اتصال غازي مباشر بين إيران وروسيا والهند؛ رد على تدخلات أمريكا في القوقاز
قال خبير الطاقة مهدي هاشم زاده إن أحد ردود إيران على تدخلات الولايات المتحدة في منطقة القوقاز يجب أن يكون عبر تحويل إيران إلى جسر لنقل الغاز الروسي إلى الهند من خلال إنشاء اتصال غازي مباشر بين إيران وروسيا والهند.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن هاشم زاده أشار إلى أن تحركات أمريكا في القوقاز، خاصة محاولاتها لإنشاء ممر زنغزور وضم أذربيجان وأرمينيا إلى حلف الناتو، تشكل تحدياً كبيراً لإيران وروسيا. وأضاف أن واشنطن تسعى عبر استغلال التوترات العرقية والسياسية والحدودية في المنطقة إلى جعل طرق نقل الطاقة الروسية إلى الجنوب والشرق غير آمنة ومكلفة، وإنشاء مسارات جديدة للنفط والغاز في بحر قزوين.
وأوضح أن إنشاء خط أنابيب مباشر لنقل الغاز الروسي عبر إيران إلى الهند ليس مشروعاً اقتصادياً فحسب، بل هو مشروع جيوسياسي وأمني متعدد الأبعاد. فروسيا، بصفتها أكبر مصدر للغاز في العالم، تبحث عن مسارات مستقرة ومنخفضة التكلفة لنقل غازها إلى الأسواق الناشئة، بينما الهند، كواحدة من أكبر الاقتصاديات النامية، تحتاج إلى الطاقة بشكل متزايد ومستعدة لعقد صفقات طويلة الأجل لتأمين الغاز. وإيران، باعتبارها تقع بين هذين البلدين، يمكن أن تحقق إيرادات مستدامة وطويلة الأمد من عمليات النقل والتبادل والشراء وإعادة التصدير.
وأشار هاشم زاده إلى أن هذا الاتصال المباشر بين إيران وروسيا والهند يخلق تبعية متبادلة تعمل عملياً كدرع أمني، إذ يصبح أي تهديد للأمن الإيراني تهديداً أيضاً لمصالح روسيا والهند، مما يحفز هذه الدول على دعم استقرار وأمن إيران. وأضاف أن هذا المشروع يتجاوز المسارات التي تتحكم فيها أمريكا وحلفاؤها، ويشكل محور طاقة مستقل في غرب آسيا، ما يوازن قوى الطاقة في المنطقة لصالح الدول المستقلة عن واشنطن.
ولفت الخبير إلى أهمية الغاز الطبيعي كعنصر حيوي للتنمية الاقتصادية، خصوصاً لدولة صناعية كالهند، وأنه أكثر استدامة من النفط للاستخدام في الصناعات والطاقة النظيفة. وأضاف أن إيران يمكن أن تستفيد من الغاز داخلياً وخارجياً كأداة للدبلوماسية الاقتصادية، وأن هذا الاتصال المباشر سيحول إيران عملياً إلى محور إقليمي لنقل الغاز، بما في ذلك استيراد الغاز من روسيا وتركمانستان وإعادة تصديره للدول الجنوبية والشرقية. كما يمكن أن يصبح محوراً لإنتاج الكهرباء من الغاز المُستورد وتصديرها للدول المجاورة، ما يعزز التكامل الاقتصادي والأمني الإقليمي.
وختم هاشم زاده بالقول إن المشروع الغازي المباشر بين إيران وروسيا والهند هو مشروع جيوسياسي متعدد الأوجه، يعزز مكانة إيران في المعادلات العالمية للطاقة، يقوي الأمن القومي، ويعد من أبرز أدوات الردع الاقتصادي والأمني في مواجهة الولايات المتحدة ضمن محور الشرق.
/انتهى/