ناشط حقوق إنسان استرالي: الدول الغربية تعلم أن العدوان الإسرائيلي والأمريكي على إيران هو عدوان ينتهك القانون الدولي


ناشط حقوق إنسان استرالی: الدول الغربیة تعلم أن العدوان الإسرائیلی والأمریکی على إیران هو عدوان ینتهک القانون الدولی

اعتبر الناشط الدولي لحقوق الإنسان يحيي الحديد ان الكيان الصهيوني يسعي من أجل سحق كل من قد يشكل تهديدا عليه و لذلك يقوم بقتل المدنيين و سحق الأطفال و النساء بوحشية. كما انتقد الحديد الصمت الدولي تجاه جرائم هذا الكيان و عدم وجود أي رادع حقيقي من المجتمع الدولي.

واضاف رئيس معهد الخليج الفارسي للديمقراطية و حقوق الإنسان في أستراليا و المعارض البحريني في حواره الخاص مع وكالة تسنيم الدولية للانباء ان الدول الغربية تعلم جيدًا أن العدوان الإسرائيلي والأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو عدوان ينتهك القانون الدولي، كونه اعتداءً على دولة مستقلة ذات سيادة. ومع ذلك، فضّل المجتمع الدولي الصمت وعدم رفض هذه الحرب الظالمة. و اليكم نص الحوار:

 س: قبل أيام، شهد العالم عدوانًا صريحًا من قبل الكيان الصهيوني ضد إيران وشعبها. برأيكم، لماذا يرتكب هذا الكيان مثل هذه الجرائم ضد المدنيين العزل في غزة ولبنان وإيران؟ وما هو العامل الذي يدفعه إلى مواصلة هذه الاعتداءات بما في ذلك الاغتيالات؟

الحديد: تتمحور عقيدة الكيان الصهيوني بشكل أساسي حول مبدأ "الأمن أولاً". ولكونه كيانًا محتلاً لا يمتلك أي انتماء أو جذور في المنطقة، فإنه يعيش شعورًا دائمًا بـالخطر الوجودي. يعتمد هذا الكيان الإرهابي على سياسة القوة الغاشمة، ساعيًا لسحق كل من قد يشكل تهديدًا عليه. من هنا، نرى إمعانه في قتل المدنيين وسحق الأطفال والنساء بوحشية. لا يعترف الكيان الصهيوني بأي شريعة أو قانون دولي، فمنطقه الأوحد هو القوة والحماية الأمريكية الغربية. هذا ما أدى إلى جرائمه التي شهدناها في فلسطين، وبالأخص في غزة ولبنان واليمن، ومؤخرًا إيران. وبغياب أي رادع حقيقي من المجتمع الدولي، تستمر هذه الجرائم البشعة بحق الأبرياء.

س: إدعي الكيان الصهيوني أنه اتبع أهدافًا مثل وقف البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، لكنه استهدف بوضوح المستشفيات والبنى التحتية والمؤسسات الإعلامية، حيث يشكل الأطفال والنساء نسبة كبيرة من الشهداء. كيف يمكن تفسير هذا التناقض؟ أو بتعبير أدق، ما هو الهدف الحقيقي من هذه الإجراءات العدوانية و اللاإنسانية؟

الحديد: أولًا، لا يحق للكيان المحتل الحديث عن المشروع النووي والصاروخي الإيراني، وذلك لامتلاكه برنامجًا نوويًا سريًا يضم أكثر من 200 رأس نووي، وكونه خارج نطاق الرقابة الدولية.

ثانيًا، ينتهج الكيان المحتل سياسة التدمير والإبادة الجماعية. فهو يستهدف المؤسسات المدنية التي تحظى بحماية القانون الدولي، مثل المؤسسات التعليمية والصحية كالمستشفيات، ودور العبادة، وغيرها من البنى التحتية المدنية. كما يستهدف الكوادر الطبية و استهداف المؤسسات الطبية والمدنيين.

في جميع الحروب، يضرب الكيان المحتل بهذه القوانين عرض الحائط، ويستهدف المنشآت الصحية أولًا بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين. تُعد هذه الأعمال جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي. ففي غزة، قُتل العديد من الكوادر الطبية والمسعفين أثناء أداء عملهم، ودُمرت جميع المستشفيات. وتكرر هذا الأمر في مناطق أخرى، حيث استُهدفت المستشفيات والمسعفون ومنظمات الإغاثة الإنسانية.

كما أن استهداف هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وما أدى إليه من استشهاد صحفيين وإعلاميين، يُعد جريمة كبرى شوهدت على الهواء مباشرة. إن الكيان يتعمد استهداف المدنيين والعاملين في القطاعات الإنسانية والصحية، وهي ممارسات منصوص على تجريمها في اتفاقيات جنيف في المادة19 والمادة 24.

س: وثقت الأمم المتحدة والعديد من منظمات حقوق الإنسان جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني، لكن الحكومات الغربية لا تزال تدعمه عسكريًا وسياسيًا. برأيكم، لماذا تفضل الدول الغربية الصمت بشكل عام تجاه هذه الجرائم؟

الحديد: للأسف، تتعامل الدول الغربية مع جرائم الكيان الصهيوني المحتل بمعايير مزدوجة واضحة جدًا. على الرغم من أن المنظمات الدولية ترصد الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الذين يستهدفهم الكيان، إلا أن الدول الغربية لا تُحرّك ساكنًا. بل الأدهى من ذلك أنها تدعم الكيان في المحافل الدولية وترفض فرض أي إدانات في مجلس الأمن.

تلك الدول الغربية، التي تدور في فلك الولايات المتحدة، تمنح إسرائيل الدعم المطلق عسكريًا وسياسيًا. لذا، نشهد صمتًا غربيًا مطبقًا تجاه جرائم الإبادة التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، والتي أسفرت عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح.

كما تعلم الدول الغربية جيدًا أن العدوان الإسرائيلي والأمريكي على الجمهورية الإسلامية هو عدوان ينتهك القانون الدولي، كونه اعتداءً على دولة مستقلة ذات سيادة. ومع ذلك، فضّل المجتمع الدولي الصمت وعدم رفض هذه الحرب الظالمة.

س: تعترض الولايات المتحدة باستمرار على قرارات الأمم المتحدة التي تدين جرائم الكيان الصهيوني. شاهد العالم كيف غدرت الولايات المتحدة بالدبلوماسية و المفاوضات ودخلت الحرب. كيف يمكن وصف ما يحدث؟

الحديد: إن الدعم الأمريكي المقدم للكيان الإسرائيلي لا يُنظر إليه في دوائر العلاقات الدولية على أنه مجرد مساعدة، بل هو تجسيد للمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة. تُعتبر إسرائيل، من هذا المنظور، بمثابة قاعدة متقدمة وحليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو ما يفسر حجم وطبيعة هذا الدعم المستمر.

لقد كشفت التطورات الأخيرة، وخاصة ما جرى من عدوان يستهدف إيران، عن تحول جذري في المشهد الجيوسياسي. لم تعد الدبلوماسية الأمريكية تحظى بالمصداقية السابقة، خصوصًا بعد ما وُصف بـ "الخداع" الذي مورس تجاه طهران. هذا التطور ألقى بظلاله على قرارات الأمم المتحدة، حيث بدا أن الولايات المتحدة وحلفاءها، الذين يُنظر إليهم كشركاء مباشرين أو غير مباشرين في هذه العمليات، لم يعودوا يلتزمون بتلك القرارات.

إن التناقض بين الدعوة للحوار حول الملف النووي الإيراني، وفي الوقت نفسه الإعداد لعمليات عسكرية مفاجئة، يقوض بشكل كبير مصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية. هذه السياسة لا تزعزع ثقة الخصوم فحسب، بل تثير قلق الحلفاء والأصدقاء على حد سواء، وتجعلهم يتساءلون عن مدى موثوقية واشنطن كشريك. ينظر البعض إلى هذا النهج على أنه دليل على "دولة مارقة" لا تلتزم بالمعايير الدبلوماسية المتعارف عليها. في الواقع، يمكن القول إن السياسات التي تتسم بـ "الخداع السياسي والكذب الدبلوماسي" هي سمة متكررة للعديد من الإدارات الأمريكية المتعاقبة في تعاملاتها الإقليمية والدولية.

س: برأيك، ما هو الهدف النهائي للكيان الصهيوني من سياساته الحربية والتوسعية؟ وما هو الخطر الذي يهدد جيران هذا الكيان في الشرق الأوسط في ظل سياساته التوسعية والعنيفة؟

الحديد: تستند استراتيجية "الكيان المحتل" بشكل أساسي إلى التوسع الإقليمي، فرض الهيمنة، وممارسة الابتزاز المستمر على الدول الغربية لضمان دعمها المطلق. في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، اتخذت قيادة "الكيان" بقيادة نتنياهو قرارًا استراتيجيًا يهدف إلى إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، وذلك عبر عدة محاور:

 * تدمير قطاع غزة وتهجير سكانه: يتمثل الهدف الأول في تدمير قطاع غزة بالكامل وتهجير سكانه قسرًا نحو مصر والأردن، بهدف السيطرة الكاملة على القطاع.

 * الحرب على الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين: يهدف هذا المحور إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية باتجاه الأردن، مما يعني عمليًا تفريغ فلسطين بالكامل من سكانها وتحويلها إلى "كيان يهودي" بحت.

 * الحرب على لبنان ومواجهة حزب الله: سعت هذه الخطوة إلى ضم الجنوب اللبناني إلى "الكيان الصهيوني" وإخضاع لبنان للهيمنة الإسرائيلية. غير أن صمود حزب الله ومقاتليه حال دون تحقيق هذا الهدف، وتمكنوا من صد "الكيان المحتل" على الحدود.

 * مشروع "الكيان الإسرائيلي" في سوريا: أدار "الكيان المحتل" مشروعًا يهدف إلى إسقاط النظام السوري وإيصال أبو محمد الجولاني، قائد "التنظيم الإرهابي"، إلى السلطة في سوريا. وقد شهدنا بعدها تمدد "الكيان المحتل" في سوريا، حيث احتل أراضٍ وجبالًا، شملت جزءًا كبيرًا من ريف دمشق وجبل الشيخ وصولًا إلى درعا.

يمتلك "الكيان المحتل" مشروعًا أوسع للسيطرة على سوريا وإخضاعها لهيمنته المطلقة عبر اتفاقيات التطبيع، ويهدف كذلك إلى إنشاء دولة درزية تحت الإدارة الصهيونية، ودعم دولة كردية تشكل نقطة ضعف في خاصرة العراق وتركيا، بما يضمن سيطرة أمريكية-صهيونية على جميع أوراق القوة في الشرق الأوسط.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة