المسؤول الإعلامي والثقافي لحركة أنصار الله في إيران لـ "تسنيم": القوة الصاروخية والعسكرية الجديدة اليمنية قالت كلمتها:سنصل إليهم ولا أمان للكيان بعد اليوم
وكالة تسنيم الدولية للأبناء استضافة المسؤول الإعلامي والثقافي لحركة أنصار الله في إيران أحمد الإمام، وكان حديثاً في الحج وفلسطين ودعم القضية وجبهات الإسناد والتطور العسكري والصاروخي وغيرها من العناوين.
أزمات متلاحقة يشهدها اليمن، حصار إقتصادي واستهداف مستمر وأوضاع معيشة صعبة، لكن يبقى اليمن وفعل المقاومة عنده في وجه القهر والحرمان والتمسك بالحق والكرامة والوقوف وإسناد فلسطين وغزة أولى اولوياته، فلم تمنعهم الحروب الداخلية ولا الأزمات المتفاقمة من التعبير عن دعمهم الثابت لفلسطين، لا سيما في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، فالشعب اليمني، رغم الجراح، يرفع صوته عالياً لنصرة الأقصى وأهل غزة، معتبرين أن الدفاع عن فلسطين واجب لا يسقط بالتقادم، وأن التضامن مع غزة هو جزء من معركة الأمة جمعاء ضد الظلم والطغيان.
الإمام الخميني سعى لتحقيق الوحدة الإسلامية في الحج، وإعلان البراءة من المشركين ومشركي اليوم واجب كل الأمة الإسلامية
من الحج ورؤية اليمن لهذه الشعيرة بدأنا الحوار، فالحج كما قال الإمام يعتبر من أهم الفرائض الأساسية في الإسلام التي حثّ الله تعالى عليها من استطاع إليها سبيلا، وهذه ايام مباركة ونحن كيمنيين يُفرض علينا حصار منذ 10 سنوات من السعودية وممن تحالف معها ومن الكيان الإسرائيلي، هذا الحصار يحدّ من ذهاب شعبنا إلى الحج، اما نظرتنا للحج فهي نظرة الإسلام بأنها فريضة مقدسة، ويجب ان تكون محطة جامعة لتوحيد الإمة الإسلامية، عندما نتأمل كلام وفعل الإمام الخميني "رضوان الله عليه" نرى كيف سعى إلى تحقيق الوحدة الإسلامية الذي هو هدف رئيسي للحج، ولهذا نرى أن الله سبحانه وتعالى جعلهم متوحدين في لباسهم وحركاتهم أثناء تأدية مناسك الحج التي تدعي الى توحيد الناس في جميع التفاصيل، إذاً تحقيق الوحدة الإسلامية هدف أساس من الحج، لكن النظام السعودي عندما يحارب الأهداف التي من أجلها فُرض وشُرّع الحج، فهو يحاربها إرضاء للغرب ولاجلهم حوّل الحج الى مسألة سياسية.
اما الأمر الثاني فيما يتعلق بالحج كفريضة مقدسة، فتبرز أهميتها بإظهار الموقف من أعداء الله، وهي البراءة من المشركين، لهذا لو عدنا في التاريخ وتأملنا في مواقف الحجاج الإيرانيين الذين كانوا يذهبون الى الحج عندما كان الإمام الخميني (قده) حياً، كانوا يرفعون الصوت عالياً، "الموت لأميركا والموت لإسرائيل"، فالحج هو المكان الحقيقي لإعلان البراءة، والمطلوب من أبناء الأمة ان يكون لهم هذا الموقف ويستعيدون هذه المواقف التاريخية لإعلان البراءة من المشركين رغم محاولات السعودية جعل الحج منصة للمزايدة السياسية وتفريق الأمة ووضع علماء البلاطة الذين يخطبون ويعملون على التفرقة واستهداف المقاومة في فلسطين وفي لبنان وغيرها.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية بارزة في دعم المقاومة وتحقيق الوحدة الإسلامية
الى بعثة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للحج وشعارها هذا العام "الحج سلوك قرآني والتقاء إسْلامي ودعم لفلسطين المضطهد" إنتقلنا في حوارنا مع المسؤول الإعلامي والثقافي لحركة أنصار الله أحمد الإمام، ورؤيتهم تجاه هذا الشعار لتفعيل طاقات العالم الإسلامي نصرة لفلسطين، رأى الإمام أن ايران بارزة في دعم المقاومة وفي السعي لتوحيد الأمة، وهي الأهداف الرئيسية للإمام الخميني في توحيد المسلمين في مختلف المناسبات سواء في يوم القدس وفي الحج واسبوع الوحدة الإسلامية وغيرها، لذا هذا الشعار هو مبدأ مهم وأساس للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتوحيد الأمة ونصرة القضية الفلسطينية، وبهذا الموقف المشرف والنبيل والذي يدل على مسؤولية وان ايران لديها اهتمام بالقضايا الكبرى، تبرز الدولة الوحيدة في الحج المناصرة لفلسطين، وهذا ما لا يوجد في غيرها من الدول الإسلامية الموجودة في الحج، وعلى الدول الإسلامية أن تحتذي بالجمهورية في دعها ونصرة فلسطين.
