تراجع حاد في اقتصاد إسرائيل بعد الحرب مع إيران / انهيار مستوى معيشة المستوطنين

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الصحيفة ذكرت أنّ تداعيات الحرب التي استمرت 12 يوماً لم تقتصر على المجالين العسكري والأمني، بل أصابت الاقتصاد الإسرائيلي مباشرةً، ودفعته إلى ركود غير مسبوق منذ سنوات. وأشارت إلى أنّ هذا التراجع ليس مؤقتاً، بل يمثل مساراً مقلقاً يهدد استقرار النمو على المدى القصير، ويلقي بظلال قاتمة على الآفاق الاقتصادية البعيدة.

انخفاض الناتج المحلي وتراجع الاستهلاك

وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي التي نشرتها الصحيفة، تراجع النشاط التجاري – المحرك الأساسي للاقتصاد – بنسبة 7%، ما يُعدّ مؤشراً خطيراً على هشاشة البنية الاقتصادية في ظل ضغط الحرب. كما سجّل الاستهلاك الفردي انخفاضاً واضحاً، بحيث تراجع إنفاق الأسر بنسبة 5%، وانخفضت مشتريات السلع المعمرة كالسيارات والأجهزة الكهربائية بنسبة 10%. أما الإنفاق على السلع الأساسية مثل الملابس والأحذية والأدوات المنزلية فقد تهاوى بنسبة 35%.

انهيار قطاع البناء

كما أوضح التقرير أنّ الاستثمارات السنوية للإسرائيليين انخفضت بنسبة 12%، وكان أشدّها في قطاع البناء؛ حيث تراجع الاستثمار في الإسكان بنسبة 18%، وفي المشاريع غير السكنية بنسبة 25%. واعتبرت الصحيفة أنّ هذه الأرقام تكشف أزمة عميقة في مشاريع البناء، إضافةً إلى نقص حاد في الأيدي العاملة، ما يفاقم أزمة السكن ويرفع الأسعار إلى مستويات غير مستقرة.

صادرات أقل واعتماد أكبر على الخارج

وتابعت "كالكاليست" أنّ الصادرات الإسرائيلية تراجعت بنسبة 7%، بينما ارتفعت الواردات إلى ما يعادل 21% من إجمالي الدخل الاقتصادي، ما يبرز اعتماد الكيان المفرط على الخارج، ويكشف هشاشته أمام أي عقوبات أو إلغاء لاتفاقيات تجارية، خاصة مع الاتحاد الأوروبي.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ النفقات العسكرية ارتفعت بنحو 13 مليار دولار، الأمر الذي زاد من الضغوط على حياة المستوطنين، وأبقى المجتمع في حالة ركود مستمر، حيث يقف الاقتصاد الإسرائيلي عند معدل نمو يقترب من الصفر.

نتائج استطلاع رأي

وكشفت نتائج استطلاع أجرته شركة فكتو ستراتيجيك ريسيرتش التابعة لـ"كالكاليست"، أنّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية بعد الحرب مع إيران تجاوز حدود "الخطاب الإعلامي"، وأدى إلى تغييرات حقيقية في عادات التغذية لدى الإسرائيليين، حيث اضطر كثير منهم إلى الاستغناء عن أصناف عديدة من الغذاء.

وبيّن الاستطلاع أنّ 95% من المشاركين أكدوا أنّ تكاليف المعيشة ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي. وأكثر من 30% أبدوا رغبتهم في مغادرة إسرائيل (فلسطين المحتلة) نهائياً بسبب الظروف الاقتصادية. و80% حمّلوا حكومة الاحتلال مسؤولية ارتفاع الأسعار، معتبرينها السبب الرئيس للأزمة. و52% أكدوا تدهور أوضاعهم المالية، بينما قال 25% إنهم يعتمدون على العائلة أو الأصدقاء أو الجمعيات الخيرية لتغطية نفقاتهم.

وخَلص التقرير إلى أنّ استمرار الأوضاع المعيشية الصعبة وتداعيات الحرب غيّر بشكل جوهري نمط حياة المستوطنين، وأن مستوى معيشتهم يواصل التدهور شهراً بعد آخر، خصوصاً مع استمرار حرب غزة.

/انتهى/