لاريجاني: الأمريكيون يُصرّون على التفاوض بشأن الصواريخ


لاریجانی: الأمریکیون یُصرّون على التفاوض بشأن الصواریخ

قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني: قبلنا التفاوض مع أمريكا بحضور الأوروبيين، وذلك لكي لا يكون لديهم أي ذريعة. لقد أرادوا الذهاب إلى وسائل الإعلام والقول إننا طلبنا التفاوض، لكنهم لم يقبلوا بذلك.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قال في مقابلة له إن آلية الزناد هي محاولة من الغرب للضغط على إيران، لكنها لا تهدد البرنامج النووي الإيراني الذي يواصل تطويره بشكل كامل.

وأضاف لاريجاني: «المشكلة الأساسية أن الطرف الآخر لم يلتزم بتعهداته، بينما إيران التزمت بالكامل، وإذا كان هناك من يجب مساءلته فهو الغرب». وأوضح أن الولايات المتحدة خرجت من الاتفاق النووي وبدأت عمليات عسكرية ضد إيران، في حين أن الاتحاد الأوروبي لم ينفذ أي تعهدات خلال العام الذي تبقى فيه الاتفاق ساريًا.

وأشار إلى أن إيران قبلت بعض المقترحات الروسية والأوروبية لحل القضية عبر المفاوضات، لكنها رفضت أي شروط تتعلق بالصواريخ الباليستية، مؤكداً أن «لا أحد يمكنه مطالبة إيران بتقليص قدراتها الدفاعية».

وحول تأثير تفعيل آلية الزناد على الاقتصاد الإيراني، قال لاريجاني إن الغرض من ذلك قد يكون نفسيًا لزيادة الضغوط على الداخل، لكنه شدد على أن «الشعب الإيراني واعٍ، والدولة لديها أدوات للحفاظ على استقرار المعيشة».

وفي ما يلي أبرز النقاط التي جاءت في المقابلة:

في البداية، كنا ملتزمين بالاتفاق، بينما خرج الأمريكيون منه أولاً. أما الاتحاد الأوروبي، فرغم خروج أمريكا، بقيت إيران ملتزمة بالاتفاق لعام كامل بناءً على وعودهم، لكنهم لم ينفذوا شيئاً: لم ينشئوا حتى بنكاً صغيراً للتعاملات، ولم تتحرك شركاتهم، وبعد عام قررت إيران العودة؛ أي أننا لم نخرق التعهدات، بل هم من خالفوا. بعد عشر سنوات، وصلنا إلى وضع لم ينفذوا فيه التزاماتهم فقط، بل شنوا عمليات عسكرية ضدنا. إذاً، من يجب أن يُحاسب؟

ثم جاءوا وقالوا: بما أن لدينا الحق في "العودة"، نريد تفعيل سناب باك وفق العقوبات السابقة. هذا ظلم، لأننا كنا ملتزمين، وإذا أرادوا تقديم شكوى، كان يجب أن نرفع نحن الشكوى، لكن ما يحدث هو استغلال للحق.

لقد حاولوا خلال الشهر الماضي أن يربطوا الأمر بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقالوا: إذا توصلتم إلى تصميم جديد للتعاون، سنسحب طلب سناب باك. هذا يعكس ضرورة وجود نظام جديد مع الوكالة، خصوصاً بعد القصف الذي طال منشآتنا النووية، وهو حدث غير مسبوق عالمياً، ولم تتحرك الوكالة أو مجلس الحكام أو مجلس الأمن.

السؤال: ثم يقولون لنا "اجلسوا مع الوكالة حول الطاولة"، أليس كذلك؟

لاريجاني: نعم، لكن مجلس الحكام الذي يجب أن يحمي المنشآت النووية من القصف، بقي صامتاً. عندما شاهدت المشهد، شعرت بالحرج. ثم تفاوضنا وفقاً لمصادقة مجلس الأمن الأعلى للأمن القومي، وأتفقنا على تقييم المنشآت غير المتضررة والمتضررة بشكل مختلف، لكن الظروف الأمنية الحالية لا تسمح بالكشف الكامل.

