عارف: التراث الثقافي حصنٌ منيع ضد الإيرانوفوبيا واستثمار استراتيجي لمستقبل البلاد
أكد محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية، أن الأعداء يسعون إلى تصوير إيران بلداً تابعاً وبلا هوية، غير أن التاريخ والثقافة العريقة للشعب الإيراني حقيقة لا يمكن إنكارها.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه أقيمت أمس مراسم النسخة الرابعة من تكريم الشخصيات البارزة في مجال التراث الثقافي الإيراني في مجمع سعدآباد الثقافي–التاريخي.
وفي كلمته خلال الحفل، هنّأ عارف الشعب الإيراني بمناسبة أسبوع الحكومة، مشدداً على الدور المحوري لوزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في صون الهوية التاريخية والثقافية لإيران. وأشار إلى أن الوزارة سجلت خلال العام الماضي أداءً قيّماً في محاورها الثلاثة الرئيسية: التراث الثقافي، السياحة، والصناعات اليدوية، ما أسهم في تعزيز مكانة إيران داخلياً وخارجياً عبر الاستفادة من الطاقات الثقافية.
وأضاف عارف أن التراث الثقافي لا يشكّل مجرد أساس للهوية الوطنية، بل يعد سداً منيعاً أمام مشروع الإيرانوفوبيا، موضحاً أن الأعداء يريدون تقديم إيران على أنها دولة تابعة وعديمة الهوية، بينما تاريخها وثقافتها الغنية حقائق لا تقبل الإنكار.
وتابع النائب الأول للرئيس مؤكداً على أهمية القدوة في المجتمع، لافتاً إلى أن الشباب والناشئة يحتاجون إلى شخصيات بارزة للاقتداء بها من أجل النمو وتشكيل هويتهم. وأوضح أن تكريم وجوه الثقافة والتراث البارزة لا يمثل مجرد وفاء لجهودهم، بل يعد استثماراً استراتيجياً لمستقبل البلاد.
كما استحضر عارف تضحيات الشهداء والعلماء الإيرانيين في «الحرب ذات الأيام الاثني عشر»، معتبراً أن وحدة الشعب وصموده تجسد مظاهر القوة الوطنية. وأضاف أن الدبلوماسية الثقافية هي من أكثر الأدوات تأثيراً في ترسيخ التماسك الداخلي وبناء تفاعل إيجابي مع العالم، وأن التراث الثقافي يمكن أن يشكل محور هذه الدبلوماسية.
وفي معرض حديثه عن التحديات، أشار إلى الصعوبات التي تواجه قطاع التراث الثقافي، مثل محدودية الموارد المالية، والنمو العمراني غير المتوازن، والتآكل الطبيعي والمناخي، مؤكداً أن التصدي لهذه التهديدات يتطلب حلولاً علمية مبتكرة وتوثيقاً دقيقاً. وأوضح أن تاريخ إيران الممتد لأكثر من 4500 عام في مجال الهندسة المائية والإنشائية، ومنها القنوات الجوفية/الـقنوات المائية، يقدم نموذجاً فريداً على مستوى العالم.
كما أضاف أن التراث الثقافي ذو بعدين: مادي ومعنوي، مشدداً على أن تقوية البعد المعنوي يعني تعزيز الوعي المجتمعي، وتوسيع نطاق التعليم العام، والاستفادة من طاقات النخب والإعلام، وهو أمر لا غنى عنه.
واختتم عارف بالتأكيد على السياسات الداعمة للحكومة في هذا المجال، مشيراً إلى أن تخصيص موارد مالية مستدامة، ودعم المنظمات الشعبية، وتعزيز التنسيق بين الأجهزة والمؤسسات الثقافية، يمكن أن يضمن تنمية مستدامة ورؤية مستقبلية لهذا القطاع. وخلص إلى أن التراث الثقافي ليس مجرد ماضٍ مشترك، بل هو رصيد استراتيجي لمستقبل إيران.
/انتهى/