زنغزور وحلم التحالف العبري الأمريكي لتجاوز إيران

زنغزور وحلم التحالف العبری الأمریکی لتجاوز إیران

كتبت بلومبرغ أن الطريق التجاري الجديد الذي سيمر عبر الأراضي الأرمينية بدعم من الرئيس الأمريكي ترامب يواجه قيودًا جغرافية وتحديات في البنية التحتية ومنافسة إقليمية تجعل نجاحه غير مؤكد.

 وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان بلومبرغ قالت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشفت عن خطة بعنوان "مسار ترامب نحو السلام والازدهار الدوليين" (TRIPP) في منطقة جنوب القوقاز يوم الجمعة الماضي.

ووفقًا لتقرير هذه الوكالة الأمريكية، فإن هذا المشروع، وفقًا لواشنطن، جزء من اتفاقية السلام بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا، إلا أن العديد من المحللين يعتقدون أن إنجازاته لا تزال شعارات؛ وذلك في منطقة أعاق فيها تشابك الأزمات وتنافس طرق التجارة العالمية بشكل خطير تقدم مثل هذه الأفكار.

ووفقًا لبلومبرغ، فإن هذا الممر، الذي يمر عبر الأراضي الأرمينية، يربط جمهورية أذربيجان بإحدى المناطق الخاضعة لسيطرتها بالقرب من الحدود التركية؛ خطة اعتبرتها يريفان سابقًا "انتهاكًا لسيادتها"، لكن الضغط والدعم من واشنطن، وتوقيع الاتفاقية في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، مهّد الطريق لإقرارها.

وأضافت وكالة الأنباء الأمريكية أن الاتفاقية المذكورة وُصفت بأنها "هزيمة لروسيا وإيران"، مع أن واشنطن بحاجة إلى وجود واستثمار حقيقيين وطويلي الأمد لتحقيق "مكاسب سلام كبرى" في منطقة مليئة بحروب الماضي؛ وهو أمر لا يبعث على الكثير من الأمل في سجل أداء الولايات المتحدة في مشاريع مماثلة.

الممرات حول زنغزور ستتفوق عليها

وكتبت بلومبيرغ، نقلًا عن تقديرات "بلومبيرغ إيكونوميكس"، أن تركيا ستكون المستفيد الأكبر من هذا المشروع، وستجني حوالي أربعة مليارات دولار سنويًا؛ ثلاثة مليارات من التجارة المباشرة مع أرمينيا، ومليار دولار من استخدام الممر نفسه.

وأضافت الوكالة أن أنقرة، التي أغلقت حدودها مع أرمينيا منذ التسعينيات، تكتسب الآن قناة تجارية جديدة من خلال هذا المشروع الذي سيعزز نفوذها الإقليمي. ومع ذلك، أشارت بلومبرغ إلى أن الطريق، المعروف أيضًا باسم "ممر زنغزور"، يبلغ طوله 30 ميلًا فقط وهو جزء صغير من شبكة نقل بري أكبر بكثير بين آسيا الوسطى وأوروبا.

ومن بين هذه الشبكات، يحتل "الممر الأوسط" الذي يبلغ طوله 4000 ميل بين الصين وأوروبا، بالإضافة إلى "الممر الشمالي"، الذي يمر عبر روسيا الخاضعة للعقوبات، مكانة أكثر أهمية، وفقًا لبلومبرغ. بالإضافة إلى ذلك، تعمل موسكو وطهران وأنقرة وبغداد على تطوير مشاريع أخرى، مما لا يترك مجالًا كبيرًا لمشروع واشنطن.

فشل مشروع IMAC مع حرب غزة وضعف واشنطن

ووفقًا لبلومبرغ، يجب النظر إلى الكشف عن هذا الممر الجديد في سياق "المنافسة العالمية على الممرات"؛ منافسة تُعيد رسم خريطة التجارة العالمية تحت تأثير الحروب التجارية والصراع بين القوى العظمى.

حتى الآن، استثمرت الصين أكثر من تريليون دولار في مبادرة "حزام واحد، طريق واحد"، بينما لم تتمكن الولايات المتحدة من تقديم بديل جذاب.

وأضافت وكالة الأنباء الأمريكية أن واشنطن أعلنت قبل عامين عن مشروع "الهند - الشرق الأوسط - أوروبا" (IMEC)، إلا أن هذا المشروع لم يتجاوز مرحلة التخطيط بعد. إضافةً إلى ذلك، فإن وجود إسرائيل في هذا المشروع، إلى جانب حرب غزة، والهجمات على لبنان وإيران وسوريا، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات من الهند، قد قلل من مصداقية الخطة وجاذبيتها.

تحدي التكلفة في مشروع "زنغزور"

وحذّرت بلومبرغ من أن الطرق البرية، مثل "طريق السلام والازدهار الدولي" الذي اقترحه ترامب، تواجه مشكلة ارتفاع تكاليفها مقارنةً بالطرق البحرية الأقل تكلفة. كما يُشكّل ضعف البنية التحتية وصعوبة التنسيق بين الدول عقبات رئيسية.

واستشهدت الوكالة بتقريرٍ للبنك الدولي صدر عام ٢ ٢٣، يفيد بأنه حتى لو تضاعف حجم الشحن عبر "الممر الأوسط" ثلاث مرات بحلول عام ٢ ٣ ، فإن حصته من التجارة بين الصين وأوروبا ستظل "ضئيلةً للغاية".

واختتمت بلومبرغ حديثها مضيفةً أن الاستثمار المكثف في هذا الممر الجديد قد يتعارض مع الواقع السياسي والاقتصادي المعقد في المنطقة، حيث لا تزال التوترات قائمة، وتتقدم المشاريع المتنافسة بوتيرة أسرع، بينما تظل العديد من الخطط الأمريكية "على الورق".

/انتهى/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة