بيان إيران في مجلس الأمن بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر
نددت بعثة إيران لدى مجلس الأمن الدولي بشدة بالهجوم الإسرائيلي على قطر، مؤكدة في بيان أن المجلس لا يمكنه أن يلتزم الصمت إزاء مثل هذه الأعمال العدوانية الصريحة، بل يتعين عليه إصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه كان من المقرر أن يُتلى بيان الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، إلا أن ضيق الوقت وآلية إعداد جدول الأعمال ــ التي خصصت فرص إلقاء الكلمة فقط لأطراف النزاع (قطر والكيان الصهيوني)، والوفود رفيعة المستوى الموفدة من العواصم (ومنها الأردن والإمارات العربية المتحدة)، إضافة إلى ممثلي المجموعات الإقليمية (من بينها تركيا ممثلة عن منظمة التعاون الإسلامي) ــ حال دون إتاحة الفرصة لإيران، وكذلك للمملكة العربية السعودية وقرغيزستان والبحرين وسلطنة عمان وعدد آخر من طالبي الكلمة.
وعليه، قامت إيران بتسجيل بيانها على النحو التالي ضمن جدول أعمال الجلسة.
بسم الله الرحمن الرحيم
نشكر عقد هذا الاجتماع الطارئ، السيد الرئيس. أود في البداية أن أهنئ جمهورية كوريا على تولي رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر. كما نثمّن جهود بنما على رئاستها الناجحة ومساهماتها القيمة خلال شهر أغسطس. كما نرحب بحضور رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر في هذا الاجتماع.
كما نعبّر عن امتناننا للجزائر وباكستان والصومال على طلبهم ودعمهم لعقد هذا الاجتماع، ونقدّر جهود السيدة ديكارلو، نائبة الأمين العام، لتقديم تقريرها القيّم. ونحن نؤيد البيان الذي ألقاه ممثل تركيا نيابة عن دول منظمة التعاون الإسلامي.
نؤكد مرة أخرى على موقف منظمة التعاون الإسلامي الثابت والراسخ، المستمد من ميثاقها، والذي عززته القرارات المتتابعة لقمة القادة ووزراء الخارجية، وهو موقف يرفض بشدة أي عدوان على سيادة وأمن الدول الأعضاء.
أحدث تجلٍّ لهذا الموقف هو القرار الذي تم اعتماده في الدورة الحادية والخمسين لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بتاريخ 22 يونيو 2025 في إسطنبول، حيث أدان هذا القرار بشكل قاطع وشديد الهجمات المسلحة للولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران، ودعا مجلس الأمن إلى التعامل فورًا مع هذا التهديد الجدي للسلام والأمن الدوليين، واتخاذ إجراءات حاسمة لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها فورًا بموجب الفصل السابع من الميثاق.
سيادة الرئيس،
تدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة وبدون أي غموض، العدوان الإرهابي والهجمات المسلحة التي شنها الكيان الإسرائيلي ضد دولة قطر، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين الفلسطينيين والقطريين، وتعلن تضامنها ودعمها الكامل لدولة قطر.
وتدعم إيران حق دولة قطر في الدفاع المشروع عن نفسها وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والرد على مثل هذه الانتهاكات الصارخة، كما تؤكد حقها في اتخاذ كافة الإجراءات السياسية والدبلوماسية والقانونية اللازمة لحماية مواطنيها وسيادتها ووحدتها الترابية.
ويعد العدوان العسكري الإسرائيلي على قطر انتهاكًا واضحًا للمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
إن استمرار سياسات الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأفعاله العدوانية المتكررة والإرهابية ضد لبنان وسوريا واليمن، وهجومه الإجرامي على إيران، والآن هجومه العسكري على قطر، يوضح أن هذا الكيان يشكل تهديدًا عاجلًا وحقيقيًا للسلام والأمن الإقليمي والدولي.
سيادة الرئيس،
في 13 يونيو، شن الكيان الإسرائيلي، بدعم كامل من الولايات المتحدة واستخدام أسلحة أمريكية، حربًا شاملة لم يكن لها أي استفزاز سابق ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمدة 12 يومًا، مستهدفًا البنى التحتية المدنية والمنشآت النووية السلمية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورغم عقد ثلاث جلسات طارئة، شلّ المجلس بسبب الدعم غير المشروط للولايات المتحدة ولم يتخذ أي إجراء، مما شجّع الكيان الإسرائيلي المتمرد على مواصلة جرائمه بلا حدود وفي ظل حصانة كاملة في جميع أنحاء المنطقة.
ومن المؤسف أن مجلس الأمن، بتجاهله مسؤولياته، ساهم فعليًا في تطبيع جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة، وعدوانه الإجرامي في اليمن وسوريا ولبنان وإيران والآن قطر.
سيادة الرئيس،
لقد هدّد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المجرم صراحة دول المنطقة الأخرى بالعدوان، وأعلن صراحة أن إسرائيل ستهاجم أي مكان يتواجد فيه قادة حركة حماس. وإذا لم يتخذ مجلس الأمن إجراءً اليوم، فسيُضاف بلد آخر إلى قائمة اعتداءات إسرائيل، وسيتابع هذا الكيان أعماله العدوانية بحرية تامة.
لذلك، لا يمكن للمجلس أن يلتزم الصمت إزاء مثل هذه الأعمال العدوانية الصريحة، بل يجب عليه إصدار قرار ملزم بموجب الفصل السابع من الميثاق ينص على:
أن الاستخدام غير القانوني للقوة والهجمات المسلحة من قبل إسرائيل يشكل انتهاكًا للسلام واعتداءً وفق المادة 39 من الميثاق؛
إدانة هذه الأعمال العدوانية بشكل قاطع وواضح؛
تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن انتهاك سيادة قطر؛
التحذير من أن أي تكرار لهذه الأعمال سيترتب عليه اتخاذ إجراءات تنفيذية؛
التأكيد على أن أي دعم عسكري أو استخباراتي أو لوجستي أو سياسي، أو حتى الصمت عن إدانة مثل هذا العدوان، يعتبر شراكة في العدوان.
سيادة الرئيس،
إن تقاعس المجلس عن اتخاذ إجراء في هذه المرحلة الحرجة يمثل تجاهلًا عميقًا لمسؤولياته وخيانة للمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة. إن التقاعس سيشجع المعتدي على المزيد من الجرائم، ويضعف القانون الدولي، ويرسل رسالة خطيرة عن الإفلات من العقاب في جميع أنحاء العالم.
نؤمن أن إنهاء العدوان وجرائم الكيان الإسرائيلي في المنطقة، وخاصة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، يتطلب وحدة وتنسيق عملي بين دول المنطقة، بما في ذلك قطع كافة العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع هذا الكيان.
وتؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة من قبل دول المنطقة والمجتمع الدولي لمحاسبة هذا الكيان على انتهاكاته المستمرة والفاضحة للمعايير الدولية.
شكرًا لكم، سيادة الرئيس.
/انتهى/
