بزشكيان: لو لم يُرَدّ على العدوان الإسرائيلي لكان سيؤدي إلى حرب شاملة


بزشکیان: لو لم یُرَدّ على العدوان الإسرائیلی لکان سیؤدی إلى حرب شاملة

قال رئيس الجمهورية إن القوات المسلحة الإيرانية خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً، دافعت استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة دفاعاً مشروعاً عن الشعب والسيادة الوطنية وسلامة الأراضي، مضيفاً: لو لم يُرَدّ على العدوان الإسرائيلي، لكان من الممكن أن يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية، قال اليوم خلال كلمته في قمة أوراسيا التي ألقاها عبر الفيديو كونفرانس: أرى من الضروري في البداية أن أتقدم بالشكر لسيادتكم، ولحكومة وشعب بيلاروسيا العزيزين على استضافة قمة قادة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. كما أشكر السيد «ساغين تايف» وزملاءه في اللجنة الاقتصادية الأوراسية على الترتيبات التي أعدوها لعقد هذه القمة. ويؤسفني كثيراً أنه، وبسبب التطورات الجارية، لم تتح لي فرصة المشاركة في هذا الاجتماع المهم.

وأضاف: إن الكيان الصهيوني منذ (12 حزيران) شنّ عدواناً وحشياً وعمليات إرهابية ومسلحة غير قانونية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد وقع هذا العدوان في خضم المفاوضات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية حول البرنامج النووي السلمي الإيراني، واستُهدفت خلاله المنشآت النووية السلمية الإيرانية.

وتابع رئيس الجمهورية قائلاً: إن الهجمات العسكرية التي شنتها أمريكا والكيان الصهيوني على المنشآت النووية السلمية الإيرانية، التي كانت تخضع بالكامل لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تُعدّ انتهاكاً صارخاً لجميع القواعد الدولية، وتمثل ضربة لا يمكن تعويضها لنظام عدم الانتشار النووي من قبل أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

وأكد بزشكيان أنه خلال هجمات الكيان الإسرائيلي على إيران، نُفذت مجموعة من العمليات غير القانونية والإجرامية ضد القوات العسكرية خارج أماكن مهامها، وضد أساتذة الجامعات والمواطنين العاديين، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المدنيين استُشهدوا في هذه الهجمات التي طالت المناطق السكنية والبنى التحتية العامة والمستشفيات والمراكز الطبية، كما أُصيب عدد كبير آخر بجروح.

وقال رئيس الجمهورية: في أثناء هذه الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً، دافعت القوات المسلحة الإيرانية استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة دفاعاً مشروعاً عن الشعب العزيز والسيادة الوطنية وسلامة أراضي إيران، ولو تُرك العدوان الصهيوني من دون رد، لكان من الممكن أن يؤدي إلى حرب شاملة وخارجة عن السيطرة في المنطقة.

وأضاف بزشكيان: يجب على المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن يتخذوا موقفاً أكثر مسؤولية تجاه المعتدين ومشعلي الحروب.

وأوضح أنه بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى أن سياسة المسايرة مع الكيان الصهيوني فيما يتعلق بانتهاكاته المنهجية والمتكررة لحقوق الإنسان، يجب أن تُلغى، مؤكداً: أرى من واجبي أن أتقدم بالشكر لجميع الدول التي أدانت بمسؤولية هذه الاعتداءات السافرة. إن قمة اليوم فرصة ثمينة لتُسمع المواقف الجماعية للأعضاء في الإدانة الحاسمة لهذه الاعتداءات والتهديدات الإقليمية والعالمية الناجمة عنها إلى العالم.

وقال رئيس الجمهورية: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى دوماً لتكون عضواً وشريكاً فاعلاً وجديراً بالثقة في العلاقات الاقتصادية الإقليمية. وإن تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي يعدّ خطوة مهمة في سبيل تعميق العلاقات الاقتصادية في المنطقة، ويوفر فرصاً استثنائية لاقتصادات الدول الأعضاء ولتجّار الدول المتعاقدة.

وأعرب بزشكيان عن شكره لقرار القمة السابقة لقادة الاتحاد بمنح الجمهورية الإسلامية الإيرانية صفة المراقب، وهو ما يُفضي إلى مشاركة أوسع وأكثر فاعلية في أنشطة الاتحاد الاقتصادية.

وأوضح، في معرض حديثه عن مجال الترانزيت، أن تطوير وتحديث الممرات البرية والسككية القائمة، وتعزيز النقل الجوي، وإنشاء مناطق اقتصادية مشتركة، والاستفادة من القدرات الترانزيتية للموانئ الإيرانية لربط دول الاتحاد بالأسواق العالمية، كلها أمور تحظى باهتمام خاص. وأضاف أن التعاون في مجال الطاقة بين المنتجين والمستهلكين واستغلال القدرات المتاحة لربط شبكات الطاقة في المنطقة يحظى أيضاً بأهمية لدينا.

وشدد رئيس الجمهورية على أن إنشاء البنية التحتية اللازمة لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا الحديثة، وتسهيل تبادل المعلومات والتجارة الرقمية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، والسعي المشترك لمواجهة الأحادية في هذا المجال، كلها عوامل ستعزز قدراتنا الوطنية والجماعية.

وأضاف بزشكيان: لا شك أن الاستفادة الكاملة من إمكانات ومزايا اتفاقية التجارة الحرة لن تكون سهلة من دون تطوير بنية تحتية مصرفية مستقلة ومضادة للعقوبات. وفي هذا الإطار، يمكن إدراج تمويل المشاريع الصناعية والبنية التحتية المشتركة من قبل بنك تنمية أوراسيا، وتوسيع نظام التبادل المالي للاتحاد إلى الدول المراقبة المهتمة، وتفعيل نظام المقاصة بالعملات الوطنية في جدول الأعمال.

وقال في ختام كلمته: إنني على يقين من أننا قادرون على رسم نموذج ناجح من التكامل الإقليمي، وتحويل هذه الفرصة التاريخية إلى نقطة انطلاق للنمو المشترك. إن المستقبل ملك للشعوب التي تمهد طريق التقدم عبر التعاون والثقة المتبادلة.

وختم رئيس الجمهورية بالقول: أتمنى التوفيق لهذا الاجتماع المهم، والرفاه والاستقرار والازدهار والآفاق المشرقة لحكومات وشعوب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوراسي.

/انتهى/

 
 
 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة