جولة دبلوماسية لعارف في تركمانستان: تعزيز العلاقات الإقليمية وانتقاد دور الأمم المتحدة
شارك النائب الأول لرئيس الجمهورية، محمد رضا عارف، في مؤتمر الدول النامية غير الساحلية في تركمانستان، حيث التقى بعدد من قادة الدول، كما التقى بالأمين العام للأمم المتحدة موجهاً انتقادات شديدة لأداء المنظمة بشأن الحرب التي استمرت 12 يوماً، وجرائم إسرائيل في غزة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه غادر محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية، العاصمة طهران عصر يوم الاثنين متوجهاً إلى تركمانستان للمشاركة في هذا المؤتمر.
الهدف الرئيسي من هذه الزيارة كان حضور الدورة الثالثة لمؤتمر الدول النامية غير الساحلية، الذي عُقد تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة. هناك 32 دولة نامية غير ساحلية في العالم، منها 8 دول في منطقة غرب آسيا. وقد أُجريت هذه الزيارة من أجل إلقاء كلمة في المؤتمر، والالتقاء بالأمين العام للأمم المتحدة وقادة الدول الأخرى.
الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة
خلال هذه الزيارة، أجرى عارف عدداً من اللقاءات وطرح قضايا مهمة تتعلق بسياسة الجوار الإيرانية وأهمية تعميق العلاقات مع الدول المجاورة. وفي لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وجّه انتقادات شديدة لسلبية المنظمة حيال هجمات أمريكا وإسرائيل على إيران، وصمت ما يُسمى بالمدافعين عن حقوق الإنسان تجاه الجرائم المرتكبة في غزة.
تحديد أهداف الزيارة من طهران
وقبل مغادرته، ألقى عارف كلمة في مطار مهرآباد قال فيها: "لدينا علاقات جيدة مع هذه الدول في إطار التوجه الاستراتيجي للحكومة الرابعة عشرة في توسيع علاقاتها مع الدول النامية." كما أعلن عزمه لقاء قادة الدول المشاركة وغوتيريش لمناقشة قضايا إقليمية ودولية.
عند وصوله إلى مطار "تركمن باشي" في مدينة "آوازه"، استُقبل من قبل نائب رئيس الجمهورية التركماني.
تأكيد عمق العلاقات مع أرمينيا
كان أول لقاء رسمي لعارف مع رئيس جمهورية أرمينيا، "فاهاغن خاچاطوريان"، حيث أكد على العلاقات التاريخية والثقافية المتجذرة بين البلدين، وقال إن هذه الروابط ساهمت في تطور العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيراً إلى أن مستوى التشاور بين مسؤولي البلدين جيد ومُرضٍ.
كما أشار إلى أهمية مفاوضات السلام بين دول المنطقة، وشدد على أن حلّ القضايا الإقليمية يجب أن يتم من دون تدخل خارجي.
لقاء مع المسؤول الليبي: إيران ترفض التدخلات الأجنبية في ليبيا
في لقاء آخر، اجتمع عارف مع "محمد المنفي"، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، وأعرب عن أمله في حلّ الأزمات الأمنية والسياسية في ليبيا، مؤكداً على وحدة الأراضي الليبية ورفض الجمهورية الإسلامية لأي تدخل أجنبي، داعياً إلى حوار داخلي ليبي–ليبي.
كما شكر موقف ليبيا خلال "الحرب المفروضة لمدة 12 يوماً" على إيران، وإدانتها لجرائم الكيان الصهيوني في غزة، مطالباً بتحرك عاجل من الدول الصديقة لوقف جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، وحرمانهم من الماء والغذاء.
موقف صريح من جرائم أمريكا وإسرائيل
وفي كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر يوم الثلاثاء، أشار عارف إلى الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على إيران، وقال إن أمريكا، بدعمها للكيان الصهيوني، بل وتدخلها المباشر في مهاجمة المنشآت النووية السلمية الإيرانية، قد نسفت طاولة المفاوضات مع إيران خلال الجولة السادسة من المباحثات، مؤكداً أن هذا التصرف عزز انعدام الثقة العالمية تجاه أمريكا.
وأضاف: "إيران تتابع قضية تعويض الأضرار المادية والمعنوية الناتجة عن اعتداءات إسرائيل وأمريكا على الشعب الإيراني والبنى التحتية، من خلال المسارات القانونية الدولية."
كما حمّل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مسؤولية سفك دماء الأبرياء في غزة نتيجة القصف على مراكز توزيع المساعدات، ووفاة مئات الأطفال والنساء وكبار السن نتيجة الحصار والحرمان من الغذاء والدواء. وقال: "يجب أن نتحرك اليوم لرفع الحصار عن غزة، فغداً قد يكون متأخراً جداً."
لقاء مع غوتيريش
وفي لقاءه مع أنطونيو غوتيريش، قال عارف: "نحن ملتزمون بكافة القوانين الدولية، ولم تستطع أمريكا أن تثبت أن إيران تسعى لاستخدام غير سلمي للطاقة النووية، لكنها في الحرب الأخيرة شاركت مع الكيان الصهيوني في العدوان."
وطالب الأمم المتحدة باتخاذ خطوات أكثر فاعلية لردع الكيان الصهيوني، مديناً "الإيرانوفوبيا" التي تنشرها بعض الدول الغربية، وطالب المنظمة بإدانتها.
من جانبه، وصف غوتيريش الهجوم الإسرائيلي–الأمريكي على إيران بأنه غير قانوني ومخالف للقوانين الدولية، مؤكداً على ضرورة احترام القانون الدولي ووقف إطلاق النار. كما أشار إلى أن الحلّ النووي الإيراني يجب أن يتم دبلوماسياً، وأعلن عن استعداد الأمم المتحدة لتسخير كل إمكاناتها لدعم ذلك.
لقاء مع بردي محمدوف
كما التقى عارف بالرئيس التركماني سردار بردي محمدوف، وناقشا سبل توسيع التعاون الثنائي، وأكد على أهمية دور تركمانستان في إرساء السلام الإقليمي.
العودة إلى طهران
بعد زيارة استمرت يومين، عاد عارف إلى طهران مساء الثلاثاء. وقال في تصريح له لدى عودته: "الهدف الرئيسي من هذه الرحلة كان المشاركة في مؤتمر الدول النامية غير الساحلية، حيث تعاني 32 دولة من تحديات في مجالات التجارة والنقل. وأعلنا استعداد إيران للتعاون مع 8 دول غير ساحلية في المنطقة لتطوير مجالات النقل واللوجستيات."
وأضاف: "غزة اليوم هي أكثر المناطق حصاراً في العالم، واقترحنا أن تتكاتف دول العالم للمساعدة في تحقيق هدنة مشرفة لشعب غزة الذي يعاني من أوضاع إنسانية كارثية."
وأكد عارف أنه عقد لقاءات مع 9 رؤساء دول ونوابهم، مشيراً إلى أهمية تنشيط اللجان المشتركة، وانتقد بشدة تقاعس المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وخاصة تجاه العدوان الإسرائيلي على إيران، معرباً عن أسفه لعدم صدور حتى بيان واحد من مجلس الأمن بهذا الخصوص.
وقال إنه ناقش أيضاً مع الأمين العام دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منتقداً عدم إدانتها للهجمات على المنشآت النووية السلمية في إيران، وتبادلوا الآراء حول قضايا إقليمية مهمة، متمنياً أن تظهر نتائج هذه الزيارة في الأيام والأسابيع المقبلة.
/انتهى/