السؤال: وهل كانت هذه المطالب من الأوروبيين أم الأمريكيين؟

لاريجاني: من الأوروبيين، بينما الأمريكيون خارج الاتفاق ويعملون خلف الكواليس معهم. كما قدم الروس اقتراحاً لتأجيل سناب باك ستة أشهر لإفساح المجال للتفاوض، ووافقنا لأننا نفضل الحلول التفاوضية الواقعية والعادلة.

السؤال: هل قبلتم اقتراح الروس؟

لاريجاني: نعم. ثم قدم الأوروبيون شروطاً غير منطقية، منها التفاوض مع أمريكا، رغم أننا أبدنا استعدادنا للتفاوض مع مجموعة الـ5+1 أيضاً، من دون مشكلة.

السؤال: إذن توافقتم على التفاوض مع الأمريكيين؟

لاريجاني: نعم، لكن في إطار مجموعة الـ5+1، لأننا أردنا سحب أي ذريعة لديهم، ونحن نعلم أنهم لن يلتزموا جدياً، لكن أردنا أن نمنعهم من الادعاء بأننا رفضنا التفاوض.

السؤال: هل رفضوا اقتراح الروس؟

لاريجاني: نعم، وأصرّوا على أن نناقش مسائل الصواريخ الإيرانية، وهو أمر لا علاقة له بالملف النووي، باستثناء موضوع التخصيب.

السؤال: وهل الحديث كان عن اليورانيوم؟

لاريجاني: نعم، لقد طالبوا بعدم التخصيب إطلاقاً، رغم أنهم سبق أن وافقوا على التخصيب بنسبة محددة لتلبية احتياجاتنا، مثل 3.5% و20% لمفاعل طهران. وبالطبع، الصواريخ تمثل نقطة حساسة جداً بالنسبة للدفاع الوطني، ولا يمكن القبول بالتخلي عنها تحت أي ضغط خارجي.

السؤال: إذن، ليس هناك مانع للتفاوض، لكن على أسس عادلة ومنطقية؟

لاريجاني: بالضبط، إذا كان الطرف الآخر يصر على مطالب غير منطقية، يجب أن نقف بثبات، سواء كانت بشأن الصواريخ أو التخصيب أو مسائل أخرى. في السياسة، لا شيء يصل إلى طريق مسدود؛ الحل موجود إذا كان الطرفان عقلانيين.

السؤال: وما تأثير تفعيل سناب باك قريباً؟

لاريجاني: لن يكون له تأثير عسكري، لكنه يهدف للضغط عبر العقوبات. معظم هذه العقوبات موجودة أصلاً، والفرق فقط أنها الآن تحمل صفة قانونية دولية، وقد يستخدم بعض الدول هذا كذريعة، لكن الواقع العالمي مختلف عن السابق.

السؤال: وهل يمكن أن يؤثر ذلك على صادرات النفط؟

لاريجاني: ربما بعض الدول تستغل الأمر، لكن البقية لن تتأثر. العالم اليوم أكثر وعياً بمصالحه، وبعض دول المنطقة التي كانت تعتمد كلياً على أمريكا غيرت توجهها مؤخراً.

السؤال: هل الهدف من سناب باك إحداث ضغط نفسي على الداخل ورفع أسعار الدولار والذهب؟

لاريجاني: قد يكون ذلك، لكن هناك عاملان يحدّان من فعاليته: الشعب الإيراني واعٍ ويعرف من هو العدو، وهناك آليات وطنية جاهزة لمنع انتقال الضغوط إلى حياة المواطنين اليومية.

السؤال: إذن هناك تمهيدات داخلية لمواجهة أي تأثير؟

لاريجاني: نعم، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة إلى حد كبير.

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة