للرعب يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وعلى الولايات المتحدة أن تلتزم بالشرعية وإلا ستكون العواقب وخيمة وهذا ما أكدته القيادة الروسية من خلال إرسال طائراتها من الجيل الخامس مؤخراً إلى سوريا، للتأكيد مرة أخرى على أن سوريا لا يمكن أن تكون فريسة للأمريكي وأن هناك مواجهة حتى النهاية مع من تسوغ له نفسه الاعتداء على سوريا أو محاولة تقسيمها"
وإذا ما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية معنية بهذا الخطاب أيضاً خاصة بعد التصريحات الأمريكية المتكررة ضد إيران والاتفاق النووي، قال كفوري: "من دون شك فإن الخطاب الروسي يخصّ إيران ودولاً أخرى كفنزويلا وأوكرانيا وغيرها لأننا إذا تحدثنا عن المسألة الإيرانية، فهناك تصريحات عدوانية أمريكية متواصلة ضد إيران وضد الاتفاق النووي الذي وقعت عليه دول عديدة بما فيهم روسيا، وهذا يعني أن هناك احترام لهذا التوقيع من قبل أطراف عديدة وخاصة أن إيران والقيادة الإيرانية تلتزم بحذافير هذا الاتفاق وتخوض غمار العملية السلمية"
وأشار إلى "أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وما يصدر عنها من تصريحات ليس تحدياً لإيران فحسب بل تحدياً لكل العالم، تحدياً للأوروبيين الذين وقعوا على هذه الاتفاقية ولروسيا والشرعية الدولية ومن هنا فإن هذا الكلام للرئيس الروسي والاستعراض القوي موجه ضد هذه التصريحات الأمريكية الدائمة التي تهدد باتخاذ إجراءات وعقوبات"
/انتهى/