سكان دير البلح وسط قطاع غزة، يستفيقون مرة أخرى على وقع مجزرة إسرائيلية جديدة
استفاق سكان دير البلح، وسط قطاع غزة، على وقع مجزرة جديدة، حيث شنّت طائرات الاحتلال غارة جوية استهدفت طابوراً من النساء كنّ ينتظرن استلام مكملات غذائية لأطفالهن من إحدى النقاط الإغاثية.
أسفرت الجريمة عن استشهاد 15 امرأة وطفلاً، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، بعضهم ما زال يصارع الموت في ظروف طبية كارثية. لم تكن هذه الغارة الأولى من نوعها، لكنها كانت أوضح صورة لمدى استهتار الاحتلال بأرواح الأبرياء، واستمراره في تنفيذ سياسة التجويع والقتل الجماعي.
بالتزامن مع مجزرة دير البلح، ارتكبت قوات الاحتلال جرائم متصاعدة في مدينة خانيونس، حيث اقتحمت دباباته منطقة المسلخ التركي بشكل مفاجئ، متقدمة نحو خيام النازحين، ما أثار حالة من الرعب والذعر في صفوف الأهالي. الجنود أطلقوا النار بشكل عشوائي، وأجبروا العائلات على الفرار مجددًا، تاركين خلفهم ما تبقى من احتياجاتهم الأساسية ومأواهم البسيط. المشهد أعاد للأذهان مشاهد التهجير القسري المتكرر، وسط صمت دولي مريب.
وفي سابقة خطيرة تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي، أقدمت قواته على نبش مقابر الشهداء في خانيونس، بحثًا عن جثامين أو مزاعم تتعلق بأسرى أو مقاومين. هذا التصرف الوحشي لم يراع حرمة الموتى ولا مشاعر ذويهم، ويؤكد استخفاف الاحتلال بكل المواثيق والقيم الإنسانية، ومحاولته ترك أثر لا يُمحى من الانتهاك والعدوان، حتى بعد الموت.
بين ركام الخيام وحرمة المقابر المنتهكة، وبين دماء الأمهات المنتظرات قوت أطفالهن، تُكتب فصول جديدة من المجازر في غزة. نحن الآن أمام واقع لا يحمل سوى عنوان واحد: الإبادة الممنهجة لشعب أعزل. هذا هو صوت غزة، وهذه هي صرخة خانيونس ودير البلح للعالم: أوقفوا المجازر.. بحق الاحياء والاموات.
/انتهى/