لإيران الكلمة والفعل: هذه ليست غزة أو الضاحية، إنها " تل أبيب" والآتي أقسى

لإیران الکلمة والفعل: هذه لیست غزة أو الضاحیة، إنها " تل أبیب" والآتی أقسى

صواريخ دقيقة، أحياء مدمّرة، نازحون، هو مشهد غير مألوف منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي، حيث تحوّلت "تل أبيب" خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى ما يشبه “الضاحية الجنوبية لبيروت” إبّان الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليها، أو مدينة غزة في ذروة العدوان.

ذهول يعيشه الرأي العام في الداخل الإسرائيلي الذي لم يكن يتوقّع أن تصل الضربات الإيرانية إلى هذا الحدّ من الشدّة والإيلام.

اكثر من شهرين بقيت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت مسرحاً لحملات غارات إسرائيلية شديدة، حيث بلغت أكثر من 300 غارة جوية طالت أحياء سكنية ومقار مدنية، هكذا تبدو تل أبيب الآن مرآة مقلوبة لهذا المشهد، بعد أن استهدفتها القوات المسلحة الإيرانية خلال 72 ساعة بما يزيد عن 300 صاروخاً، بينها صواريخ ثقيلة وذات قدرات تدميرية عالية طاولت البنى التحتية الحيوية، وأحياء سكنية تستخدم لأغراض عسكرية.

 “رائحة الحريق كانت في كل مكان. الحي بدا مثل حي الرويس في بيروت. البيوت مدمّرة، الناس يصرخون، والجيش عاجز” هكذا وصغ مراسل صحيفة “هآرتس”  ما حدث في تل أبيب صباح أمس الأحد.

في تغطية موسّعة للقناة 13 الإسرائيلية، عبّر عدد من سكان تل أبيب عن صدمتهم “لم نعد نعرف إن كنّا في تل أبيب أو في غزة”، قال أحدهم وسط ركام منزله “ضربونا كما نضربهم عادة. ولم تنفعنا القبة الحديدية ولا الطائرات”، أضافت مستوطنة من حي نفيه تسيدك الفخم، واصفة مشهد الحي بأنه “محو شبه كامل”.

هذا هو وضع المستوطنين الصهاينة ، خوف ورعب من الصوارخ الإيرانية، تتساقط عليهم كحجارة من سجيل  فجعلتهم كعصف مأكول.

في المقلب الآخر، وأمام العجز الحكومي عن احتواء الضربات أو منعها، تصاعدت الانتقادات داخل المجتمع الإسرائيلي، لا سيما ضد رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو". 

 المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” كتب أن “نتنياهو أدار البلاد نحو هاوية إستراتيجية غير محسوبة. لقد خدع الإسرائيليين حين ظنّ أن بإمكاننا مهاجمة إيران من دون ردّ مزلزل”.

وفي استطلاع عاجل للقناة 12، قال 68% من المستطلعين إن الحكومة “فشلت في تأمين الجبهة الداخلية”، فيما وصف 54% أداء نتنياهو بـ”الضعيف” أو “الخطير”.

بحسب تسريبات من جلسة طارئة لمجلس الوزراء الأمني المصغّر (الكابينت)، أقرّ مسؤولون عسكريون أن الحرب دخلت مرحلة طويلة ومفتوحة، مع احتمال سقوط آلاف القتلى إذا استمرت الضربات الإيرانية بهذه الوتيرة والدقة. وقال ضابط كبير في جيش الاحتلال: “هذه ليست مجرد ردود فعل، بل عملية تدمير منظّم. نواجه نمطًا جديدًا من الحروب”.

التقارير الإسرائيلية أجمعت على أن الضربات الإيرانية كانت “غير مسبوقة” من حيث الحجم والدقة. صواريخ “خيبر شكن” و”ذو الفقار” و”عماد” تمكّنت من اختراق أنظمة الدفاع والوصول إلى عمق المدن، ما أدى إلى تدمير أحياء بأكملها في وسط تل أبيب، وهرتسيليا، وريشون لتسيون.

وفي تصريح لافت، قال الناطق باسم الجبهة الداخلية الإسرائيلية: “ما رأيناه من إيران خلال 3 أيام لم نره من أيّ دولة في أيّ حرب خضناها. نحن أمام تغيير جذري في قواعد الاشتباك”.

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة