بزشكيان: إذا رُفعت العقوبات فإمكانية الحوار والتفاوض موجودة


بزشکیان: إذا رُفعت العقوبات فإمکانیة الحوار والتفاوض موجودة

قال الرئيس الإيراني: ترامب يقول إن إيران يجب ألّا تصل إلى السلاح النووي. نحن مستعدون لأن نخضع لعمليات التحقق، وأن نُعطي الضمان بألّا نصل إليه.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مسعود بزشكيان، في آخر يوم من زيارته إلى نيويورك وعلى هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي مقابلة مع القناة الأمريكية «NBC»، شرح أهم مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بخصوص القضايا النووية، العقوبات، التطورات الإقليمية والدولية، والمسائل الجارية في العالم.

و في ما يلي النص الكامل لهذا الحوار:

المذيع: السيد الرئيس، شكرًا لإتاحة الوقت لنا. يجب أن أسأل: أليس غريبًا بالنسبة لكم أن تكونوا هنا في الولايات المتحدة، بينما بلدنا قصف بلدكم؟ كيف هي هذه التجربة بالنسبة لكم؟

بزشكيان: بسم الله الرحمن الرحيم. قبل كل شيء جئنا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. أساس الأمم المتحدة هو أن تستطيع الشعوب أن تتحدث معًا، وأن تكون إلى جانب بعضها في إطار القوانين، وأن لا يكون هناك اعتداء ولا حرب ولا جريمة، وأن تُحلّ المشاكل. جئنا بهذا المنظور، لكن للأسف نحن لا نرى تلك الأهداف هنا. ومع ذلك، المجيء أفضل من عدم المجيء.

المذيع: لنذهب إلى خبر اليوم والموضوع المحتمل لتنفيذ "آلية الزناد". لماذا لا تسمحون لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة جميع المنشآت النووية التي تم قصفها؟

بزشكيان: هذا خبر يقال لكم. نحن كانت لدينا اتفاقية مع الوكالة، وتم الاتفاق أن نعمل على أساس تلك الاتفاقية. في الإطار الذي كان من المقرر أن يتحدث فيه الترويكا الأوروبي معنا، نحن أيضًا نُصلح علاقتنا مع الوكالة. الوكالة تستطيع أن تأتي للزيارة، وفي الوقت نفسه أن يكون هناك حوار مع أمريكا حول القضايا الموجودة. وكان من المقرر أيضًا أن يكون لهم وصول إلى المواد المخصبة. في كل هذه الأمور، نحن كنا مستعدين للعمل في إطار الاتفاق. هذه أمريكا هي التي لا تريد وليس لديها رغبة أن يسير المسار بالسلام والهدوء؛ كما أنها من قبل مزّقت الاتفاق النووي.

المذيع: للتوضيح، هل ستسمح دولتكم لجميع مفتشي الأمم المتحدة بزيارة كل المنشآت النووية التي قُصفت؟ فقط أريد أن يكون هذا واضحًا.

بزشكيان: هذه الأمور طُرحت في الحوارات، وكان من المقرر أن يُوقف تنفيذ "آلية الزناد"، لكي يستطيعوا أن يأتوا للزيارة. المشكلة أنهم لم يقبلوا ذلك الحوار، ويريدون أن يستمروا بالمسار نحو "آلية الزناد".

المذيع: إذا لم تسر الأمور كما تريدون وأُعيدت عقوبات "آلية الزناد"، هل ستطردون مفتشي الأمم المتحدة من إيران؟

بزشكيان: إذا كان من المقرر أن يتهمونا أننا لا نسمح بالوصول إلى مراكزنا النووية، فكيف يتوقعون بعد "آلية الزناد" أن يستطيعوا أن يأتوا؟ هذا تمامًا غير صحيح. نحن سمحنا وأردنا أن يتم هذا العمل، وذلك في إطار القوانين الدولية ومعاهدة NPT التي نحن عضو فيها. لكنهم لم يريدوا أن يعملوا على أساس هذه القوانين.

للأسف، في المسار الجاري في منطقتنا، قام الكيان الصهيوني بقصف ستة أو سبعة بلدان، وبينما هو العامل الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، يتم منحه جائزة أيضًا. في المقابل، نحن الذين لم نقم بأي إجراء وتعرضنا للهجوم، يريدون أن يفرضوا علينا العقوبات مجددًا. هذا أيضًا نموذج من القوانين التي لا يمكن تسميتها إلا قانون القوة، ولا يمكن أن يقال عنها شيء آخر.

المذيع: السيد الرئيس، لا أعلم إن كنتم قد رأيتم تقرير اليوم أم لا، لكن صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريرًا جديدًا يُظهر صورة أقمار صناعية. هذا التقرير يدّعي أن إيران تبني منشأة نووية سرية أخرى في الجبال. ما ردكم على هذا الادعاء؟

بزشكيان: إذا كانوا صادقين، فنحن الذين اتفقنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكنهم أن يأتوا ويروا. أن يقولوا شيئًا عبر الأقمار الصناعية ثم يزعموا أنهم شاهدوا أمرًا ما، هذا ليس أمرًا صعبًا. نحن كنا مستعدين وما زلنا للتعاون مع الوكالة. بدلًا من عرض صور ثم رسم أطر بخيالات، فلتأتِ الوكالة ميدانيًا وترى. نحن الذين نريد أن نتعاون مع الوكالة في إطار القوانين، فما الداعي أن يختلقوا أوهامًا ويصنعوا تصورات غير مقبولة ليوحوا للعالم أننا نتجه نحو صنع السلاح النووي؟

لقد أعلنّا علنًا أننا بأي حال من الأحوال لا نسعى وراء صنع السلاح النووي. لا يُعرف بأي لغة يجب أن نقول لهم في هذا العالم أننا لا نريد القيام بهذا العمل؟ في الأوهام التي يحملونها في أذهانهم، يريدون أن يقولوا للعالم إننا نتجه نحو السلاح النووي؛ هذا خطأ تمامًا. نحن مستعدون لأي نوع من التحقق في هذا الصدد.

المذيع: لقد أشرتم إلى الأسلحة النووية. تلك الـ900 رطل من اليورانيوم المخصب التي أُعلن عنها بشكل علني، أين توجد الآن بالضبط؟

بزشكيان: هذا ليس أمرًا صعبًا. نفس الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأتي، تُقيّم وتفحص المسار. المراكز التي كانت تحت إشراف الوكالة، لم يكن يُسمح لهم بالدخول إليها وخالفوا القانون، وللأسف لم تتخذ المنظمات الدولية أي إجراء. لكن الآن، الزيارة والتقييم والتحقق ليس أمرًا صعبًا. نحن مستعدون لهذه الأمور، فما الحاجة إلى تفعيل "آلية الزناد"؟

المذيع: أولئك المفتشون قبل حرب الأيام الـ12 أعلنوا بشكل علني أنه قد سُلب منهم بعض إمكانيات الوصول المحددة. أليس هذا هو ما حدث في إيران؟

الرئيس: في مسار القضية، البرلمان كان قد حدد قوانين لم يكن مسموحًا لهم على أساسها بالدخول. لكننا في مجلس الأمن وفي الجمعية أعطينا الإذن بأن يأتوا ويروا. كما أُبرمت تفاهمات مع ترامب ومع الترويكا الأوروبية لكي يتمكنوا من القيام بالزيارة وتستمر المحادثات. وبخصوص الـ400 كيلو من اليورانيوم المخصب، كان من المقرر أن تُحل المشكلة في الفترة المحددة، وفي النهاية يتقرر هل يستمر "آلية الزناد" أم تُحل القضية. نحن كنا مستعدين أن نقوم بذلك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

المذيع: لمشاهدينا الأمريكيين في منازلهم، كيف تفسرون لهم أن التقارير تقول إن يورانيومكم المخصب وصل إلى نسبة 60%، بينما للاستخدامات غير العسكرية مثل إنتاج الكهرباء تحتاجون فقط إلى 3.5%؟ كيف تردون على هذا الادعاء بأن هذا المستوى من التخصيب أقرب بكثير ويمكن أن يؤدي إلى صنع قنبلة نووية؟

بزشكيان: ما هو واضح أن مسار الاتفاق قد تشكّل، لكن الرئيس ترامب مزّقه. نحن في المحادثات اتفقنا أن تكون لكل طرف واجبات. نحن أدّينا واجباتنا، لكن حين خرجت أمريكا من الاتفاق النووي، الأوروبيون عمليًا خرجوا أيضًا. كانوا يقولون نحن لم نخرج، لكن كل الشركات الأوروبية التي كان من المقرر أن تعمل في إيران تركت أعمالها وذهبت، وانقطعت علاقاتنا المالية أيضًا. إذًا الأوروبيون أيضًا لم يعملوا بما كانوا قد اتفقوا عليه. من الطبيعي أنه في إيران أيضًا تم تجاوز ذلك الإطار، لكن هذا لم يكن بمعنى صنع القنبلة.

لقد أعلنا مرارًا وبوضوح أن مثل هذا الشيء غير مطروح أصلًا. قائد الثورة، بصفته الأول في البلد وكقائد ديني وفكري للمجتمع، أعلن أن التوجه نحو السلاح النووي حرام. وحين يُعلن أن هذا الأمر حرام، لا يملك أحد في الجمهورية الإسلامية الحق في الذهاب نحو صنع السلاح النووي. هذا اعتقاد عقائدي، وأمر علني، وغير قابل للتغيير. لذلك نحن مستعدون أن نستمر في أي تعاون لازم مع الوكالة.

