لاريجاني يشرح بعض تفاصيل الحرب بين ايران واسرائيل

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء انه وفي بداية حديثه، قال لاريجاني: "في اليوم الأول من المواجهة مع الكيان الصهيوني، كنا في وضع غير متكافئ ، وقد فاجأونا."وأضاف: "في اليوم الثالث من الحرب، طرح نتنياهو عبارةً قال فيها إن تغيير نظام إيران يمكن أن يكون بالتأكيد نتيجة لعملية عسكرية."وتابع: "في ذلك اليوم، كانت موازين القوى العسكرية لا تزال 60% لصالحهم مقابل 40% لنا، رغم أن إيران كانت قد نفذت ضربات أكثر جدية."

وأردف لاريجاني: "تذكروا اليوم الرابع من الحرب، لأن نمط الضربات الإيرانية تغير في ذلك اليوم وكان له تأثير كبير، كما أنهم كانوا يخططون لتحول سياسي جديد في إيران ويريدون إنهاء الأمر مع إيران."

وأشار إلى أن "مجموعة السبع عقدت اجتماعاً في ذلك اليوم، وربما رأيتم بيانهم الذي دافعوا فيه عن الكيان الصهيوني."

وقال مستشار قائد الثورة: "الرئيس الفرنسي صرح في ذلك اليوم بأن بلاده مستعدة للدفاع عن إسرائيل، وترامب قال إن إيران لن تربح هذه الحرب، بينما تحدث نتنياهو عن فكرة جديدة وقال إن استهداف قائد الثورة الاسلامية لن يزيد التوتر بل سيُنهيه، أي أن فكرة اغتيال قائد الثورة بدأت تتردد في تصريحات ترامب ونتنياهو منذ ذلك اليوم."

وأضاف: "في نفس اليوم، وقعت عملية في إيران واستهدفت المجلس الأعلى للأمن القومي، ويجب ربط كل هذه الأحداث معاً."

وتابع: "اكتشفوا مكان انعقاد اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي وقادة السلطات الثلاث، وكانوا يريدون تدمير الجميع بقصف."

وأكد لاريجاني: "الشعب الإيراني شعب عريق له حضارة تمتد آلاف السنين، ولم يأخذوا في الاعتبار هذا التماسك ولم يفهموه."

وأضاف: "ترامب وعصابته لم يدركوا أن نسيج الشعب الإيراني يختلف عن نسيج الكيان الصهيوني وشعبه، فهناك يجتمع أناس من دول مختلفة فقط لأنهم يهود، أما في إيران، فقد توحد الإيرانيون من مختلف الأعراق، وهذا ما لم يفكر فيه ترامب وعصابته."

وتابع: "بعد الضربات التي وجهتها إيران، تشكلت طوابير طويلة هناك للعودة إلى بلادهم الاصلية، بينما في إيران لم يحدث شيء من هذا القبيل، الجميع كانوا صفاً واحداً."

وأضاف لاريجاني: "كانوا يخططون لسلسلة عمليات متتالية لتفكيك إيران. خلال الحرب، ألقى قائد الثورة الاسلامية خطاباً صفع ترامب، وكانت نقطة تحول في الحرب. وقد قال قائد الثورة الاسلامية: 'أنتم لا تعرفون إيران، إيران لن تستسلم'، وهذا ما اعترف به الآخرون لاحقاً."

وتابع: "ترامب قال: 'ربما لن نهاجم إيران، يكفي أن يتصلوا بنا حتى لا نهاجم ويستسلموا.' لماذا قال هذا؟ لأنه اعتقد أن الأوضاع في إيران ستنهار ويمكن إجبارها على الاستسلام."

وأضاف: "أرادوا تدمير إيران بالكامل في ستة أيام، وفي اليوم السادس، زادت الدمار والضربات الصاروخية الإيرانية بشكل كبير."

إسرائيل لن تعود بهذه السهولة

وأشار لاريجاني إلى أن "أحد الضباط الإسرائيليين قال في ذلك اليوم عن الدمار في اسرائيل: 'عندما أرى هذه المشاهد، أشعر وكأنني في بيت حانون أو خان يونس. المناطق التي تعرضت للصواريخ في إسرائيل أصبحت كساحة معركة."

وأضاف: "ترامب أعلن في البداية أنه سينتظر أسبوعين ليرى النتيجة في إيران، لكن ذلك كان خدعة منه، فهاجمنا بعد يومين، لكن العدو مني بالهزيمة في هذه المعركة."

ونقل لاريجاني عن صحيفة "الغارديان" تقريراً أكدت فيه أن النظام في إيران أكثر متانة مما تصورته أمريكا وإسرائيل.

وتابع: "في اليوم العاشر من الحرب، أصدر ترامب أوامر بضرب فوردو وأصفهان ونطنز، وقال وزير الدفاع الأميركي في مقابلة: 'دمرنا كل المنشآت النووية الإيرانية، والآن يجب أن نقرر إنهاء الحرب.'"

وأكد مستشار قائد الثورة أن "الأعداء حاولوا زعزعة النظام عبر عمليات نفسية لكنهم فشلوا. الشعب خرج لدعم النظام، والآن فان أميركا وإسرائيل يبحثون عن طريقة لإنهاء الحرب."

