سوريا في حسابات "تل أبيب": من الجولان إلى ما بعد دمشق
ليس فقط فلسطين ولبنان بل حتى سوريا محط تخطيط إحتلال الكيان الإسرائيلي للسيطرة عليها، هكذا رسم العدو الإسرائيلي خططه لإحتلال الجولان وسوريا لإضعافها وتفكيكها وعزلها...
منذ العام 1967 وعين الكيان الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل ليحتل ويضعف ويُبقي كل المنطقة تحت سيطرته... ما هي حسابات الكيان الإسرائيلي في سوريا؟
منذ أن وطأت أقدام الاحتلال الجولان عام 1967، وقفت سوريا شوكة في حلق المشروع الصهيوني...
لم تكن دمشق يوماً مدينة عادية في نظر تل أبيب، بل كانت وما تزال "العقدة" التي لم تُفك... والحصن الذي لا يُؤمَن جانبه...
"تل أبيب" لا تزال تنظر الى سوريا كخصم استراتيجي يشكل تحدياً مستمراً لأمنها الوطني...كخطر وجودي لا يموت
لم تتوقف حسابات العدو يوماً عن رصد الداخل السوري، تفكيكه، عزله، وإضعافه...
هل تساءلتم يوماً لماذا يركّز الاحتلال الصهيوني اليوم على جبل الشيخ؟ ذلك الجبل المهيب، الذي يطل على دمشق من على بعد لا يتجاوز 35 كيلومترًا فقط...
العدو الصهيوني لا يريد فقط تلالاً أو مساحة على الخريطة
إنه يريد السيطرة المطلقة... السيطرة الاستراتيجية التي تتيح له مراقبة سوريا ولبنان وفلسطين والأردن
هذا الجبل ليس مجرد موقع عسكري، بل هو قلب أمني ينبض وسط المِنطقة، منجماً استخبارياً يرسل إشارات تهديد واضحة لكل من يفكر في المقاومة أو رد العدوان. وعمليات القصف، والاغتيالات التي تتكرر في جنوب سوريا، ليست سوى تعبير عن هاجس "تل أبيب" المستمر تجاه أي تهديد لقاعدتها الجديدة....
الكيان الصهيوني لا يكتفي بفرض احتلال جغرافي، بل يفرض مناطق منزوعة السلاح، يهيمن على القرار السياسي والعسكري، يفكك الدول ويسيطر عليها...
لكن ماذا تريد "إسرائيل" من سوريا؟
هل الجولان وحده؟
لا... الجولان مجرد بداية، مجرد حجر في رقعة شطرنج أكبر
العدو لا يريد حدوداً آمنة، بل حدودا صامتة...
لا يريد وقف التهديد، بل وقف التاريخ…
اليوم، يسعى الكيان لما هو أبعد من الجغرافيا
يريد سوريا ضعيفة، ممزقة، خالية من أي قدرة ردع
يريد دولة منهَكة لا تملك قرار الحرب ولا حتى قرار السلم.
من الغارات على دمشق، إلى استهداف مواقع عسكرية في الجنوب،
إلى اللعب بورقة الجماعات المسلحة لتفكيك الداخل...
كل ذلك ليس صدفة، بل استراتيجية متكاملة لإعادة صياغة سوريا على المقاس الإسرائيلي.
ولكن، هل ينجحون؟
هذا هو الرهان الأكبر.
نتنياهو ينتظر أن تتحول سوريا إلى ورقة ضغط في صراعاته الإقليمية، وساحة لا تنتهي فيها الصراعات بالوكالة، ليس فقط لتأمين حدود "إسرائيل" بل لفرض هيمنته على المنطقة كلها.
في حسابات تل أبيب، المعركة لم تنتهِ...
لكن في حسابات التاريخ، الشعوب التي تصمد، هي التي تكتب السطر الأخير...
/إنتهى/