محسن رضائي: سنعاقب إسرائيل بطريقة تضمن مستقبل البلاد
قال القائد السابق للحرس الثوري خلال فترة الدفاع المقدس، في إشارة إلى الهجمات الصاروخية التي شنتها قواتنا المسلحة على الكيان الصهيوني: "يجب أن تكون معاقبة الصهاينة ضامنة لمستقبلنا، حتى لا يجرؤ العدو على تكرار فعلته مرة أخرى".
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، صرح في برنامج تلفزيوني مساء اليوم: "مرّت سبعة أيام من معركتنا المتواصلة مع العدو، وقد تجلى خلالها وجه جديد لقواتنا المسلحة وشعبنا".
وأضاف: "أتقدم بالشكر والتقدير للمجاهدين الذين يقفون على مدار الساعة في مواجهة العدو، وكذلك لقوات الأمن التي كان لها دور في اعتقال المتسللين".
وأكد: "نحن اليوم في موقع جيد جدًا. استشهاد القادة الكبار والعزيزين في قواتنا المسلحة لم يؤدِ إلى أي خلل في القيادة، في حين أن العدو كان يظن أن باستشهاد قادتنا سيحقق إنجازات".
وتابع رضائي: "أول انتصاراتنا هو أن شعبنا وحكومتنا تمكنا من إفشال حسابات العدو الصهيوني، بينما لم يستطع أي بلد آخر تحقيق ذلك. العدو اعتقد أن له تفوقًا جويًا وقدرات سيبرانية ونفوذًا داخل إيران، وضرب علمائنا النوويين، وكان يظن أن هذه الحسابات تمنحه تفوقًا كبيرًا".
وأضاف: "كان هذا الكيان يظن أن القبة الحديدية ستحبط صواريخ إيران، وكان يتخيل النصر. صواريخنا يجب أن تخترق أربع طبقات حتى تصيب أهدافها داخل إسرائيل، ولم يكن أحد يتوقع أن تخترق ولو صاروخ واحد هذه الطبقات، لكن العشرات من صواريخنا تجاوزت تلك الطبقات، والطوفان الإيراني الذي تحقق أقوى بعشرة أضعاف من طوفان الأقصى".
وشدد رضائي على أن "إسرائيل في أزمة كبرى، ومعاقبة الكيان الصهيوني مستمرة. لقد أنزلنا به عقوبة قاسية لكنها ليست كافية، فهذه العقوبة يجب أن تضمن مستقبل البلاد".
وأوضح: "كان هدفهم خلق الفوضى داخل بلادنا وزعزعة أمنها، لكنهم فشلوا. لم يتمكنوا من تحويل إيران إلى سوريا، بل أصبحوا هم أنفسهم في وضع شبيه بسوريا. خلال الـ48 ساعة الماضية، استخدمنا مزيجًا من صواريخ "فتاح" و"سجيل"، ما أحدث اضطرابًا كبيرًا لدى العدو".
وأضاف: "سنستمر حتى نتأكد من أن الطرف الآخر قد ندم. سنواصل العقوبة".
وأكد رضائي: "الانتقام الذي ننفذه عقلاني، لأننا إن لم نجبر العدو على الاستسلام، فالحرب ستستمر. إن قبول هدنة مفروضة سيكون أكثر ضررًا من مواصلة المعاقبة. عدونا انتهك جميع المعاهدات الدولية، لكن ردنا قانوني".
وقال: "نحن ندافع عن أنفسنا، والعديد من الدول تتمنى انتصار إيران، حتى أولئك الذين وقّعوا على اتفاقيات إبراهام من الخوف، يتمنون هزيمة هذا الشر المطلق في المنطقة. لذا فإن استمرار معاقبة هذا الكيان هو عمل إنساني أيضًا".
واعتبر أن "هذه الحرب هي أشرف حرب تخوضها إيران، لأن العدو هو من أحلك الأنظمة، وارتكب جريمة فاضحة في وضح النهار، وشرعية إيران في هذه الحرب أوضح من أي حرب أخرى".
وتابع رضائي: "إذا انتصرنا في هذه الحرب، فسيفرح ليس فقط المسلمون في المنطقة، بل أكثر من ملياري إلى ثلاثة مليارات من سكان العالم. يجب أن نضع هذا الشر في مكانه".
وأوضح: "في المنطقة هناك فراغ في القوة، تحاول أمريكا وإسرائيل ملأه، لكن دول المنطقة يمكنها تشكيل اتحاد خاص بها، وإذا حققنا نصرًا حاسمًا، يمكننا نحن أن نصنع السلام في المنطقة، ونضمن أمن البلاد لخمسين عامًا مقبلة".
وأكد: "يجب أن نستفيد إلى أقصى حد من خطأ العدو الكبير في الاعتداء علينا. فالتكنولوجيا الوطنية تبدأ من الصمود، وعلينا تحويل التهديد إلى فرصة. لا ينبغي أن نرضى فقط بهزيمة العدو، فقد يعيد بناء نفسه بعد أشهر ويعود".
وأوصى الناس قائلاً: "لا تقلقوا بشأن موعد انتهاء الحرب، واعلموا أنه يجب معاقبة هذا النظام بشكل يجعله لا يجرؤ على التكرار".
وقال: "في الدفاع المقدس، وبعد تحرير خرمشهر، هاجمنا العدو بشدة حتى اضطر إلى قبول القرار الأممي. لا نريد حربًا طويلة، لكن يجب معاقبة العدو بطريقة تجعله لا يجرؤ على العودة بعد أشهر أو سنوات".
وأضاف: "سننزل بالعدو بلاءً لا يمكنه معه العيش، لا في المنطقة ولا في أي مكان في العالم. منذ مارس الماضي، عندما تيقن رفاقنا من اندلاع الحرب، تضاعفت قدراتنا الصاروخية والسيبرانية".
وتابع رضائي حول القدرات الدفاعية والأمنية: "حتى الآن استخدمنا أقل من 30% من قدراتنا الفعلية، وأقل من 5% من قدراتنا الكامنة في مواجهة العدو. لم نستخدم بعد قدراتنا البرية والبحرية، ولا أدوات مثل النفط أو مضيق هرمز أو حلفائنا".
وقال: "نطلب من المدنيين الإسرائيليين الابتعاد عن الأماكن العسكرية التي تهاجمنا منها. نحن نراعي إلى حد ما المدنيين في إسرائيل. يوم أسود ينتظر نتنياهو".
وأكد: "كنت قائدًا للحرس الثوري في سن الـ27. وجود قائد الثورة نعمة كبرى، فقد اتخذ القرار في الوقت المناسب بالمفاوضات غير المباشرة، وقال أيضًا في الوقت المناسب إن المفاوضات لن تنجح".
وأضاف: "إذا قبلنا اليوم بهدنة مفروضة، فستهاجمنا إسرائيل مجددًا بعد شهرين. قد يردد البعض حديث الهدنة، لكن هدنة مفروضة ستمنح العدو فرصة لإعادة بناء نفسه. الأوروبيون اليوم يخافون من صواريخنا ولا يدعمون إسرائيل، لكن إذا أعطيناهم فرصة، فقد يعودون لدعم نتنياهو. لذا فإن حديث قائد الثوري منطقي، حكيم، ومبني على خبرة عسكرية عالية".
وقال رضائي: "حتى بعض المقربين لا يعرفون شعبنا جيدًا، فما بالك بأعدائنا. خلال الدفاع المقدس أنشأنا جيشًا لكل محافظة، حينها قال البعض: هل يمكن للناس تشكيل جيوش؟ لكنهم فعلوا، وبرز قادة مثل قاسم سليماني ومهدي باكري الذين قادوا آلاف المقاتلين".
وأضاف: "الشعب يعتبر نفسه جزءًا من الوطن والنظام، وإذا طالت الحرب فسيشارك بقوة ويظهر قدراته. آمل أن نشهد غدًا مشاركة شعبية ملحمية بعد صلاة الجمعة، تكون تأثيرها لا يقل عن صواريخنا. كلما شارك الشعب أكثر، ازداد يأس العدو".
وقال: "جهاد المحبة ظهر في البلاد. هذه التضحيات غير مسبوقة. على سبيل المثال، أعلن لاعبو كرة القدم والفنانون مثل سردار آزمون وعلي دائي دعمهم للوطن".
وختم رضائي قائلاً: "نحن ثابتون في الدفاع عن شعب إيران، ونفخر بأن نقدم أرواحنا حتى آخر قطرة دم دفاعًا عن الوطن والشعب. انتقامنا مقدس، وإذا لم يندم العدو على فعلته، فإن خسائر استمرار الحرب لن تكون مقبولة بالنسبة لنا".
وأضاف: "حتى اليوم السابع، أطلقنا أكثر من 400 صاروخ، و600 طائرة مسيرة، وأسفر ذلك عن إصابة ألفي شخص، ومقتل 50 صهيونيًا. نزيد وتيرة الهجمات تدريجيًا لإعطاء المدنيين الإسرائيليين فرصة للفرار. نطلب من المدنيين الإسرائيليين مغادرة تلك المناطق بأسرع ما يمكن".
وختم قائلاً: "أي هدنة تُفرض علينا ستمنح الكيان الصهيوني فرصة للهجوم مجددًا بعد شهرين. لماذا نمنح الضعيف اليوم فرصة لاستعادة قوته؟ الأوروبيون لا يجرؤون على مساعدة إسرائيل الآن، لكن إذا منحنا الكيان الصهيوني الوقت، فقد يعودون لدعمه. لذلك، فإن كلام قائد الثورة منطقي، حكيم، ومبني على خبرة عسكرية واسعة".
/انتهى/