تفعيل "آلية الزناد" مجرد خطوة سياسية.. إيران جاهزة للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)
اعتبر فدا حسين مالكي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، أن خطوة الدول الأوروبية الثلاث في تفعيل "آلية الزناد" لا تستند إلى أي أساس قانوني، بل هي تحرك سياسي بحت، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لمواجهة كل السيناريوهات.
وقال مالكي في حديثه لوكالة تسنيم الدولية للأنباء إن ما حدث مؤخراً في مجلس الأمن الدولي بطلب من الترويكا الأوروبية "أثار استغراب المراقبين الدوليين، لأن هذه الآلية فقدت أصلاً مشروعيتها القانونية والفنية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي".
وأضاف أن الخطوة الأوروبية "ليست سوى مناورة سياسية، خصوصاً بعد فشل أميركا والكيان الصهيوني في عدوانهما ضد إيران"، مشيراً إلى أن موقف الصين وروسيا في إطار منظمة شنغهاي أكد بطلان هذه الخطوة، بل إن الأوروبيين أنفسهم اعترفوا بأنهم تعرضوا للإهانة في هذه القضية.
وأوضح النائب عن زاهدان أن إيران، رغم يقينها بعدم جدوى المفاوضات، جلست إلى طاولة الحوار لإثبات حسن النية ومنع الذرائع الغربية، لكن حين شعر الغرب بالخسارة في المفاوضات، لجأ إلى إجراءات سياسية وحتى عسكرية، ما أدى إلى "فضيحة كبرى له".
وتابع مالكي قائلاً: في المحادثات الأخيرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم نكن متحمسين كثيراً، لأن الطابع السياسي كان واضحاً، لكن بعض الزملاء أصرّوا على الحوار حتى لا تتهم إيران بعدم التعاون. وبعد مفاوضات السيد عراقجي مع الوكالة وتقديم تقريره للجنة الأمن القومي، طُرحت أسئلة عدّة، منها: هل لهذا الاتفاق أي صلة بتفعيل "آلية الزناد"؟ وقد نفى عراقجي ذلك، مؤكداً أن الاتفاق صيغ بطريقة تحول دون تفعيل هذه الآلية، لكن ما جرى في مجلس الأمن أثبت عكس ذلك.
وأشار إلى أن خطوة مجلس الأمن جاءت مباشرة بعد اتفاق إيران مع الوكالة، ما يثبت أن نوايا الغرب كانت سياسية منذ البداية. وأضاف: إذا مضت هذه الخطوة قُدُماً، فإن إيران لديها عدة خيارات، أولها الانسحاب من الاتفاق الأخير مع الوكالة، لأنه فقد معناه، وثانيها إدراج الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) على جدول الأعمال بشكل جدي.
وأكد أن تفعيل "آلية الزناد" سيؤثر بلا شك على المعادلات الدولية ويزيد التوترات، موضحاً أن الصين نفسها اعتبرت أن القرار لن يضر بإيران فقط، بل سيُحدث أزمة عميقة في علاقات أميركا وأوروبا مع باقي دول العالم، وأن أوروبا ستكون الخاسر الأكبر. وأشار إلى أن التجمعات الإقليمية، مثل منظمة شنغهاي واجتماعات الدوحة، التي باتت أكثر وضوحاً في موقفها ضد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، ستدفع نحو مسارات جديدة وتزيد المشهد تعقيداً.
وختم مالكي بالتشديد على أن إيران لطالما أثبتت استعدادها للحوار والتفاوض، لكن الطرف الآخر لم يستفد من هذه الفرصة، قائلاً: اليوم يدرك العالم أن الجمهورية الإسلامية مهيأة للتعامل مع أي سيناريو محتمل.
/انتهى/