بقائي: ثقتنا بأمريكا أصبحت تحت الصفر
صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مشيراً إلى العدوان الأمريكي والصهيوني على إيران، قائلاً: "لقد قوّضت أمريكا المبادئ الأساسية والبديهية للدبلوماسية، وثقتنا بها أصبحت تحت الصفر".
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن بقائي قال إن "الاعتداء غير القانوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسط المسار الدبلوماسي كان فاضحاً، ولم يتمكن العدو من الصمود أمام منطق الحوار والتفاعل"، مضيفاً: "اليوم بات واضحاً للجميع أن الجمهورية الإسلامية تنتهج نهج الحوار والدبلوماسية".
وأوضح أن "العمل العدائي ضد إيران لا يمكن تبريره بأي معيار قانوني أو أخلاقي أو سياسي، وهو وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، يمثل عدواناً صريحاً"، مشيراً إلى أن "هذا الهجوم وقع في خضم المفاوضات، والجميع شاهد أن إيران، بوصفها فاعلاً مؤثراً، كانت منخرطة في الحوار، فيما الطرف المقابل قوض منطق الدبلوماسية والتفاهم".
وأضاف بقائي أن "أمريكا أضعفت المبادئ الأساسية والبديهية للدبلوماسية، وثقتنا بها وصلت إلى ما دون الصفر".
وبخصوص الأنباء التي تتحدث عن استئناف المفاوضات، قال: "مثل هذه الأحاديث تُسمع دوماً. التفاوض نوع من الكفاح؛ وكما أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية قامت بواجبها في الدفاع عن كيان إيران، فإن الجهاز الدبلوماسي أيضاً ملزم، عند الحاجة، باستخدام أدوات الدبلوماسية لتحقيق مصالح الشعب الإيراني".
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن "المفاوضات ليست ساحة للمجاملات والمصافحات، وإذا لم تكن أصعب من ساحة المعركة، فهي ليست أسهل منها. لذلك، فإن التفاوض والحوار والتفاعل تُعدّ أدوات لحماية المصالح الوطنية".
وشدّد بقائي على ضرورة الاستفادة من الأدوات الإعلامية والاتصالية لنشر الرواية الإيرانية المطابقة للواقع، مضيفاً: "الحوار مع وسائل الإعلام الإقليمية والدولية مفيد، وعلى الشخصيات المؤثرة في الحقل الإعلامي أن تستخدم إمكانياتها لتوضيح الحقائق".
كما أشار إلى أن "في 13 يونيو، ارتكب كيان احتلالي وعنصري عملاً عدوانياً ضد دولة مستقلة ذات حضارة في المنطقة، وإن عرض هذا الواقع ساهم في إيصال روايتنا إلى العالم، وأثبت أن سلوك أمريكا كان عدوانياً. ووزارة الخارجية تسعى إلى توثيق القضية لدى المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية، وتتابع بجدية محاسبة الأطراف المعتدية".
واعتبر بقائي أن "الدبلوماسية عملية مستمرة ومتواصلة"، مؤكداً أن "إيران لن تيأس من استرجاع حقوقها. فالساحة الدولية ليست عادلة، لكن الجهاز الدبلوماسي الإيراني، بوصفه عضواً في الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ملزم بأداء مهامه".
وتحدث بقائي عن "عقد اجتماعات طارئة وإصدار قرارات إقليمية"، مشيراً إلى "نشر أكثر من 100 وثيقة في سياق المراسلات مع المنظمات الدولية"، وأضاف: "هذه الوثائق ستكون ضرورية لإثبات حقوق الشعب الإيراني ومتابعتها".
وفي هذا السياق، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية عن "استشهاد أربع نساء حوامل خلال الهجمات الأخيرة"، مشدداً على أن "الأطفال الذين كانوا في أرحام أمهاتهم، كما الأساتذة والعلماء الإيرانيين، لهم قيمة عظيمة لدينا، ويجب سرد قصة حياة هؤلاء الأعزاء. ومنذ اليوم الأول، سعينا إلى توثيق حياة هؤلاء الشهداء، والتقارير المرسلة إلى الأمم المتحدة لم تقتصر على أرقام وإحصاءات، بل شملت أيضاً سيرهم الذاتية".
واختتم بقائي بالقول: "أولئك الذين يمتلكون أدوات إعلامية أو حضوراً على وسائل التواصل، عليهم أن يوضحوا هذه القضايا ويؤدوا دوراً مهماً في هذا المجال".
/انتهى/