بزشكيان في قمة "شنغهاي بلس": العالم بحاجة إلى حوكمة قائمة على العدالة

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن بزشكيان شدّد على الحاجة إلى إعادة النظر في منظومة الحوكمة العالمية، موضحاً أن العالم اليوم يحتاج إلى خطة جديدة ومنطق مغاير للتعاون وصنع القرار الدولي، يقوم على العدالة والمساواة بدلاً من منطق القوة.

واعتبر الرئيس الإيراني منظمة شنغهاي، بعد ثلاثة عقود من النشاط، نموذجاً ناجحاً للتعاون الإقليمي والدولي، حيث تأسست على التعاون والثقة المتبادلة واحترام التنوع الثقافي والحضاري والسياسي، بعيداً عن سياسات العداء وصناعة الأعداء.

وأشار إلى أن هذه التجربة تبرهن على إمكانية تعاون دول مختلفة، رغم اختلاف مواقعها السياسية والاقتصادية والعسكرية، على أساس المساواة ومن دون نزعة تفوق.

ورأى بزشكيان أن منظمة شنغهاي يمكن أن تقدم، خصوصاً بين الدول النامية والاقتصادات الناشئة، حلولاً عملية للتحديات العالمية مثل التفاوت الاقتصادي، ضغوط العقوبات، التغير المناخي والأزمات الأمنية العابرة للحدود.

كما رحب بتوسيع التعاون مع دول الجنوب العالمي، خاصة في مجالات المال والاستثمار والبنى التحتية، مؤكداً أن إيران، بما تملكه من موارد علمية وطاقوية وموقع ترانزيت استراتيجي، مستعدة للمشاركة بفاعلية في هذه المجالات.

ووصف الموقع الجغرافي لإيران، كحلقة وصل بين الشرق والغرب، بأنه فرصة استراتيجية لربط الممرات التجارية وإدماجها في مشروع "الحزام والطريق"، لافتاً إلى أن الاستقرار والأمن في إيران يعززان هذه الفرصة.

وتطرق الرئيس الإيراني إلى التجارب المريرة لفرض السلام بالقوة، مؤكداً أن الشعب الإيراني عانى من آثار العقوبات والعدوان العسكري، لا سيما في الأشهر الأخيرة. وانتقد السياسات الأمريكية الأحادية وتهديدات أوروبا بإعادة فرض العقوبات من دون التزام بتعهداتها، معتبراً ذلك خرقاً للعدالة الدولية.

وأضاف أن الخيار العسكري أثبت فشله، وأن صمود الشعب الإيراني أفشل هذه الخيارات.

وطالب بزشكيان منظمة شنغهاي باستخدام إمكاناتها وآلياتها للقيام بدور أوضح وأكثر تأثيراً في القضايا العالمية، خاصة في أزمات غرب آسيا والقضية الفلسطينية.

ووصف ما يتعرض له أهالي غزة من قتل وتجويع متعمد بأنه وصمة عار في تاريخ البشرية واختبار جاد للمجتمع الدولي، مؤكداً أنه لا يمكن لأي مشروع سلام أو عدالة عالمي أن ينجح من دون حل عادل للقضية الفلسطينية، مشدداً على أن إيران طالما طرحت حلاً يقوم على إجراء انتخابات حرة بمشاركة جميع السكان الأصليين لفلسطين لتقرير مصيرهم.

وفي ختام كلمته، شكر بزشكيان حكومة الصين وشعبها على الاستضافة الناجحة، معلناً دعم إيران لمواقف الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن إصلاح الحوكمة العالمية وتحقيق العدالة الدولية، واصفاً ذلك بخطوة مهمة نحو عالم أكثر عدلاً.

/انتهى/