المذيع: الرئيس ترامب يقول لماذا تسعون وراء الطاقة النووية بينما لديكم كل هذا النفط؟ ما ردكم على هذا الكلام؟

بزشكيان: انظروا، المسائل النووية ليست مرتبطة فقط بصنع القنبلة. اليوم في المجال الطبي الكثير من الإجراءات التشخيصية والعلاجية للسرطان وأمراض أخرى تحتاج إلى تقنيات وموارد نووية. في الصناعة نحتاج إلى هذه التقنيات، وفي الزراعة أيضًا لها استخدامات. لأي سبب لا ينبغي أن نمتلك هذه التقنية والمعرفة في إطار القوانين الدولية ومعاهدة "إن.بي.تي"؟ هل لمجرد أنهم يظنون أننا نريد صنع قنبلة، يجب أن نُحرم من هذه التقنية؟

نحن مستعدون أن نواصل أنشطتنا تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي إطار "إن.بي.تي". يمكنهم أن يأتوا ويزوروا، فلماذا لا ينبغي أن يتم هذا؟

المذيع: أنتم تعلمون على الأرجح أن التقرير الذي عرضته عليكم للتو نُشر حول منشأة نووية سرية جديدة. ألسْتم قلقين أن يؤدي هذا الموضوع إلى جرّ حروب أخرى إلى داخل إيران؟

بزشكيان: انظروا، نحن لا نسعى وراء الحرب، لكننا لا نخاف من الحرب أيضًا. الرئيس ترامب قال إنهم جاؤوا ليحققوا السلام، لكن الواقع هو أنه مع هذا المسار سيُشعلون المنطقة كلها بالنار. هل يمكن إخضاع بلدٍ ما ببضع طائرات؟ السلوك الذي قاموا به جعل الوحدة والانسجام داخل البلد وحتى بين البلدان الإسلامية يزداد. هل يُقبل أن كيانا باسم إسرائيل يقتل الناس، ويغلق الحدود، ولا يسمح للبشر حتى أن يحصلوا على الدواء والغذاء وحاجاتهم الأساسية! أن يموت بعضهم من الجوع، ثم ذلك الكيان نفسه يدّعي حقوق الإنسان والإنسانية، وبعدها يقول: "نحن نريد أن نحارب"؟ من أجل ماذا؟ من أجل أن يسلبوا حقوق بلد يريد أن يعمل في إطار القوانين الدولية؟ في هذا العالم الحالي وضمن إطار تلك القوانين، لماذا لا ينبغي أن نتمتع بحقوقنا المشروعة؟

المذيع: شكرًا على إجابتكم، السيد الرئيس. سأطرح السؤال بصيغة مختلفة: هل إيران تستعد لحروب إضافية؟

المذيع: نحن لم نكن أبدًا البادئين بأي حرب، ولن نكون البادئين بأي حرب، لكن أي أحد يهاجمنا، سنحاول أن نرد ردًا قاصمًا. وبالتأكيد سنقوّي هذه القدرة الدفاعية يومًا بعد يوم حتى لا يتمكن أحد بهذه السهولة من الاعتداء علينا. لماذا في غزة هؤلاء البشر يُقصفون كل يوم والمنظمات الدولية التي تدّعي القوة، عمليًا لا تستطيع أن تفعل شيئًا؟ لماذا لم يُتخذ أي إجراء لمنع قتل نحو 65 ألف إنسان بريء في غزة؟ الكثير من الأطفال والنساء يموتون من الجوع؛ بأي إطار إنساني وحقوقي يُسمح أن يقوم البعض ممن لديهم القوة بالقصف يوميًا في أي مكان يريدونه ولا أحد يردعهم؟

في المقابل، نحن الذين نريد أن نعمل وفق القوانين الدولية، لماذا يجب أن نُقيّد ونُدان ونُهاجم؟ أليس هذا إلا قانون الغاب؟

المذيع: لنعد إلى الحرب ذات الأيام الـ12. بصفة قائد بلد وبصفة رئيس جمهورية، ما الإحساس الذي كان لديكم وأنتم ترون بلدكم يُقصف ويُقتل عالِم بارز لديكم؟

بزشكيان: طبيعي، إذا ضُرب قادتكم بهذه الطريقة والعالم يكتفي بالمشاهدة، بل حتى البلدان التي تدّعي حقوق الإنسان تدافع عن مثل هذا المجرم، فما هو الإحساس الذي ينتاب الإنسان؟ أليس الكراهية تجاه ما يسمونه بشرية وقوانين وحقوق إنسان، تتعمّق؟ قادتنا استُشهدوا في ليلة واحدة في منازلهم. علماؤنا جرى اغتيالهم. ما الذنب الذي ارتكبه العلماء؟ بذريعة أنهم ربما في يوم ما يصنعون قنبلة، هل هذا سبب كافٍ ليُقتلوا؟

أي قانون في النظام القضائي العالمي يسمح أن يُقصف إنسان فقط لأنه ربما في المستقبل يقوم بعمل ما، ولا يتخذ أحد في العالم موقفًا تجاه تلك الجريمة؟ هذه مأساة، ليس فقط لبلدنا، بل للمنطقة وربما الآن للعالم. سلوكيات الكيان الصهيوني أوجدت تراكمًا عميقًا من الكراهية في القلوب.

المذيع: أظن أن المقصود أنكم شخصيًا شعرتم بالاستياء، لأن أيا من حلفائكم لم يدافع عنكم، حتى روسيا. أليس كذلك؟

بزشكيان: نحن في حياتنا وعلى أساس معتقداتنا توكلنا على الله، ومعتمدون على إيماننا وثقة شعبنا، لا على إيمان أو دعم الآخرين. نحن نرغب في علاقات سليمة مع كل العالم، لكن ليس الأمر أننا إذا لم يساعدنا أحد، نستسلم. نحن مع شعبنا، ومع الوحدة والانسجام الموجود، ومع السلوك الذي أبداه الكيان الصهيوني وأمريكا والذي عزز الوحدة الداخلية، نقاوم أي اعتداء.

وهذا الموضوع لا يقتصر على السلاح فقط. إذا كان الشعب مؤمنًا بالبلد وبالنظام، وإذا عاملنا نحن شعبنا بالعدل والإنصاف، ففي النهاية مع شعب موحد ومتماسك، لن يتمكن المعتدون من المضي بالحرب.

المذيع: أعلم أنكم حضرتم في بعض القصف. هل يمكن أن تشرحوا لمشاهدينا الأمريكيين بدقة ما الذي حصل لكم خلال تلك القصفات؟

بزشكيان: هذا أيضًا من تلك القوانين التي لا يملكون حق خرقها والعالم فقط يتفرج ولا يبدي رد فعل، وأحيانًا حتى يبرر ذلك. لكننا إذا استشهدنا كغيرنا، فنحن لا نخاف من الشهادة والموت. نحن قد عشنا حياتنا، ونسعى لعزة وكرامة بلدنا.

نحن نريد أن نعيش في هذا الكوكب كغيرنا من البشر بسلام وطمأنينة، لكن الكيان الصهيوني هو الذي خلط أوراق المنطقة. هو مصاب بوهم ويظن أن الجميع أعداؤه، بينما هو عدو الجميع. هو يُخرج الناس من بيوتهم، يقصف المهجّرين، يغلق طريق الماء والغذاء أمام النساء والأطفال، ولا يسمح للمستشفيات أن تؤدي عملها، وللأسف العالم فقط يشاهد هذه التصرفات.

المذيع: لقد أشرتم إلى أنكم طبيب، لذا دعوني أسأل من هذه الزاوية: أين أصبتم بالضبط؟ هناك تقارير تقول إن رجلكم تعرضت لإصابة. هل لديكم جرح أو أثر إصابة يمكنكم أن تُظهِرونه لنا؟

بزشكيان: لم يكن هناك شيء خاص. حدث نزيف في ركبتي، لكنه تعافى بعد فترة. بالطبع، أُطلقت أكثر من خمس عشرة قنبلة، وكان القصد من ذلك التدمير. إذا كانوا صادقين، وإذا كان هدفهم فعلاً مراكزنا النووية، فلماذا يضربون شعبنا البريء؟ إذا كانت أمريكا تقول حقًا إن هدفها منع صناعة السلاح النووي، فلماذا ضربت هذه المراكز وأغلقت طرق التجارة والحياة أمام الناس؟ في الحقيقة، أمريكا تدعم الكيان الصهيوني في المنطقة وتسير على خطاه، وتريد إبقاء الناس في حالة نقص الدواء والغذاء، لكننا نجد الطريق ونحل مشاكلنا بأنفسنا. العالم ليس أمريكا فقط، وليس كل الدول أصدقاء لأمريكا.

المذيع: يبدو أن هناك نقصًا واضحًا في المعلومات. هل تعتقد أن مفتشي الأمم المتحدة، كما زعم البعض في إيران، هم عملاء لإسرائيل؟

بزشكيان: انظر، الحقيقة أننا لدينا ضعف معلوماتي من جانبنا. من قام بالضبط بهذا الأمر ليس مؤكدًا ويخضع للتهمة. بعضهم يقول إن من المحتمل أن يكون هؤلاء الأشخاص قد نفذوا هذه الأعمال. جزء من الموضوع مرتبط بالتكنولوجيا، التي يمكن أن تزودهم بالمعلومات والعناوين، وجزء آخر مرتبط بالزيارات والمحادثات واللقاءات التي أدت إلى التعرف علينا.

هذه الأمور أدت إلى نشوء جدار من عدم الثقة في بلدنا تجاه من يريدون التفاوض معنا. لأننا عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وعضو في الوكالة، كان يجب عليهم وفق هذه القوانين ألا يهاجموا المراكز النووية التي كانت تحت إشراف الوكالة. لا يحق لأي أحد قصف منشآت تحت إشراف الوكالة الدولية، لكنهم قاموا بذلك، وحتى لم يُدانوا على هذا الفعل.

المذيع: عدم الثقة حول المفتشين؛ فقط أريد أن نكون واضحين في هذا الشأن.

بزشكيان: عدم الثقة هو أمر آخر، مع أننا نعيش ضمن هذه الإطارات، لكن لماذا نحن هنا؟ نحن هنا لنتمكن من التحدث مع من يمكن الوصول معهم إلى لغة ونظرة مشتركة، لنساعد بعضنا البعض، ووفق الشعار الذي طُرح هذا العام في الأمم المتحدة، نخلق تضامنًا حقيقيًا، لا انقسامًا وفصلًا.

للأسف، باسم التضامن، يقومون بتقسيم الدول، ويهينون الإنسانية، ويقصفون، ويدمرون البنية التحتية، وفي النهاية يقولون إنهم يخلقون السلام.

المذيع: بعضهم قال إنه بعد القصف تم اعتقال 21 ألف شخص في إيران. ما ردكم على هذا الادعاء؟

بزشكيان: ليس لدي رقم دقيق الآن، لأن السلطة القضائية تتابع الأمر، لكن ما هو واضح، وما تسمونه "فشلًا معلوماتيًا"، هو أن بعض الأشخاص، سواء داخل البلاد أو بدوافع مالية أو مصالح أخرى، ربما تعرضوا للخداع أو تم خداعهم. في النهاية، هناك من قام بهذه الأعمال من الداخل. في الأماكن التي تمكن جهازنا المعلوماتي من الوصول إليها والتعرف عليها، تم منع ذلك. لكن هل يمكن أن يكون العدد 20 أو 25 ألف شخص؟ أعتقد أن هذا الرقم غير محتمل.

المذيع: لقد تحدثتم عن زيارتكم إلى هنا وأسباب حضوركم. الأوروبيون طلبوا منكم التفاوض مع الأمريكيين. هل تمكّنتم من عقد أي مفاوضات؟ هل أتيحت لكم فرصة للحديث مع الأمريكيين؟

بزشكيان: كان من المقرر أن يجلس وزير خارجيتنا مع الأمريكيين، لكن قبل ذلك، كانوا قد وضعوا شرطًا بأن نقبل أولاً شروطهم قبل بدء الحوار. عندما يُشترط علينا مسبقًا قبول ما يقولونه، فإن الحوار يفقد معناه، ولهذا السبب لم يُجرَ أي تفاوض.

في الولايات المتحدة نفسها، التي تدّعي الديمقراطية والحرية، أولاً لم يسمحوا لجزء كبير من أعضاء وفدنا بالحضور، وثانيًا رفضوا المكان الذي أردنا أن نقيم فيه بالقرب من مقر الجمعية العامة، وأجبرونا على الإقامة في مكان آخر. حتى لم يسمحوا لأعضاء الوفد الإيراني بالتحرك من مناطق أبعد أو لقاء الوفود الأخرى.

هذا هو أسلوب التعامل الذي يتبعونه معنا. وفي الوقت نفسه، على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الخاصة بهم، يقولون إن إيران تسعى لإحداث الفوضى، بينما نحن جاهزون للحوار، ونريد بسهولة قول ما لدينا. لكن من الطبيعي أننا لا نخضع للإكراه، ولا نقبل أي شيء يخالف حقوق الإنسان وفق القوانين الدولية. للأسف، هم لا يريدون أن يسلك هذا الطريق.

المذيع: للتوضيح، هل لم يتم إقامة أي اتصال بين البلدين خلال هذه الجمعية العامة؟

بزشكيان: بشكل هاتفي، تواصل وزير خارجيتنا مع السيد ويتكوف، وأنا شخصيًا عقدت اجتماعًا مع رئيس فرنسا.

المذيع: إذًا، لم يتم إقامة أي اتصال ذا معنى؟

الرئيس: توصلنا مع فرنسا والدول الأوروبية إلى توافق، وكان من المقرر أن يجلسوا مع المجموعة الأمريكية لتنسيق طريقة التعامل. المرة الأولى تم رفض الاتفاق، ثم عقد وزراء الخارجية جلسة أخرى وتوصلوا إلى اتفاق مع أوروبا، لكن الأمريكيين رفضوه مجددًا. في الحقيقة، أمريكا هي التي تمنع تشكيل أي اتفاق بيننا وبين أوروبا ضمن النظام الدولي.

بناءً على الادعاءات التي يطرحونها بأننا نريد إنشاء مركز منفصل أو القيام بأعمال أخرى، وحتى تصنيع القنبلة، لو كنا فعلاً نريد صناعة القنبلة، لما أعلنا عن ذلك، بل قلنا لهم: تعالوا وتفقدوا مخزوننا وتسلمه. في النهاية، كل هذه الأمور يجب أن تُناقش وتُحل مجتمعة.

المذيع: سيادة الرئيس، أشرتم إلى المنشآت السرية. إذا لم تكن هناك منشآت من هذا النوع، فما هذه المنشآت؟ كيف تُسمّونها؟

بزشكيان: هذا ليس صعبًا. نحن جلسنا معهم وقلنا لهم: تعالوا وقوموا بالزيارة، وسنُظهر الصور أيضًا. فلماذا يريدون تفعيل “آلية الزناد”؟ لقد قلنا لهم: تعالوا وعاينوا، وسنُظهر الصور. الزيارة والتقييم ليسا أمرًا صعبًا. يمكن للمرء أن يطلق هذه الادعاءات فقط إذا قلنا: “لا، ليس لكم الحق في الرؤية”. وعندما نقول: دعونا نجلس ونتحاور، يجب أولًا إيقاف آلية الزناد، وإعطاء ثلاثة أو أربعة أشهر فرصة، وإذا لم نتمكن من الوصول إلى لغة مشتركة، يمكن تفعيله مرة أخرى. هل هذا صعب؟ لكنهم يريدون، من خلال أوهامهم والإطارات التي يضعونها، الإيحاء بأننا “نريد صناعة القنبلة”، وهكذا من الادعاءات.

المذيع: هل أنتم مستعدون، كما نجلس الآن، للجلوس وجهًا لوجه مع الرئيس ترامب للتفاوض والحوار؟

بزشكيان: المشكلة ليست في الحوار. الرئيس ترامب يقول إن إيران لا يجب أن تمتلك سلاحًا نوويًا. نحن جاهزون لإجراء التحقق وإعطاء ضمانات بعدم الوصول إليه. أولاً يجب كسر جدار عدم الثقة، بعدها يمكننا معرفة ما إذا كانوا صادقين في الحوار معنا أم لا. حل جميع المشاكل دفعة واحدة إداريًا ليس ممكنًا. أي مدير يمكنه خلال عام أن يتعامل مع عملية أو اثنتين فقط ويحلها. لدينا مسائل متعددة مع أمريكا؛ من الأفضل أن نجلس واحدة تلو الأخرى ونحلها. نبدأ بمسألة واحدة، وعندما نرى أنها تُحل بصدق، ننتقل إلى التالية. لقد توصلنا إلى تفاهم ضمن الاتفاق النووي، وكنا نطبقه، لكن أمريكا تدخلت وقطعت الاتفاق. كيف نضمن الآن أنه إذا جلسنا وتحدثنا مجددًا، لن يتصرفوا بنفس الطريقة؟

المذيع: أريد أن أسأل بصراحة، هل ستلتقون بالرئيس ترامب؟

بزشكيان: طالما أن التوقع الذي أعلنه الرئيس ترامب لم يُنفّذ عمليًا، فلن يحدث أي تغيير. يجب أن يصدر أمر واضح لتنفيذ ما يريد. وعندما يُنفّذ ذلك ونرى أنه فعلاً يحدث، عندها يمكننا الجلوس والحوار مع أي طرف.

المذيع: وضّحوا، إذا كان من المفترض أن تصدروا أمرًا واحدًا فقط وتقولوا: «هذا ما أريده»، ما هو هذا الأمر؟

بزشكيان: نفس الأمر الذي يقولون إن إيران لا يجب أن تمتلك سلاحًا نوويًا. إذا نُفّذ هذا الأمر، فنحن أيضًا جاهزون لرفع العقوبات وإجراء الحوار. نحن في إيران مستعدون لاستقبال الاستثمارات الأمريكية ورفع العقوبات، وعندها يمكننا الجلوس للتفاوض.

المذيع: إذًا هل تعلنون صراحةً التوقف عن أي تخصيب إضافي لليورانيوم وأي خطوات نحو صناعة السلاح النووي من أجل التفاوض مع الولايات المتحدة؟

بزشكيان: بالتأكيد، هذا ما سنفعله. نحن لا ننوي التوجه نحو السلاح النووي، وعندما نقول ذلك، فهذا يعني أننا مستعدون للتعاون وفق جميع الأطر الدولية لإجراء التحقق.

المذيع: هل لديكم رسالة لبنيامين نتنياهو؟

بزشكيان: نتنياهو لا يحتاج إلى رسالة. أمام أعين العالم، أدان الجهاز القضائي الدولي في لاهاي بعض أعمال نتنياهو. هل يُقبَل أن يموت عدد من الناس، بما في ذلك الأطفال الأبرياء، جوعًا بسبب هذه الأعمال، ويُمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة؟ ما ذنب المرضى إذا مُنع الأطباء من علاجهم؟ ما نوع الإنسانية الموجودة في العالم عندما يُقتل النساء والرجال والشيوخ والشباب عمدًا، ويُجبر الناس على ترك منازلهم ثم تُدمّر؟ كيف يمكن الحديث مع من يتصرف بهذه الطريقة؟

المذيع: كيف تصفون الوضع الحالي لعلاقة إيران مع حماس؟

بزشكيان: حماس تمثل مجموعة، ويجب الإشارة إلى أن شعب غزة يعيش تحت الظلم. حماس اختيرت من بين نفس الناس لإدارة الشؤون الإدارية والاجتماعية للمنطقة، رغم أن الكثيرين من السكان أنفسهم الآن تحت الضغط، مشردين ومحرومين. دخل الكيان الصهيوني في صراع مع حماس واستهدف أعضائها؛ في هذه الأثناء، لماذا يُقتل المدنيون الأبرياء، النساء والأطفال؟ إذا كان من المفترض أن يكون هناك حرب، فيجب القتال مع من يقف في مواجهة بعضهم البعض، وليس قتل الجميع بسبب العداء مع مجموعة معينة. نحن كأطباء دائمًا نبحث عن سبب المرض وليس عن أعراضه. حماس وحزب الله والتيارات المشابهة التي نراها الآن غالبًا هي أعراض؛ السبب الرئيسي هو العدوان والجرائم المرتكبة. عندما تُدمر منازل الناس، ويُدمر ويُذل حياتهم ولا يُسمح لهم بالتنمية، فمن الطبيعي أن يتفاعل أي إنسان تحت هذه الظروف.

عندما نفحص المرضى كأطباء، لا نعتبر الأعراض هي المرض نفسه؛ بل نستدل من هذه العلامات على جذور المرض ونحاول فهم سبب ظهورها. الشيء نفسه ينطبق على هذه المجموعات في المنطقة: وصفهم بـ«الإرهابيين» ليس هو السبب الحقيقي، بل السبب الأساسي هو أن بعض الناس في المنطقة تعرضوا للظلم، وطُردوا من منازلهم، وقُتلوا، وحُرموا من حقوقهم الإنسانية الأساسية. من الطبيعي أن يتفاعل البشر مع مثل هذه التصرفات غير الإنسانية. وقد تتشكل مجموعات نتيجة هذه التفاعلات، لكن إذا تم تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع، فإن هذه المجموعات ستتلاشى تدريجيًا وتندمج ضمن هياكل الدولة والإدارة.

ما يحدث اليوم في المنطقة ناتج عن الانتهاكات غير الإنسانية لحقوق الإنسان التي يمارسها الكيان الصهيوني، ليس فقط في غزة ولبنان، بل في أماكن أخرى أيضًا.

المذيع: هل ما زالت إيران تدعم حماس ماليًا؟

بزشكيان: نحن مثل جميع دول العالم مستعدون لتقديم المساعدات الإنسانية في المنطقة؛ لحياة الناس، لتأمين الغذاء والرزق، ولعلاج المرضى. إذا فسّر أحد هذه المساعدات بطريقة مختلفة، فهذا يعود إلى نظرته الشخصية. المساعدات الإنسانية واجب على جميع الدول، والآن تُرسل مساعدات إلى غزة من جميع أنحاء العالم. كيف يمكن تفسير هذا بخلاف ذلك؟ مساعداتنا، وبالفعل أي مساعدات لأي شخص مظلوم نستطيع الوصول إليه، ستُقدَّم.

بالطبع نقدم المساعدة، لكنها لن تكون واسعة النطاق لأننا نحن أيضًا تحت ضغط. ليس لدينا موارد لا محدودة لنقدم أي مساعدة بدون قيود. ومع ذلك، بقدر استطاعتنا، حيثما يكون الناس تحت ضغط وهناك إمكانية للمساعدة، نحن مستعدون لتقديمها.

المذيع: قد يكون لدى الدول الأخرى آراء مختلفة حول سبب اندلاع حرب الـ12 يومًا، لكن بالنظر إليها، هل تأسفون على كل الوفيات والدمار الذي حدث، أو على عدم تعاونكم الكامل مع مفتشي الأمم المتحدة؟

بزشكيان: هل هاجم الكيان الصهيوني وفقًا للقوانين الدولية لنأسف نحن؟ الوكالة كانت تزور مراكزنا دائمًا. كيف يمكن تبرير هذه الهجمات من الصهاينة؟ هل هذا الكيان هو محامي العالم، وإذا لم يُنفَّذ القانون في مكان ما، هل يحق له التدخل والهجوم؟ السؤال الأساسي: لماذا لا تدين الوكالة الصهيونية؟ ما مكانتهم في المنظمات الدولية؟ إسرائيل هي نفسها التي أدانت محكمة لاهاي بعض مسؤوليها وصرحت بوجوب القبض عليهم أينما وجدوا، فكيف يتم دعمها من بعض الدول؟ أمريكا عمليا فرضت عقوبات على الشخص الذي أصدر هذا الحكم؛ أي أنه في الواقع لا أحد في العالم يتمتع بالحق في حكم مستقل، والحكم يكون وفق ما تريد أمريكا وإسرائيل.

هذا يخلق قاعدة جديدة في العالم: كل من يفعل ما يريد هو من يقرر. هذا الكيان يتهم، ينشئ محكمة، يصدر حكمًا، وينفذه؛ كيف يمكن تنفيذ هذه الإجراءات في أي مكان من العالم وفق أي قوانين أو هيئات قضائية؟

المذيع: لكن المفتشون أعلنوا علنًا للعالم أنكم لم تتعاونوا بالكامل وتم منع بعض وصولهم.

بزشكيان: من ماذا منعناهم؟ نحن خضعنا لأقصى قدر من الرقابة مع هذه المنظمات الدولية. يكفي فحص الأرقام وسلوكهم وطريقة عملهم لمعرفة الحقيقة. وحتى لو افترضنا أننا لم نتعاون معهم، هل إسرائيل محامية لهم؟ هل يعني عدم تعاوننا أنهم يأتون ويقصفون دون إعلان، ويقتلون النساء والرجال والأطفال؟ هل هذا ضمن القواعد التي نتحدث عن حقوق الإنسان؟ أين يقف الصهاينة ضمن هذه القواعد ليهاجموا ويقصفوا وقتما شاءوا ويقتلون النساء والرجال والأطفال والعلماء والأطباء والمستشفيات؟

المذيع: ما هو هذا الكتاب؟

بزشكيان: هذه الصور لأشخاص قتلوا في هجمات الكيان الصهيوني، أشخاص عاديون وأطفال أبرياء، هل كانوا في المراكز النووية؟ ما علاقتهم بالطاقة النووية؟

المذيع: ماذا عن الذين فقدوا حياتهم في إيران؟

بزشكيان: نعم، هل كانوا يشاركون في الأنشطة النووية؟

المذيع: عندما تقلب صفحات هذا الكتاب، ما شعورك وماذا تفكر؟

بزشكيان: يزداد شعوري بالكراهية تجاه أولئك الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان والإنسانية وينشرون الأكاذيب في العالم يومًا بعد يوم. يخلقون صورة لا تتوافق مع الواقع. ماذا فعل هؤلاء ليُقتلوا من أجل ذلك؟ إذا كان هدفهم فعلاً المراكز النووية، فلماذا يقصفون منازل الناس؟ في أي محكمة علنية أو دولية حُكم على هؤلاء ليُسمح لهم بتدمير كل سكان مبنى بسبب شخص واحد؟ افترضوا أنني مجرم، ما الجريمة التي تستحق أن يُقتل بسببها كل من يعيش في ذلك المبنى؟ هل هذا من حقوق الإنسان؟ وكيف يمكن الحوار في ظل مثل هذه التصرفات؟

المذيع: بصفتك قائدًا، كيف تمنح الأمل للشعب الإيراني في الظروف الحالية، مع استمرار النزاعات، والمشكلات الاقتصادية، ومشكلات المياه، والعقوبات المستمرة؟

بزشكيان: عند وصولي إلى السلطة كان شعاري الأساسي الوحدة والتماسك الداخلي والصداقة مع الجيران. هذا التماسك موجود الآن داخل البلاد. لقد كانت هناك خلافات سابقة، لكن 12 يومًا من الصراع زاد من وحدتنا وشعور الانتماء الوطني. هناك مشاكل، لكن الناس الآن يقولون: "اصنعوا القنبلة النووية ويجب مواجهة المعتدين". هذا ليس عقيدة القيادة، لكن الكراهية التي نشأت جعلت الناس مستعدين لتحمل الصعاب وعدم الانكسار أمام الاعتداءات.

اليوم علاقاتنا مع الدول المجاورة أكثر ودية. بعد النزاعات، أدانت دول المنطقة أفعال الكيان الصهيوني وأبدت استعدادها للمساعدة، وهذه العلاقات تتحسن يومًا بعد يوم. يمكننا تجاوز هذه الظروف. هناك مشاكل، لكن لا يوجد في العالم مشكلة بلا حل. بالوحدة والتماسك وقيادة قائد الثورة، أعتقد أننا سنتغلب على كل الصعاب.

المذيع: سيدي الرئيس، أود التأكد من أنني فهمت كلامكم بشكل صحيح. هل تقولون إنكم تعتبرون من واجبكم السعي وراء السلاح النووي لتلبية رغبة الشعب؟

بزشكيان: من الناحية العقائدية، لا يمكننا القيام بذلك. نحن نؤمن أن البشر لا ينبغي لهم صناعة أسلحة الدمار الشامل التي لا تميز بين الخير والشر وتدمر كل شيء دفعة واحدة، وتقتل الأبرياء والمذنبين معًا. هذا ليس معتقدنا، ولن نسلك هذا الطريق ولن نفعل ذلك.

المذيع: أخيرًا، بما أنك تتحدث الإنجليزية ودرست في الولايات المتحدة، هل لديك رسالة للشعب الأمريكي؟

بزشكيان: لا شيء محدد حاليًا، فالأمر شعوري أكثر من كونه علميًا. لا يمكن التعبير عن ألم القلب ومرارة الظلم العالمي بلغة علمية. للأسف، أمريكا وأوروبا يكتفيان بالمشاهدة فقط.

المذيع: سؤال بسيط للمواطن الأمريكي: هل إيران تريد مزيدًا من الحرب؟

بزشكيان: نحن لا نريد أن تضطر أمريكا لدعم نظام فصل عنصري وقتال وغير إنساني في الشرق الأوسط على حساب مواطنيها. يجب أن تساعد في تحقيق السلام والأمن المستدام وتمكين البشر من العيش بسلام.

المذيع: شكرًا لك، السيد الرئيس.

بزشكيان: شكرًا لكم، وأتمنى النجاح لكم وللشعب الأمريكي.

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة