قصة مثل فارسي.. حكمة من "كلستان سعدي" تحذر من الأذى عند فقدان النفع

قصة مثل فارسی.. حکمة من "کلستان سعدی" تحذر من الأذى عند فقدان النفع

يستعرض هذا المقال معنى المثل الإيراني الشهير «مرا به خير تو اميد نيست، شر مرسان» ويستند إلى حكاية طريفة من كتاب "كلستان" للشاعر الإيراني سعدي الشيرازي.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء - تحظى الأمثال في اللغة الفارسية بمكانة رفيعة، إذ تُعدّ وسيلة لنقل الحكم والخبرة الشعبية بأسلوب موجز وجذاب. تحمل هذه الأمثال عبرًا أخلاقية واجتماعية، وتُستخدم في الأدب والشعر والحياة اليومية للتعبير عن المواقف الإنسانية بذكاء وفطنة.

وفي ما يلي تعرّف معنا على معنى هذا المثل الإيراني وقصته الجذّابة المستوحاة من كلستان سعدي، مع توضيح الفكرة والمغزى وراءه.

«مرا به خير تو اميد نيست، شر مرسان» أي: بالنظر إلى ما عُرف عنك من سوابق، نعلم أن خيرك لن ينالنا قط، فابتعد عنا كي نكون في مأمن من شرك وأذاك. وما دمنا لا نرجو منك نفعًا، فحسبنا أن تكفّ شرّك عنا ولا تُثقلنا بالمضار. ويعادله  في التراث العربي: «اتركنا في حالنا» أو «شرّك يكفينا خيرك ما نريده»

أصل الحكاية

يُروى أن شاعرًا قصد رئيس اللصوص مادحًا له، فأمر الأمير بنزع ثيابه وطرده عاريًا من القرية. وبينما كان الشاعر المسكين يمشي في البرد، هجمت عليه الكلاب، فأراد أن يلتقط حجرًا ليدفعها، فلم يستطع لأن الأرض كانت متجمدة. فقال: «ما ألعن هؤلاء القوم! أطلقوا الكلاب وقيدوا الحجارة!»

سمع رئيس اللصوص كلامه وضحك، ثم ناداه قائلاً: «أيها الحكيم، سلني حاجتك». فقال الشاعر: «ردَّ عليّ ثيابي إن تكرمت».

فقال له الأمير:

«رضينا من نوالك بالرحيل»

أي: نحن قانعون من عطاياك بأن نرحل سالمين عنك.

ثم أنشد:

«آدمي يرجو خير الناس،

أما أنا فلا أرجو منك خيرًا، فكفّ عني شرك فقط».

فرقّ له الأمير، فأعاد إليه ثيابه وزاد عليه فروًا وبعض الدراهم.

من هنا جاء المثل ليعبّر عن فكرة واضحة: إذا لم يكن هناك خير يمكن توقعه من شخص ما، فعلى الأقل تجنب إيذاء الآخرين.

بهذا، أصبح المثل «مرا به خير تو اميد نيست، شر مرسان» رمزًا للحيطة والحذر من من لا يمكن الاعتماد عليهم، مع الدعوة إلى تجنّب الأذى حتى من أصحاب النوايا المحدودة.

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة