إيران وباكستان تتفقان على إنشاء منطقة حرة مشتركة عند الحدود
في تطور اقتصادي مهم، توصلت إيران وباكستان إلى اتفاق مبدئي لإنشاء منطقة حرة اقتصادية مشتركة عند منطقة الحدود بين ريمدان الإيرانية وكبد الباكستانية. ويأتي هذا الاتفاق في إطار سياسة البلدين الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي وتنمية التجارة العابرة للحدود.
ومن المقرر أن يقوم وفد باكستاني رفيع المستوى بزيارة ميدانية لمنطقة ريمدان الحدودية خلال الأسبوعين المقبلين. وستتركز مهمة الوفد على تقييم الجوانب العملية للمشروع، بما في ذلك تحديد المساحة الجغرافية للمنطقة الحرة، ودراسة المزايا الاقتصادية المتوقعة، ووضع نموذج التعاون الأمثل بين الجانبين.
خلال الاجتماعات التحضيرية، ناقش الجانبان عدة قضايا جوهرية تتعلق بالمشروع، منها آليات الإدارة المشتركة للمنطقة الحرة، ووضع الإطار القانوني للإعفاءات الضريبية والجمركية، ومتطلبات البنية التحتية اللازمة، واستراتيجيات جذب المستثمرين المحليين والأجانب.
وقد أكد رضا مسرور، الأمين العام للمجلس الأعلى للمناطق الحرة والخاصة الإيراني، خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظيرته الباكستانية السيدة إقبال ومسؤولي إقليم بلوشستان، أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت قيادة الرئيس الدكتور بزشكيان ترتكز على تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة وفق مبدأ حسن الجوار.
وأضاف مسرور: "الروابط الثقافية والدينية العميقة التي تجمع شعبينا تشكل أساساً متيناً للتعاون في جميع المجالات. ومع ذلك، ما زالت هناك إمكانيات كبيرة غير مستغلة في مجال التعاون الاقتصادي، وخاصة فيما يتعلق بالمناطق الحرة المشتركة والاستثمارات الزراعية العابرة للحدود، والتي نأمل أن تثمر عن نتائج ملموسة من خلال جهودنا المشتركة".
وأشار مسرور إلى أن تنفيذ المشروع من الجانب الإيراني سيتطلب إتمام عدد من الإجراءات القانونية، تبدأ بالمصادقة على وثيقة التعاون من قبل مجلس الوزراء، ثم إقرارها من قبل مجلس الشورى الإسلامي وفق الأصول الدستورية.
من جانبها، أعربت السيدة إقبال عن التزام الحكومة الباكستانية وحكومة إقليم بلوشستان الكامل بالمشروع، مؤكدةً على أهمية المنطقة الحرة المشتركة كحافز رئيسي لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ويعد مشروع المنطقة الحرة المشتركة بين ريمدان وكبد جزءاً من الجيل السادس للمناطق الحرة في إيران، والذي يحظى بدعم شخصي من رئيس الجمهورية ووزير الشؤون الاقتصادية والمالية. كما يندرج هذا المشروع ضمن البرنامج الاستراتيجي الشامل لتطوير المناطق الحرة ورفع كفاءتها الاقتصادية.
ومن المتوقع أن يحقق المشروع عدداً من المكاسب الاقتصادية المهمة، منها تنشيط حركة التجارة البينية بين البلدين وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتطوير البنى التحتية الحدودية وخلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وتترقب الأوساط الاقتصادية في البلدين الآن زيارة الوفد الباكستاني المقررة، والتي ستشكل محطة مهمة في التحضير للبدء الفعلي في تنفيذ هذا المشروع الطموح الذي يعد علامة فارقة في العلاقات الاقتصادية الإيرانية الباكستانية.
/انتهى/