القضية الفلسطينية جزء من الهوية اليمنية، وإسنادنا لغزة ليس وليد اللحظة
وفيما يتعلق بجبهة الإسناد اليمنية لغزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى، يرى الإمام أن الشعب اليمني بشكل عام يدعم القضية الفلسطينية منذ ما قبل طوفان الأقصى ومنذ بدايات الوعي على القضية الفلسطينية، فمساندة ودعم قضية فلسطين ليست وليدة اللحظة، وكل الشعب اليمني يتشوقون لمقاتلة العدو الإسرائيلي، لكن جاء طوفان الأقصى كفرصة رئيسية لنتدخل تدخلاً مباشراً في دعم فلسطين، بعد ان وفقنا الله تعالى ومنّ علينا بالقيادة الحكيمة المتمثلة بالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي اتى ليردنا الى القضية الفلسطينية ويحييها ويفعّلها فينا، وكذلك السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله والحكومة القائمة الآن بعد ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، والتي كانت من اهم ثمارها هي المحافظة على القضية الأساسية "القضية الفلسطينية"، وهي كثمرة لهذه الثورة حركت القضية عملياً، فبعد طوفان الأقصى حاولنا أن يكون لنا موقفاً عملياً يرتقي الى مستوى المواجهة العملية والفعلية مع العدو الإسرائيلي على المستوى العسكري والشعبي.
أراد الأميركي والإسرائيلي فصل اليمن عن غزة، وجاءت قوة اليمن وفصل أميركا عن حليفه الإسرائيلي
نكمل الحديث في اليمن وفي القرار اليمني المساند لغزة بشكل قوي واستهداف عمق الكيان الصهيوني بالصواريخ والمسيرات، وكيف واجه اليمن خلال الأشهر الماضية ضربات من قبل التحالف الأمريكي البريطاني الصهيوني وإستهدف طائرة مدنية مؤخراً، أكّد الإمام ان العدوان الأميركي بحمد لله باء بالفشل، وأعلن المهرج ترامب منذ البداية بانه سيبيد اليمنيين، لكن بفضل الله اعلن الإستسلام أمام اليمنيين ولم يستطع أن يستهدف اي قيادي يمني، بل استهدف الشعب فقط، فمن اهداف ترامب كان استهداف القيادات اليمنية، ومن اهدافهم أيضاً تقويض السلاح اليمني وإخماد الإسناد اليمني عن مناصرة غزة، وفصل الجبهة اليمنية عن غزة وإحياء المنافقين والمرتزقة، لكن هذا العدو الأميركي فاشل، وإنهزم، بل أن هيبة أميركا انكسرت امام اليمن، وهذا ما جاء على لسان الخبراء والمحللين العسكريين بأن "أميركا انهزمت في اليمن"، لهذا وُضع الإتفاق بأن "أميركا لن تضرب اليمن مقابل اليمن لن يضربها"، نضيف إلى هذا ان اليمن هو الوحيد المتحكم بالبحر الأحمر وباب المندب، وهو الذي يقرر السفن التي تمشي في البحر، إذاً، الكلمة اليوم لليمن في الملاحة البحرية ويمنع السفن الإسرائيلية أن تعبر وتمشي في البحر، وكذلك الملاحة الجوية حيث عمّم الرئيس المشاط على حظر الجو فيما يتعلق ببعض الطائرات ومنعها من المرور في الأجواء، وهنا يمكن القول أنه في الوقت الذي أراد الأميركي فصلنا عن غزة، نحن من فصلناه عن الكيان الإسرائيلي.
الإستهدافات اليمنية لمطار اللدّ اوقفت حركة الطيران وعزلته دولياً
وعن الإستهدافات المستمرة لمطار الكيان الإسرائيلي "بن غوريون" من قبل القوات المسحلة اليمنية، ومدى نجاح هذه الإستهدافات في عمق الكيان وتأثيرها على الكيان نفسه، قال الإمام بأن الكيان بدأ يصرخ من عمليات اليمن المستمرة والتي ستستمر، فمطار "اللدّ" تحت نيران الصواريخ اليمنية، ونحن نقول "اللدّ" ونحرص على تسمية الأماكن داخل فلسطين المحتلة بأسماءها الفلسطينية وليس كما يزعمها العدو الإسرائيلي، الأرض العربية ستسمى باسمها العربي الأصيل، والهدف هو فرض حصار كامل على هذا المطار، والتحليلات والأخبار التي تأتي من داخل الكيان الإسرائيلي تؤكد توقف حركة الطيران في المطار بسبب الإستهدافات اليمنية التي جعلت الكيان الإسرائيلي يعيش قلقاً ونوعاً من الغربة وغربة كاملة قريباً، ليس فقط في مطار اللد بل في كل المناطق المحتلة، وستكون محظورة حظراً كاملاً برياً وبحرياً وجوياً.
القوة العسكرية اليمنية تزداد قوة أمام الضربات الإسرائيلية
وعن قيادة الثورة اليمنية وتكرارها على استمرار استهداف عمق الأراضي المحتلة حتى يتوقف العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة، التي تقابلها ضربات اسرائيلية تستهدف البنى التحتية الحيوية خاصة المدنية منها، وتصوّر البعض ان عمليات اليمن ضد كيان الاحتلال ستتوقف، والوقائع التي تشير الى عكس هذه التصورات لأن كمية واعداد إطلاق الصواريخ وأنواعها على الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل القوات المسلحة اليمنية خلال الأيام الماضية ازدادت، أكّد الإمام أن القوة العسكرية اليمنية لم تتأثر بأي من هذه الضربات، ورئيس الجمهورية اليمنية الرئيس مهدي المشاط، يمهد لمرحلة جديدة من التصعيد، وقائد الثورة الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أيضاً يمهد لمرحلة جديدة من التصعيد وقادم الأيام ستشهد إيلاماً أكثر للكيان الإسرائيلي بفضل الله تعالى وقوته.
طائرات الكيان الإسرائيلي التي يتفاخر بها ستتحول الى "مصدر للسخرية"... هكذا وعد المشّاط
وعن توعّد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، المشير الركن مهدي المشاط طائرات الكيان التي تستخدم في العدوان على اليمن، بتحويلها "مصدر للسخرية"، وما إذا كان العدو الإسرائيلي سينردع أمام هذه التهديدات، رأى الإمام أن هذا العدو ذليل، وهم في ذلة وحماقة، فالمشاط وجّه رسالة واضحة بأن لدينا سلاح يستطيع أن يجعل طائراتكم سخرية، فقد كانت الطائرات الإسرائيلية حتى وقت تحتمي بالطائرات المدنية، لكن تمّ تحييد الطائرات المدنية عن العسكرية الإسرائيلية منها، وأصبحت اجواء اليمن خالية من أي طيران، ونؤكد أن رئيس الجمهورية اليمنية مهدي المشاط يتكلم من موقع القوة وموقعي القول والفعل، وهذا ما أكدّ عليه أيضاً قائد الثورة اليمنية، كما أن الملاجئ لن تكون آمنة لـ"قطعان الصهاينة"، فواقع العدو المحتل اليوم متخلخل، وتهديدات الرئيس المشاط للصهاينة كانت مثل الصواريخ عليهم ويعيشون اليوم حالة إرتباك ورعب ويشعرون بعدم الأمان، وعند إنطلاق صفارة الإنذار يهرعون الى الملاجئ ويعيشون حالة قلق غير عادية، وهذا ما نريده وسنصل إليهم بإذن الله، لا أمان للكيان بعد اليوم.
القوة الصاروخية اليمنية تحمل مفاجآت، وإرتقاءها سيُذهل العدو
وعن أسباب تطور القوة الصاروخية التي يملكها اليمن، تحدث الإمام عن بدايات هذه القوة وكيف بدأت بصاروخ "الصرخة" الذي كان مداه يصل الى عشرات الكيلموترات، ثم تطورت الى صاروخ ذوالفقار وفلسطين وغيرها، إلى القوة الصاروخية الجديدة والمفاجآت التي تحملها ودخولها الخدمة في القريب العاجل، هذه القوة الصاروخية تتميز برؤوسها المتعددة، وأسلحة جديدة تتميز بسرعتها وتاثيرها وآداءها، وهذا يعني أن القوة الصاروخية اليمنية تشهد يوماً بعد يوم ارتقاء وتطوراً طالما الحرب على غزة مستمرة، فاليمن يمتلك الخبرات العسكرية والمؤهلات للتصنيع، ويمتلك رجالاً أقوياء في هذا المجال حتى استطاع أن يجتاز كل العوائق بالإستفادة من كل الخبرات الميدانية.
قائد الثورة اليمنية وجّه البوصلة: فلسطين هي الوجهة، وشعبنا اليمني كله شعب مقاتل
وعن كيفية الإستفادة من الميدان بتطوير هذه القوة الصاروخية وأهمية المظاهرات التي تخرج اسبوعياً نصرة ودعماً لغزة، يرى الإمام أن الميدان هو أكبر مدرسة بل المدرسة الرئيسية لصناعة التحولات والإرتقاء، فالشعب اليمني يعتمد على الميدان كمدرسة، "لقد استخدمنا حاملات الطائرات الأميركية كحقل للتجارب من أجل ان نطور سلاحنا وطورناه"، ويضيف مؤكداً ان اليمن من الناحية العلمية متقدم ويمتلك القدرة على التصنيع والتنوع في التصنيع.
اما فيما يخص المظاهرات التي جعلت من كل الشعب اليمني شعباً مقاتلاً، أشار الإمام أن الإسناد اليمني للقضية الفلسطينية إسناذ ذي شقين، الإسناد العسكري والإسناد الشعبي، الإسناد الشعبي لديه نشاطاته الكثيرة منها نشاط الإعداد العسكري القتالي، فهناك ما يقارب مليون متدرب تم تخريجهم في دورات طوفان الأقصى كإسناد قتالي، وتحركت التعبئة العامة ليكون الشعب مستعداً قتالياً بكل أنواع الأسلحة، المجال الثاني في الإسناد الشعبي هو المظاهرات التي يحتشد فيها الملايين من الشعب، فأعداءنا يخافون من الجماعة وهكذا العدو الإسرائيلي يخاف من خروج الشعب اليمني تضامناً مع الشعب الفلسطيني ونعلن براءتنا منه ونعلن وقوفنا الى جانب فلسطين وغزة ونعلن تأييدنا لعمليات القوات المسلحة وكل هذه التأييدات تنطلق من منطلق إيماني، ويخافون عندما يصرخ الشعب اليمني "الموت لإسرائيل"، وكل هذا استمده الشعب من القائد الكبير والعربي الشجاع الذي قلّ نظيره، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي تحرك أمام الجرائم الذي يرتكبها كيان الإحتلال بحق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي لم يتحرك أي قائد عربي، فبرز من بين هؤلاء قائدنا السيد الحوثي ووقف الى جانب فلسطين وإلى جانب كل المظلومين.
إنتهى/