من خشبة المسرح إلى شوارع لندن.. جوليت ستيفنسون تتحدث باسم أطفال غزة

من خشبة المسرح إلى شوارع لندن.. جولیت ستیفنسون تتحدث باسم أطفال غزة

انتقدت الممثلة وكاتبة المسرح البريطانية الشهيرة جوليت ستيفنسون صمت وسائل الإعلام العالمية حيال قتل الأطفال الجائعين في غزة أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، قائلة: "هذا الغضب يجعل الإنسان يفقد صوابه".

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه يقف المثقفون والفنانون اليوم في طليعة الكفاح ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة. فبالإضافة إلى الحملات المتعددة لمقاطعة "إسرائيل" ومؤسساتها، وصلت الاحتجاجات إلى الشوارع والمظاهرات الجماهيرية، وتضمنت أكبر حملة توقيعات لحظر ثقافي شامل، وهتافات "الموت لإسرائيل" في حفل مغني الراب الشهير "باب ويليان"، إلى جانب مواقف الكتّاب الحائزين على نوبل، واحتجاجات نجوم عالميين في مجالات السينما والرياضة وغيرهما. كل ذلك يُظهر صحوة الوعي الثقافي والفني في السنوات الأخيرة حيال طبيعة الكيان الصهيوني.

جوليت ستيفنسون كانت من أبرز هؤلاء الفنانين في السنوات الماضية، حيث اتخذت موقفًا ثابتًا ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياسته، ودافعت مرارًا عن حقوق سكان غزة، ووصفت ما يحدث هناك بـ"الكارثة الإنسانية الكبرى". في بريطانيا، تُعرف ستيفنسون بأنها تنتقل من موقع تصوير الأفلام إلى الوقوف في الشوارع وهي ترفع لافتات أو تلقي خطابات في الدفاع عن حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

وفي مقابلة حديثة مع صحيفة الغارديان، شاركها فيها زوجها، المخرج اليهودي هيو برودي، شدد الزوجان مجددًا على موقفهما الراسخ المناهض لـ "إسرائيل" ودعمهما لحقوق الفلسطينيين.

قالا إن الكفاح من أجل السلام والعدالة في فلسطين كان جزءًا أساسيًا من علاقتهما طوال 32 عامًا. وأوضحت ستيفنسون: "كنا دائمًا نشعر بالقلق تجاه القضية الفلسطينية. صُدمنا مما حدث في 7 أكتوبر، ولكن مع تصاعد الهجمات على غزة وارتفاع عدد الضحايا بشكل جنوني، أصبنا بالحزن والغضب والقلق العميق".

وأضافت أن "الخوف من الاتهام بمعاداة السامية" هو سبب رئيسي في صمت كثيرين تجاه جرائم الاحتلال، مشيرة إلى أن المؤسسات الفنية تخشى اتخاذ مواقف علنية بسبب التهديد بخسارة التمويل والدعم، وقالت: "هذا يجعل الإنسان يفقد عقله".

من جانبه، وصف برودي معادلة "معاداة الصهيونية = معاداة السامية" بأنها معادلة زائفة وفخ أيديولوجي، مؤكدًا: "هذا الفخ يدفعني لإعادة النظر بعلاقتي بالصهيونية، لكنه لا يغيّر يهوديتي".

وتابع: "عندما كنت شابًا يهوديًا، كانت إسرائيل تبدو كملاذ آمن في عالم يعج بانعدام الأمان، ولكن أحداث العقود التالية جعلتني أعيش صراعًا بين هذه الحاجة والخوف والغضب المتزايد من جرائم إسرائيل. وفي النهاية أدركت أن حتى آخر ذرة من المثالية التي كانت موجودة قد تلاشت".

وأضاف: "بعد مجزرة 7 أكتوبر وحرب نتنياهو التي تحولت إلى إبادة جماعية ضد غزة، وصلت إلى قناعة أنه لا يمكن السكوت بعد الآن، ويجب مواجهة هذه الجرائم".

وانتقدت ستيفنسون أيضًا "الإفلاس الأخلاقي" للحكومة البريطانية، وتغطية وسائل الإعلام البريطانية للأحداث في غزة التي وصفتها بـ"المخزية"، قائلة: "من بيع الأسلحة لإسرائيل، إلى حظر الفعاليات المؤيدة لفلسطين، ومحاولات منع الحفلات الموسيقية المناهضة للاحتلال مثل حفل غلاستونبري، كانت جميعها إجراءات مُخزية. في نفس نهاية الأسبوع التي كانت وسائل الإعلام تهاجم فيها مغني الراب باب ويليان بسبب موقفه، قُتل نحو 90 فلسطينيًا جائعًا في غزة أثناء وقوفهم في صف الطعام. ولم تغطِّ أي وسيلة إعلامية هذا الحدث! هذا الصمت يجعل الإنسان يجنّ".

وفي نهاية المقابلة، قالت ستيفنسون وهي تذرف الدموع: "إخفاء الحقيقة أو التلاعب بها أمر لا يُحتمل بالنسبة لي. الأطفال الفلسطينيون يُطلق عليهم النار، ويُدفنون تحت الأنقاض، والمآسي التي يتعرض لها الأطفال وآباؤهم لا توصف... والعالم يلتزم الصمت".

واختتمت حديثها قائلة: "لا يهمني إن كانت مواقفي ستؤثر على مسيرتي المهنية. هل مهنتي أهم مما يحدث في غزة؟ ما يهمني حقًا هو أنني عندما أصل إلى نهاية المطاف، أستطيع أن أنظر إلى الوراء وأقول: لقد فعلت ما كنت أؤمن أنه الصواب".

/انتهى/

 
 
الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة