إيران تنفي ادعاءات إرسال أسلحة إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا
نفى ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن، بشكل قاطع، ادعاءات أمريكا وفرنسا وأوكرانيا بشأن إرسال أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، واصفًا تلك الادعاءات بأنها حملة تضليل ممنهجة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن أمير سعيد إيرواني، سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، نفى في رسالة مؤرخة بـ5 أغسطس موجهة إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وإلوي ألفارو دي ألبا، رئيس مجلس الأمن، الاتهامات "الباطلة والتي لا تستند إلى أدلة" بأن إيران قد زودت روسيا بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة لاستخدامها في الحرب الأوكرانية.
وجاء في نص رسالة إيرواني ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أكتب هذه الرسالة لأرفض رفضًا قاطعًا الادعاءات التي لا أساس لها والمدفوعة بأهداف سياسية، والتي طرحها ممثل الولايات المتحدة وكرّرها ممثلو فرنسا وأوكرانيا، بشأن ما يُزعم أنه دعم عسكري إيراني لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، خلال الجلسة رقم 9970 لمجلس الأمن بتاريخ 31 يوليو 2025، تحت عنوان جدول الأعمال: "التهديدات ضد السلم والأمن الدوليين".
إن هذا الاتهام بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية زودت روسيا بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا، هو اتهام لا أساس له وغير قابل للإثبات، ويعد جزءًا من حملة تضليل ممنهجة تهدف إلى تحميل إيران المسؤولية وتحويل الانتباه عن الأسباب الحقيقية لانعدام الأمن وعدم الاستقرار في المجتمع الدولي.
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت وما تزال، وبشكل لا لبس فيه، تدعم الحل السلمي للنزاع في أوكرانيا، والحوار الحقيقي، والدبلوماسية، والقانون الدولي، والاحترام الكامل لسيادة الدول وسلامتها الإقليمية، كما ورد في ميثاق الأمم المتحدة.
من المؤسف جدًا أن تقوم الولايات المتحدة، التي تتحمل مسؤولية كبيرة في إشعال وإطالة أمد الحرب في أوكرانيا من خلال نقلها المستمر للأسلحة المتطورة، ومساعداتها العسكرية، وسياساتها الاستفزازية، باتهام الآخرين بسلوكيات مزعزعة للاستقرار. إن مثل هذه الاتهامات تنمّ عن نفاق واضح وتعكس ازدواجية في المعايير.
لأكثر من عامين، وبدلًا من انتهاج الدبلوماسية، سعت الولايات المتحدة إلى أجندة عسكرية متطرفة زادت من معاناة الشعب الأوكراني وسدّت جميع الطرق المؤدية إلى السلام. والأسوأ من ذلك، أن التصريحات النووية المتهورة والتهديدات المتصاعدة من قبل الحكومة الأمريكية الحالية، بما في ذلك التصريحات العلنية الأخيرة لرئيس الولايات المتحدة، ونشر غواصات نووية بالقرب من الأراضي الروسية، قد زادت بشكل خطير من خطر المواجهة الكارثية، وتهدد السلام والأمن العالميين.
وما يدعو للقلق بنفس القدر هو التناقض الواضح في مواقف الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى، مثل فرنسا، فيما يتعلق بالتعامل مع النزاعات الأخرى. فبينما توجه اتهامات كاذبة لإيران، تواصل الولايات المتحدة تسليح وحماية الكيان الإسرائيلي في حملته العسكرية المستمرة والحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وقد أسفرت هذه الإبادة الجماعية حتى الآن عن مقتل أكثر من 60 ألف مدني في غزة، ثلثاهم من النساء والأطفال، وتدمير منهجي لأجزاء واسعة من الأراضي عبر القصف العشوائي، والتجويع المتعمد، وأساليب لا إنسانية أخرى، وكل ذلك تمّ دون أي مساءلة.
علاوة على ذلك، وفي حين تتهم الولايات المتحدة إيران زورًا، فإنها تقدم دعمًا عسكريًا وماليًا وسياسيًا غير مشروط للكيان الإسرائيلي، الذي شنّ في 12 يونيو 2025 حربًا عدوانية بلا مبرر ضد إيران. والأسوأ من ذلك، أن الولايات المتحدة ارتكبت عملًا عدوانيًا مباشرًا من خلال استهداف منشآت نووية سلمية تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في انتهاك صارخ ومتعمد للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. هذا العمل المتهور، والذي حمل خطر تسرب مواد مشعة، شكّل تهديدًا خطيرًا للبيئة والصحة العامة.
إن منتهى النفاق هو أن يقوم أولئك الذين يجيزون ويدعمون ويبررون أعمال العدوان والاحتلال والجرائم ضد الإنسانية والهجمات العسكرية ضد الدول المستقلة، باتهام الآخرين بسلوكيات مزعزعة للاستقرار أو إعطائهم دروسًا في الأخلاق.
وعليه، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى رفض الاستغلال الانتقائي، والمتحيز، والسياسي للادعاءات الباطلة لتحقيق أهداف سياسية.
/انتهى/