الفلسطينيون بين الأمل والخذلان: هل تغيّر الاعترافات الدولية واقعهم اليومي؟
شهدت نيويورك مؤتمراً دولياً حول حل الدولتين، تحوّل إلى منصة لإعلانات الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وسط حرب مستمرة على غزة وتباين واضح بين الدول المعترفة والممتنعة.
تسأل مراسلة وكالة تسنيم الدولية للأنباء في الضفة الغربية: "فماذا يعني للشارع الفلسطيني الاعتراف بدولة فلسطين؟، أملٌ بحياة جديدة… أم ورقٌ لا يغيّر واقع الناس".
قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد المنعم حمدان لوكالة تسنيم: "هذه الاعترافات الكثيرة التي تشعر بالحق الفلسطيني وبالعدالة الفلسطينية بالتاكيد ستضغط بشكل او باخر ولكن ربما يكون بطيئا على امريكيا لانها تعتبر حجر العثرة في ان ياخذ شعبنا حقه استقلاله".
قالت مواطنة فلسطينية لوكالة تسنيم: "اليوم نحن دولة والمجتمع الدولي في تحدي امام نفسه وامام قانونه، فاذا كان القانون الدولي يسري على الدول، نحن الان اصبحنا دولة فارونا فاعلية هذه الدولة التي اعترفتم بها وقومو بتطبيق القوانين التي سنها مجلس الامن من مئة عام ضد الكيان الاسرائيلي الذي يعاني منه شعبنا ودولتنا".
واكد ناشط فلسطيني لوكالة تسنيم: "نحن لا نريد الاعتراف رمزيا فقط بدولة فلسطين وكان العالم يتبرأ من ما يجري على الارض كابادة جماعية في غزة واستيطان في الضفة ".
وقالت والدة اسير فلسطيني، نسرين ابو غربية لوكالة تسنيم: "الحقيقة الواقعة والاجرامية كلها من الحكومة الظالمة والارهابية بقيادة نتنياهو الفاشل والضعيف الهزلي، نحن نوصل رسالتنا للعالم اجمع، عليكم ان تبصرو اعينكم جيدا وتشاهدو ما يحدث ولا تظلون صامتين، شاهدو ما يحصل بغزة وانظرو الى الاطفال الجائعين وللاسرى الذين يقبعون في السجون".
فرنسا، بلجيكا، لوكسمبورغ، مالطا، موناكو وأندورا أعلنت انضمامها لقائمة الدول المعترفة، بعد يوم واحد من اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال... ليرتفع بذلك عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى أكثر من 160 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة، منذ إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988.
هذا واشاد الامين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي لوكالة تسنيم: "هذه لطمة كبيرة لاسرائيل ولسياستها الاجرامية في فلسطين وايضا هذا التصويت اظهر عزلة الولايات المتحدة واسرائيل بشكل كبير وكامل لم يصوت معهم باستثناء الارجنتين ودولة اخرى، وجميع الدول التي صوتت معهم هي جزر صغيرة عائلة فلسطينية واحدة اكبر من سكان مثل هذه الجزر".
واضاف البرغوثي لوكالة تسنيم: "ان المطلوب الى جانب الاعتراف بفلسطين الان هو فرض عقوبات ومقاطعة على اسرائيل".
كرر قادة العالم إدانتهم للإبادة في غزة، مؤكدين أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للسلام لكن التباينات بقيت واضحة: الولايات المتحدة رفضت الاعتراف، إسرائيل هددت بالرد، أما إيران فأكدت موقفها الثابت بالاعتراف الكامل بفلسطين لكنها رفضت مقاربة "حل الدولتين" معتبرة أن ذلك يُكرّس شرعية الاحتلال، مما يطرح تساؤلات حول قدرة المؤتمر على إحداث تغيير فعلي.
واكد الناشط السياسي ابو صالح لوكالة تسنيم: "حل الدولة الذي نامل به هو حل الدولة الفلسطينية وليس حل الدولتين على ارض فلسطين ولا شعب على هذه الارض الا الشعب الفلسطيني".
رغم موجة الاعترافات الدولية، واصلت إسرائيل تصعيد عملياتها العسكرية في غزة والضفة، في محاولة لردع الفلسطينيين وإظهار أن القرارات الدولية لن تغيّر واقع السيطرة على الأرض او حتى لتعزز شرعية الدولة الفلسطينية تاركة الفلسطينيين أمام تحديات مستمرة.
/انتهى/