وزير الداخلية: الدفاع عن وحدة أراضي إيران ذروة تضامن الشعب


وزیر الداخلیة: الدفاع عن وحدة أراضی إیران ذروة تضامن الشعب

قال وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني: قد يختلف الناس في بعض القضايا السياسية والاجتماعية، لكن عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن وحدة أراضي الوطن، فإن هذا التضامن والشجاعة يبلغ ذروته.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مؤمني صرّح في مقابلة تلفزيونية بالقول: الشجاعة أمر نسبي، وقد يُظهر كل شخص مستوى مختلفًا منها في ظروف مختلفة، لكن هناك أهدافًا سامية ورفيعة تجعل الإنسان يُضحي بحياته دون أن يأبه بالخطر في سبيل تحقيقها.

وأكد: قد تكون لدينا آراء مختلفة في مختلف القضايا، كما أن إيران، على مدى تاريخها الممتد لآلاف السنين، كانت دومًا تتمتع بتنوع ثقافي وقومي وعرقي، إلا أن كلما تعلق الأمر بالدفاع عن الأرض والسيادة، أظهر الشعب الإيراني أعلى درجات التضامن والشجاعة.

وأشار مؤمني إلى الحادث الأخير في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون قائلاً: العمل الشجاع الذي قامت به السيدة إمامي ربما لم يكن ليحدث حتى لو تدربت عليه مئات المرات في ظروف طبيعية، لكن حين يتعرض وطننا العزيز إيران للخطر، فإن الإنسان يُضحي بنفسه دون تردد. ولو وقع هذا الحدث في كارثة كالزلزال، لكانت التصرفات مختلفة.

وأوضح: السلوك الذي أبدته السيدة إمامي يُجسّد حقيقة هوية كل رجال ونساء هذا الوطن، ويعكس تاريخ وهوية وثقافة الشعب الإيراني.

وتطرق مؤمني إلى ملحمة الدفاع المقدس، مضيفًا: خلال الحرب المفروضة وفي الأيام الأولى للثورة الإسلامية، كان العدو يعتقد أنه سيتمكن خلال أسابيع من فصل أجزاء من البلاد، لكن الشعب الإيراني ببطولته وتضحيته حال دون تنفيذ تلك المخططات.

وشدد على أن الأعمال الثقافية، مثل الأغاني الوطنية وعلى رأسها أغنية "إيران"، قد أسهمت في الحفاظ على روح التضامن والأمل في نفوس الشعب.

كما أشار إلى الهجمات الأخيرة على مراكز الشرطة، قائلاً: هذه الهجمات كانت جزءًا من مخطط منسق للعدو لزعزعة الأمن الداخلي، إلا أن تدخل القوات الأمنية في الوقت المناسب والتعاون الواسع من جانب المواطنين أحبط هذه التهديدات بسرعة.

وأضاف: بفضل الإبلاغ السريع ويقظة المواطنين، تمكّنت الأجهزة الأمنية من التعرف على العديد من العناصر التخريبية واعتقالها.

أربعة فرق عمل خاصة لإدارة الأزمات

وفيما يخص الجهود الحكومية لتأمين الأمن والخدمات العامة، أوضح مؤمني: تم تشكيل أربع فرق عمل خاصة لإدارة الأزمات وتنسيق الجهود بين الأجهزة الحكومية والمنتجين والمواطنين، وهو ما لعب دورًا محوريًا في الحفاظ على استقرار السوق وتوفير السلع الأساسية.

ونوّه إلى أن المواطنين تعاونوا في ترشيد استهلاك الوقود والسلع الأساسية، مما حال دون تفاقم الأوضاع.

كما أشار إلى تفويض صلاحيات خاصة للمحافظين، مؤكدًا أن هذه الخطوة تهدف إلى تسريع اتخاذ القرارات وتحسين إدارة الأزمات.

وأوضح أن: المحافظين هم ممثلو الحكومة في الأقاليم، ومع توسيع صلاحياتهم سيكونون أكثر قدرة على تلبية احتياجات المواطنين.

الالتزام بالدفاع المدني واجب جاد

وأكد وزير الداخلية على أن الالتزام بمبادئ الدفاع المدني واجب جاد، وقال: حادثة ميناء الشهيد رجائي أظهرت أن تجاهل هذا الأمر يؤدي إلى خسائر كبيرة.

وبيّن أن أحد الأسباب الرئيسة في تفاقم الحادث هو عدم الالتزام بمبادئ الدفاع المدني، مضيفًا: الدفاع المدني يعني التوزيع والتفريق؛ فلا ينبغي أن نضع كل إمكاناتنا في نقطة واحدة.

وأوضح أن التكدس الكثيف واستغلال المساحة بأقصى طاقتها في موقع الحادث جعل من الصعب السيطرة على الحريق في الساعات الأولى، رغم الجهود التي بذلت من الجهات الأربع.

واعتبر مؤمني أن الأمن كالصحة؛ لا نشعر بقيمته حتى نفقده، وقال: ربما لم نعطِ أهمية كافية لموضوع الدفاع المدني بعد الحرب، لكن الأوضاع اليوم تغيرت، والالتزام بهذه المبادئ بات ضرورة حتمية.

