تقرير تسنيم.. مصادرة الأراضي في الضفة الغربية: مهند وأصدقاؤه وأحلام زراعية مهددة بالاستيلاء الإسرائيلي
في قرية كوبر شمال رام الله، يسعى الشاب مهند علي وزملاؤه لإحياء الأراضي المهجورة عبر مشروع زراعي شبابي مبتكر. إلا أن هذه المبادرة تواجه خطرًا دائمًا بالمصادرة نتيجة السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وكالة تسنيم الدولية للأنباء - في قرية يكوبر شمال رام الله، قرر الشاب مهند علي مع مجموعة من أصدقائه تحويل ثلاثة دنومات من الأراضي المصنفة “ج” إلى مشروع زراعي ناجح، بعد أن شهدت المنطقة عزوفًا كبيرًا عن الزراعة خلال السنوات الماضية بسبب تراجع مستويات الأمطار وضعف المحصول. استصلح الشباب الأراضي، وأقاموا بيوتًا بلاستيكية، وبدأوا بزراعة الخضار على مدار العام، في تجربة شبابية نادرة أعادت الحياة إلى الأرض وقدمت فرص عمل للسكان المحليين، وسط واقع عام يعاني من الركود الزراعي في القرية.
يشرح مهند أن المشروع لم يكن سهلًا، فالسنوات الأخيرة شهدت انخفاضًا حادًا في الأمطار، ما جعل المحصول أحيانًا ضعيفًا، “كنا نزرع خمسة دنومات فقط من أصل ثلاثين دنوم صالحة للزراعة، لأن بقية الأراضي كانت غير مجدية بسبب قلة الأمطار”، لكنه يؤكد أن عزيمتهم كانت أقوى من الصعوبات المناخية.
لكن هذه المبادرة الشبابية تواجه اليوم خطرًا حقيقيًا، فالأراضي التي استصلحوها تقع ضمن المناطق التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى ضمها وفرض سيطرته عليها، ما يجعل المشروع مهددًا بالمصادرة والهدم في أي لحظة. ولم يقتصر الاستهداف الإسرائيلي على هدم المنازل والمنشآت الصناعية، بل طال أيضًا المشاريع الزراعية، في محاولة واضحة لوقف أي مبادرة فلسطينية تعزز البقاء على الأرض.
وفق ناشطين محليين، السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية تهدف إلى تضييق الخيارات أمام الفلسطينيين، وإضعاف قدرتهم على الزراعة والاستثمار في أراضيهم. مصادرة نحو 60% من أراضي الضفة الغربية المصنفة “ج” لا تعني فقط فقدان الأراضي، بل تعني أيضًا نهاية مشاريع شبابية كانت تبني حياة ومستقبلًا للمجتمعات المحلية.
قصة مهند وزملائه تعكس معركة يومية يخوضها المزارعون الفلسطينيون؛ معركة عنوانها البقاء وسلاحها الوحيد التمسك بالأرض رغم كل التهديدات والتضييق. مشروعهم الزراعي ليس مجرد زراعة خضروات، بل هو فعل مقاومة صامتة، يثبت أن الشباب الفلسطيني قادر على إعادة الحياة للأرض، حتى في أصعب الظروف، وهو مثال حي على الصمود والإبداع في مواجهة السياسات التي تحاول اقتلاعهم من أرضهم.
/انتهى/