جلالي: مواقف إيران وروسيا على الساحة الدولية باتت متقاربة للغاية

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه في مقابلة تلفزيونية خاصة تناولت موضوع تطوير العلاقات الإيرانية – الروسية؛ الفرص والتحديات، أوضح جلالي أن مدينة أصفهان تمثل رمزاً كبيراً للحضارة الإيرانية العريقة، مشيراً إلى توأمتها مع مدينة سانت بطرسبورغ الروسية وما تشهده من تبادلات ثقافية.

وبشأن موقف موسكو خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، قال جلالي إن روسيا اتخذت منذ اليوم الأول مواقف صلبة ضد الكيان الصهيوني، عبر بيانات وزارة الخارجية وفي مجلس الأمن الدولي، إلى جانب اتصالات مباشرة بين قادة البلدين، بينهم الرئيس بوتين ونظراؤه الإيرانيون.

وأضاف أن التعاون بين طهران وموسكو خلال الحرب وما بعدها كان قائماً على منطقية وتواصل دائم على مستويات رفيعة.

وردّاً على ما يُثار من دعاية معادية لروسيا، شدد جلالي على أن الغرب تاريخياً أظهر عداءً لإيران، سواء بدعمه نظام الشاه قبل الثورة أو من خلال فرض الحروب والعقوبات والضغوط بعد الثورة. وأكد أن العالم يشهد اليوم ملامح نظام دولي جديد تحاول قوى مثل روسيا، الصين، الهند، والبرازيل الدفع باتجاهه، فيما تسعى الدول الغربية إلى الحفاظ على هيمنتها وعرقلة هذا المسار.

وأشار السفير إلى أن محاولات التشكيك في التعاون العسكري بين طهران وموسكو، بما في ذلك الحديث عن منظومة S-400 أو مقاتلات سوخوي 35، تفتقر إلى الصحة والوثائق. وأكد أن إيران لم تتقدم أصلاً بطلب رسمي لشراء S-400، معتبراً أن إثارة مثل هذه القضايا لا تخدم المصلحة الوطنية.

وشدد جلالي على أن السياسة الإيرانية لا تقوم على الانحياز المطلق لا إلى روسيا ولا إلى الغرب، بل على أساس التوازن وحماية المصالح الوطنية، موضحاً أن نقد بعض جوانب العلاقات أمر مشروع، لكن نسفها من الأساس مضرّ بالبلاد.

وأوضح أن روسيا بعد تجربة انهيار الاتحاد السوفيتي وسياستها المتسارعة نحو الغرب، أدركت تدريجياً الطبيعة الحقيقية للهيمنة الغربية، ما قرّب مواقفها من إيران. واعتبر أن هذا الإدراك المتبادل هو الذي دفع البلدين إلى التعاون في أطر مثل منظمة شنغهاي للتعاون، مجموعة بريكس، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

كما تناول جلالي ملف "آلية العودة التلقائية للعقوبات" (سناب باك)، مبيناً أن أثرها النفسي أكبر من أثرها الواقعي، وأن روسيا كانت وما زالت تعارضها في المحافل الدولية.

وفي ختام تصريحاته، قيّم السفير الإيراني العلاقات الاقتصادية بين طهران وموسكو بأنها مستقرة وواعدة، لافتاً إلى التعاون الجاري في مشاريع حيوية مثل ممر الشمال – الجنوب وخطوط نقل الغاز عبر إيران.

/انتهى/