تهديدات بالقتلكما كشف لاريجاني عن اتصال عناصر من الكيان الصهيوني بمسؤولين إيرانيين وتهديدهم، قائلاً: "خلال الحرب الأخيرة، اتصلوا بي وقالوا: 'لديك 12 ساعة لمغادرة البلاد، وإلا ستكون حياتك في خطر وسنرسلك إلى جانب أصدقائك الشهيد باقري والشهيد سلامي.'"

وردّ قائلاً: "كنت أعرف من أين يتصلون، وأجبتهم رداً يليق بنتنياهو."

الشعب الإيراني أثبت خطأهم

وأشار لاريجاني إلى التصورات الخاطئة لإسرائيل وأميركا عن إيران، قائلاً: "توقعوا أن يبتعد الشعب بسرعة عن النظام، لكن الشعب أثبت لهم أنهم مخطئون."

وتحدث عن مخططات الكيان الصهيوني، قائلاً: "إسرائيل كانت تخطط لاستهداف قادة السلطات الثلاث أولاً، ثم التوجه نحو قائد الثورة الاسلامية ، لكنها فشلت في هذه الخطة أيضاً."

إيران ستقوّي استعداداتها

وقال لاريجاني: "يجب على إيران إعادة النظر في موضوعين: المفاوضات والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية."

وأضاف: "مفاوضات أميركا كانت فقط لخداع إيران قبل الهجوم، وإسرائيل هاجمت بتنسيق كامل مع أميركا."

وأكد أن " دول الترويكا الأوروبية وقفت خلف إسرائيل خلال الحرب الأخيرة ولم تفعل شيئاً لإيران."

وانتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً: "الوكالة لم تفِ بالتزاماتها تجاهنا."

وأشار إلى أن "الصين وروسيا أدركتا أن قوة أمريكا تضعف."

وتابع: "إذا عادت إسرائيل مجدداً، فستتعرض لهزيمة أكبر. إيران لم تكشف بعد عن كل إمكانياتها، وهم يعرفون ذلك. خسائرهم ليست قليلة، لكنهم يخفونها."

وأكد أن "الوضع الاجتماعي في إيران أجبر إسرائيل على تغيير أهدافها، لكنها لم تحقق النتيجة المرجوة."

ضربات إيرانية دقيقة

واشار الى الضربات الصاروخية الإيرانية على القاعدة الأميركية في قطر، قائلاً: "أصابت ستة صواريخ إيرانية برؤوس تزن كل واحدة منها 400 كيلوغرام القاعدة الأميركية في قطر، لكن ترامب ادعى كذباً أن صاروخاً واحداً فقط أصاب الهدف."

وتحدث عن تطورات الحرب، قائلاً: "في يوم الاثنين الماضي ، كان الأعداء الذين يتوقعون أن تتوسل إيران إليهم، بدأوا يبحثون بأنفسهم عن طريقة لإنهاء الحرب."

وأضاف: "في النهاية، كان الأعداء هم من توسلوا."

وانتقد لاريجاني ترامب بشدة، قائلاً: "ترامب في الأساس رجل استعراضات، وهو مهتم أكثر بالعروض الإعلامية وإثارة الجدل بدلاً من السياسة الحقيقية."

وتساءل: "أتعجب من كم الأكاذيب التي يقولها ترامب. في استطلاعات الرأي التي أجراها الأمريكيون أنفسهم، اعتبر 60% أن إيران هي المنتصرة في الحرب."

وانتقد تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين، قائلاً: "كلامهم يظهر جهلهم وعدم فهمهم لواقع الحرب. رغم ان هناك بعض العقلاء بين الأميركيين."

إسرائيل تحلم بتقسيم إيران

وتطرق إلى سياسات الكيان الصهيوني، قائلاً: "إسرائيل تحلم منذ سنوات بتقسيم إيران، وتعتقد أنه طالما هناك وجود لإيران بهذا الحجم، فلن يُنظر إلي اسرائيل ولن تؤخذ بعين الاعتبار."

واضاف لاريجاني: "ترامب يتحدث بغباء! حتى ملامحه توحي بالغباء."

وأكد أن "إسرائيل لا تعود بسهولة إلى الأماكن التي تكون فيها في موقف ضعيف أو منهار."

وأضاف: "نعم، قد يعودون مثل ذئب جريح، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، لأنهم إذا عادوا هذه المرة، فسيتعرضون لهزيمة أكبر، لأننا لم نكشف بعد عن كل إمكانياتنا، وهم يعرفون ذلك."

وتابع: "إسرائيل واجهت العديد من المشاكل وأزمة سياسية، بينما زاد التلاحم السياسي في إيران."

وأكد أن "خسائرهم البشرية ليست قليلة، وهم يخفونها. كانوا يريدون بناء مدينة يهودية فاضلة، لكنهم الآن يواجهون بلداً دائماً في حالة حرب."

إيران في أوج شعبيتها

واختتم لاريجاني بالقول: "الكيان الصهيوني فقد هيبته الدولية، فبعد أن كان يخيف دول المنطقة، انهارت هذه الهيبة بعد الضربات التي تلقاها."

وأضاف: "أعتقد أن إيران في ذروة شعبيتها في المنطقة، لأنها الوحيدة التي وقفت في وجه الكيان الصهيوني. لا أريد ذكر أسماء، لكن العديد من القادة العرب اتصلوا وقالوا: 'ندعو الله أن تنتصروا.'"

وختم بالقول: "أستبعد أن يعودوا بهذه السهولة، لكن إيران يجب أن تبقى مستعدة دائماً، وهي الآن تعزز استعداداتها وتقوي نفسها."

/انتهى/