قاليباف: إيران غير ملزمة بالامتثال لقرارات غيرقانونية / الدول الأوروبية الثلاث سترى ردّنا
أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، محمد باقر قاليباف، في كلمته خلال الجلسة العلنية للبرلمان اليوم الأحد، أنّ إيران لا ترى نفسها ملزمة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن التي وُصفت بـ"غيرالقانونية" بعد تفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية الثلاث.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن قاليباف أوضح أنّ تفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية الثلاث وعودة العقوبات الأممية المفروضة على طهران "إجراءً غيرقانوني"، مؤكداً أنّ روسيا والصين أوضحتا رسمياً أنّ هذه القرارات لا تلزم أي دولة بتنفيذها.
وأضاف أنّ إيران بدورها "لا ترى نفسها ملزمة" بوقف تخصيب اليورانيوم أو الالتزام بأيٍّ من هذه القرارات، مشدداً على أنّ حق إيران في التخصيب ما يزال معترفاً به في القوانين الدولية.
قاليباف أوضح أنّ العقوبات المنصوص عليها في هذه القرارات "أقلّ تأثيراً بكثير من العقوبات الأميركية"، وأنّ تنفيذها على مستوى الأمم المتحدة "يواجه عقبات قانونية جدية"، لكنه حذّر في الوقت نفسه: "إذا أقدمت أي دولة على تنفيذ هذه القرارات غيرالقانونية ضد إيران، فستواجه رداً جدياً ومباشراً، والدول الأوروبية الثلاث سترى ردّنا بوضوح."
وأشار رئيس البرلمان إلى أنّ إيران استخدمت جميع الوسائل الدبلوماسية الممكنة لتأجيل أو حل هذه الأزمة، من بينها "اتفاق القاهرة"، داعياً مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية إلى كشف تفاصيل المحادثات والاتفاقات و"نقض العهود" من الطرف الآخر أمام الشعب.
وفي سياق آخر، شدّد قاليباف على أنّ الإصرار الغربي على تفعيل الآلية رغم "مرونة إيران" يكشف عن نوايا واضحة، قائلاً: "المفاوضات بالنسبة للغرب ليست سوى وسيلة للخداع والضغط لنزع سلاح إيران الصاروخي. لقد اشترطوا تمديداً مؤقتاً للآلية مقابل التفاوض مع أميركا ومنح الوكالة الدولية صلاحيات أوسع، فيما اعتبرت واشنطن أن تقليص مدى الصواريخ الإيرانية شرط مسبق للتعامل مع طهران. أليس هذا تقسيم أدوار منظماً لانتزاع قدرات إيران الدفاعية؟"
وأضاف أنّ التجربة أكدت مجدداً أنّ "الضمانة الحقيقية لحماية المصالح والأمن القومي الإيراني تكمن فقط في تعزيز القوة"، لافتاً إلى أنّ "الدبلوماسية بلا قوة ليست سوى أداة للضغط".
قاليباف شدّد على أنّ بعض الأطراف تحاول تصوير "سناب باك" كمدخل لحرب، في حين أنّ الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي "لم يحتاجا يوماً إلى ذرائع قانونية لاعتداءاتهما"، معتبراً أنّ السبب في امتناع إسرائيل عن مهاجمة إيران مجدداً ليس غياب هذه الآلية، بل خشيتها من "هزيمة أشدّ من السابقة".
وعن التحديات الداخلية، دعا رئيس البرلمان إلى تركيز الجهود على قضيتين أساسيتين: تحسين الوضع المعيشي للمواطنين وتعزيز الوحدة الوطنية. وأشار إلى معاناة الشعب من "غلاء الأسعار، أزمة السكن، وأزمة الطاقة"، مطالباً الحكومة بالتعجيل في تنفيذ خطة "البطاقة الإلكترونية للسلع الأساسية" التي تضمن ثبات الأسعار، إضافة إلى تطبيق القوانين الخاصة بحل أزمة الطاقة والإسكان.
كما وجّه نداءً إلى النخب والمسؤولين ووسائل الإعلام بضرورة الابتعاد عن "الخلافات القبلية والفئوية"، مؤكداً أنّ "حفظ الوحدة الوطنية هو أهم واجب وطني".
وفي ختام كلمته، أعرب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، عن تعازيه بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد السيد حسن نصرالله، واصفاً إياه بـ"المجاهد الكبير وقائد المقاومة الخالد".
قاليباف أكد أنّ السيد نصرالله كرّس عمره المبارك لخدمة الإسلام، والدفاع عن فلسطين، وحماية أمن واستقرار الشعب اللبناني، مشيراً إلى أنّه وقف بشجاعة في مواجهة "العدو الصهيوني الغاشم الذي لا يحمل سوى مشروع تدمير لبنان وتهيئة الأرض لتأسيس إسرائيل الكبرى".
وأضاف أنّ نصرالله استطاع، مستنداً إلى "السنن الإلهية وثقة الشعب وعقلانيته وشجاعته الفريدة"، أن يُفشل مخططات العدو ويُرسي أسس المقاومة في لبنان، لافتاً إلى أنّ هذه المدرسة بات لها أتباع في شتى أنحاء العالم، يمثل كلّ واحد منهم "نبعاً متدفقاً للمقاومة والاستعداد للتضحية حتى الشهادة".
وتابع رئيس البرلمان الإيراني: "لقد استهدفوا جسد نصرالله، لكن فكره غمر العالم، وملك قلوب الشباب الأحرار والواعي في مختلف بقاع الأرض، فحوّله إلى رمز خالد وفضح أعداءه إلى الأبد."
وختم مؤكداً أنّ إرث نصرالله يتمثل في هؤلاء الشباب المؤمنين بقضية فلسطين وغزة، الذين "سيواصلون، على خطى معلميهم، صياغة التاريخ بما يخالف إرادة المستكبرين، إن شاء الله".
/انتهى/