وأضاف: جميع القطاعات، سواء كانت خدمية أو إنتاجية أو بنيوية، مطالبة بالاهتمام بالدفاع المدني. وأبسط وأقل تكلفة هذه المبادئ هو التوزيع والتفريق. صحيح أننا لا نستطيع دفن كل ممتلكاتنا في باطن الأرض، لكن التوزيع وسيلة منخفضة التكلفة تمنع التدمير الكامل.

وشدّد على أن منظمة الدفاع المدني تقوم بواجبها، لكن القضية لا تقتصر على هذه المنظمة وحدها، بل جميع الأجهزة والمؤسسات معنية ببدء التنفيذ من هذا المبدأ البسيط وصولًا إلى أعلى درجات الحماية.

إعادة الإعمار وتهيئة المشاركة الشعبية

وحول إعادة إعمار المناطق المتضررة، أشار مؤمني إلى أن هذا الموضوع نوقش في الاجتماع الأخير للحكومة وفي لقاء المحافظين، وتم تشكيل هيئة لإعادة الإعمار برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية بمشاركة جهات مثل منظمة التخطيط والميزانية، وزارة الطرق والإسكان، ومؤسسة الإسكان.

وقال إن: إعادة الإعمار لا تعني فقط الترميم الفيزيائي، بل تشمل أيضًا الأبعاد الخدمية والمعيشية والداعمة، وقد تقرر إعداد سجل شامل للأماكن المتضررة، وبدء إجراءات الإيواء المؤقت، يليها الإيواء الدائم.

وتابع: بعض الأماكن التي لم تُدمّر كليًا ستستفيد من برامج الدعم.

وأشار إلى أن المحافظين كُلفوا أيضًا بتسريع عملية إعادة الإعمار عبر استقطاب المشاركة الشعبية، والمتبرعين، والإمكانات المحلية. وأضاف: لحسن الحظ، الكثير من المواطنين مستعدون للمساعدة، ويجب فقط توفير الأرضية المناسبة لذلك.

وأكّد أن أسر الشهداء والجرحى لهم أولوية في البرامج الداعمة، والحكومة تتابع عملية الإعمار بهدوء وتماسك.

وقال: الرئيس د. مسعود بزشكيان، تابع شخصيًا ومنذ الأيام الأولى بعد الحادث، ملفات الإعمار والدعم من خلال حضوره في عدة وزارات.

استعداد كامل لكل سيناريو

واختتم وزير الداخلية تصريحه بالتأكيد على أن رغم سريان وقف إطلاق النار حاليًا، إلا أن احتمالية عدم الاستقرار لا تزال قائمة، ولذلك جرى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمواجهة أي سيناريو أو تطور محتمل.

وقال إن: إدارة الأزمة الأخيرة تمت بالكامل بإشراف وزارة الداخلية، وتم وضع جميع الخطط اللازمة بالاستناد إلى الخبرات، خاصة خلال الأيام الـ12 الماضية، والمواطنون يمكنهم الشعور بالاطمئنان.

وأردف: كل المحافظات، بفضل تفويض الصلاحيات والتوقعات المعدة مسبقًا، باشرت الإجراءات اللازمة ضمن لجان مختلفة تحت قيادة وزارة الداخلية، وبشكل خاص بإدارة المحافظين.

وأضاف: لا نقلل أبدًا من جدية الوضع القائم. لقد رأينا من قبل ما يعنيه نقض العهد، لذا كل الأجهزة في حالة تأهب قصوى.

ورداً على سؤال حول تقييم الأزمة الأخيرة، قال مؤمني: نحن نؤمن بأن في كل أزمة فرصة، فالأزمة هي خطر يحمل في طياته فرصًا مهمة يمكن اكتشافها عبر نظرة دقيقة.

وأوضح: الاجتماعات اليومية على مستويات مختلفة كالمجلس الأعلى للأمن، منظمة إدارة الأزمات، ولجان تنظيم السوق، كلها جزء من هذا المسار. ويتم فيها تقييم الوضع الراهن وتحضير الخطط المستقبلية. ولا يمكن إدارة الأزمة بفعالية دون تشخيص دقيق.

وختم بالقول: علينا أن نتعرف جيدًا على نقاط القوة والفرص والضعف والتهديدات، لنقدم حلولًا للمستقبل. ما يمكنني أن أؤكده للمواطنين هو أن الحكومة، وخاصة وزارة الداخلية، المحافظين، رؤساء المقاطعات، الإدارات المحلية، ورؤساء البلديات، جميعهم مستنفرون حتى آخر رمق.

وأضاف: حتى العديد من رجال الإطفاء المتقاعدين عادوا للميدان وأعلنوا استعدادهم، وكذلك الإسعاف والهلال الأحمر وسائر الأجهزة الإغاثية في حالة تأهب كاملة.

وختم مؤمني بالقول: نأمل ألا يحدث خرق للاتفاق، ولكن سواء كانت القوات المسلحة أو أجهزة الدولة، فإنها مستعدة تمامًا، ومع مشاركة الشعب وتضامنه سنتجاوز هذه المرحلة كذلك.

/انتهى/

 
 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة