سقوط دمشق: ليلة غيّرت الوقائع... من "الجولاني" الإرهابي، إلى " احمد الشرع"

سقوط دمشق: لیلة غیّرت الوقائع... من "الجولانی" الإرهابی، إلى " احمد الشرع"

"سقوط دمشق" كتاب خرج الى النور للكاتب اللبناني نضال حمادة يحكي عن أهم وأصعب الفصول والأحداث والأسباب التي عاشتها سوريا وادت الى سقوطها، بيد من كان رجلاً إرهابياً يُدعى "محمد الجولاني" الى رئيس السلطة الإنتقالية بإسم "احمد الشرع" ودور الجهات الغربية بتدريبه خلال السنوات الماضية.

ضمن حفل إزالة الستار عن الكتاب والذي اقيم في وكالة "أنا" الأخبارية، وكالة تسنيم حضرت الحفل وأجرت لقاءاً مع الكاتب نضال حمادة حول الكتاب واهميته والأقسام التي يتناولها.

 

 

سقوط سوريا كان مجهّزاً قبل سنوات، وتدريب الجولاني جرى منذ سنتين

من نضال حمادة الكاتب والصحافي والناشط في حقوق الإنسان بدأنا اللقاء، ومع "سقوط دمشق" أكملنا الحديث، حيث يقول حمادة بأنه توقّع السقوط لسوريا قبل 6 أشهر من السقوط الفعلي مضيفاً: "تكلمت مع المعنيين بأن ما يجري ويُحضر لسوريا غير طبيعي".

يكمل حمادة الحديث قائلاً: "كنت أراقب الامور والأحداث بحذافيرها، وأتابع المجموعات التي تعمل على سقوط النظام ومنها خالد الفيوني "رجل الظلّ" الذي عمل بشكل سري ومخفي، وكيفية إعطاءه إشارات بإقتراب الفرج، وخالد الفيومي رجل أعمال سوري يُعرف بتوجهه السلفي ونائب رئيس لجنة مؤسسة الصناعات العسكرية للدرونات العسكرية في أوكرانيا وخبير الأمن الرقمي السابق لدى "مايكروسوفت".

يكمل حمادة الحديث "عاد احد معارفي بعد غياب أربع سنوات، وبعد عوته عرفت منه أنه من الذين دربوا "الجولاني" لإستلام الحكم، وهنا لا بدّ من ذكر أسماء المدربين الأربعة الأساسيين للجولاني وهم "روبرت فورد"،  السفير الأمريكي الأسبق في سوريا، "جانثون باول" مسؤول الأمن القومي في بريطانيا، "باتريك هلي" باحث في أميركا و"دارين خليفة" تعمل باحثة في مركز حل الأزمات في واشنطن.

 

سوريا خسرت الحرب دون معركة ودون أدنى مقاومة

يضيف حمادة أن سوريا (النظام السوري) خسر الحرب بالقوة الناعمة والإنترنت ودون معارك، مشيراً "عندما شاهدت "الجولاني" للمرة الأولى وهو يتكلم أدركت ان هذا الرجل قد تمّ تدريبه بشكل قوي، فـ"الجولاني" أصبح يتكلم الجمل القصيرة والمباشرة وغير المباشرة، تعابيره وحركاته تجمع 3 ركائز هي النظر والسمع والإحساس، ولو توقفنا عند هذه الركائز الثلاث ندرك ان تطبيق الـ "تيكتوك" قد غيّر كل المفاهيم بسبب إقبال المشاهدين عليه في جميع الدول، ونحن اليوم نعيش في عصر السرعة، وهنا يستوقفنا خطاب "الجولاني"عند دخول المختصر بـ 35 ثانية، قدّم خلاله 3 خطوط استراتيجية ضخمة.

 

تفاصيل الإتفاقات الأميركية-البريطانية-الإسرائيلية-التركية مع الجولاني

وعن الكتاب يقدّم حمادة أنه يحكي عن الإتفاقيات التي جرت قبل الحرب وعن الاتفاق الأميركي والتركي والإسرائيلي مع "الجولاني" لمساعدته بسقوط النظام السوري مقابل إمضاءه بأن يكون الجولان والجنوب السوري تحت سيطرة الإسرائيلي والشمال تحت السيطرة الأميركية، كما يتطرق الكتاب من وجهة نظر الكاتب الى الفساد الذي عمّ النظام السوري وتفكيك الجيش والمستشارات اللواتي كنّ يدرن تفكيك الجيش وإفراغه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وعدم تجاوب الرئيس السابق بشار الأسد مع الإيرانيين، وسهولة تعامل الحلفاء مع بشار الاسد، والنتيجة التي وصل إليها الوضع نتيجة هذا التهاون، وكيف تمّ تنبيهه خلال الـ 6 شهور الأخيرة وتمسّكه بحماية روسيا له، وتأكيد الجانب الإيراني وحزب الله ان هناك استعداد لهجوم كبير مقابل تشبّثه بأن الطيران الروسي لن يسمح لأحد بالإعتداء على سوريا، كما يتضمن الكتاب إختلاف وجهات النظر في موضوع حماية روسيا لسوريا. كما يشير الكاتب إلى أن الرئيس السوري المُسقط وصل الى مرحلة من الإعتداد بالنفس منعته من رؤية كل ما يجري حوله وتحكّم مجموعة من المستشارات بالقصر وتنحي معظم الضباط السوريين، الذين كان على اختلاف معهم، عن القتال معه.

 

من عالم الإرهاب الى رئيس سلطة

وعن أهمية الكتاب كونه الإصدار الأول بعد سقوط النظام السوري، قال الكاتب بأنه هذا الكتاب يكشف تفاصيل لم تكن معروفة قبلاً، منها تدريب المخابرات البريطانية لـ "الجولاني" من عالم الإرهاب الى رئيس سلطة إنتقالية، وكيف تم تدريبه منذ سنتين ليصبح رئيساً لسوريا، كما يتطرق الى كيفية عمل الأمريكان على تغيير جميع الأنظمة بإسلوب القوة الناعمة، مشيراً ان كل من لبنان والعراق أمام مسلسل أميركي لتغيير كل المنطقة، ويجب الإستفادة من كل تقنيات الذكاء الصناعي لمواجهة اي هجوم وآداء أميركي ضدنا.

 

 

وبعد اللقاء الذي أجرته تسنيم قبل بداية حفل إزالة الستار عن الكتاب، تحدّث كل من المترجمين للكتاب من اللغة العربية الى اللغة الفارسية، ومدير عام وكالة "أنا" الإخبارية.

القارى المدقق مهدي عزيزي تحدّث في كلمته عن الأحداث غير المتوقعة التي جرت بعد الـ 7 من أكتوبر مشيراً الى الحرب على لبنان واستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والإغتيالات لقادة المقاومة من الصف الأول وتفجيرات البيجر وغيرها من الضغوط السياسية سواء في إيران أو العراق ولبنان وغيرها.

 

خيرجو: إظهار الحقائق للعالم حول أحداث سوريا ضرورية

بدوره مدير عام وكالة "أنا" محمد مهدي خيرجو، رحّب بالحضور وبالكاتب اللبناني نضال حمادة وشدّد على اهمية الكتاب وما يتضمنه من معلومات والتطورات الأخيرة التي جرت في سوريا والخفايا التي يتضمنها الكتاب التي رافقت سقوط النظام السوري واهمية تبيين الحقائق والخفايا المبهمة للرأي العالمي والإقليمي وضرورة ان يعرف العالم حقيقة ما جرى في سوريا، كما أعرب عن أمله بعودة سوريا الى محور المقاومة في المستقبل القريب.

 

حمادة: الجمهورية الإسلامية الإيرانية رمز للحضارة العالمية

ثم كانت الكلمة للكاتب نضال حمادة الذي شكر وكالة "أنا" على الدعوة الكريمة وأشار خلال كلمته الى تطور الجمهورية الإسلامية الإيرانية المستمر وجمال ونظافة ايران وطهران العاصمة التي رأى فيها أنها تضاهي دول وعواصم عالمية بجمالها ونظافتها، كما تحدث عن أهمية الحفاظ على نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ثم تطرق خلال كلمته الى الأحداث التي عاشها لبنان ووصفها بالحرب العالمية وكيف كانت حرباً مكلفة، وخروج لبنان منتصراً كالعادة رغم الخسارة البشرية الكبيرة التي خسرها لبنان، وإن كان البعض يتحدث عن هزيمة أمنية، لكن على المستوى العسكري إنتصر لبنان ولن يتمكن العدو من التقدم في الخطوط الأمامية.

 

المجتمع الشيعي وجمهور المقاومة في لبنان متماسك بصلابة

كما أشار حمادة الى تماسك المجتمع الشيعي في لبنان وهذا التماسك الذي تقدّم على حزب الله خلال هذه الحرب، وفيما يخص تسليم السلاح أكّد بأن قضية تسليم السلاح اليوم في لبنان لم تعد تتعلق فقط بحزب الله، بل أصبحت القضية قضية جمهور المقاومة ككل ويرفض أن يتم تسليم السلاح مهما كان الثمن، وسيكون هذا الجمهور الى جانب المقاومة في أي مشكلة أو ثغرة ممكن أن يواجهها في المستقبل، كما تطرق الى الدعم الأميركي والأوروبي وبعض الدول العربية للكيان الإسرائيلي في هذه الحرب وفي تنفيذ جرائمه وان الإمكانيات التي يمتلكها الكيان لا يمكنها أن تنفذ ما نفذته خلال تلك الفترة دون دعم عالمي وكبير لها.

 

بشار الأسد تخلى عن حزب الله وإيران لأجل الإمارات والسعودية

ثم تطرق خلال كلمته الى اهم النقاط التي يتضمنها الكتاب من أسباب سقوط النظام السوري الذي استمر 50 عاماً، وتوجّه هذا النظام منذ العام 2021 نحو كل من السعودية والإمارات، وكيف طلب بشار الأسد من حزب الله والإيرانيين مغادرة سوريا، وكيف كان الكيان اللإسرائيلي يستهدف سوريا اسبوعياً، لاسيما كل ما يتعلق بالإيرانيين، وكان واضح لدى حزب الله والإيرانيين بأن المحيطين بالرئيس السابق بشار الأسد يقدمون المعلومات للجهات المعادية، رفض الأسد إخراج بعض الأشخاص من حوله، وغيرها من الأسباب التي أدت الى سقوط سوريا بيد “الجولاني” دون معارك ودون أدنى قتال سوري للحفاظ على سوريا وإفراغ الجيش السوري من الظباط الأساسيين، وكيف أن الإتفاق على اسقاط بشار الأسد كان متفقاً عليه منذ العام 2021، حتى أصبح الإرهابي محمد “الجولاني” هو أحمد الشرع الرئيس.

 

 

وفي ختام الجلسة تحدث مترجم الكتاب، من اللغة العربية الى اللغة الفارسية، مهدي شكيبايي عن أهمية هذا الكتاب وقدّم له بأنه يقدّم لمرحلة مباشرة بعد سقوط النظام وإن كان الكتابة عن هذا السقوط يحتاج الى وقت أكثر ويحتاج الى المزيد من التحقيق، كما تحدث عن اهمية المعلومات والمصادر المعتمدة في الكتاب والعلاقات التي يملكها الكاتب حمادة في مختلف دول العالم بين غرب آسيا وأوروبا وأفريقيا وغيرها من الدول وكيف ساعدته بالوصول الى حقائق كانت مخفية، ورأى شكيبايي أن هذا الكتاب يمكن أن يكون مرجعاً للمعلومات للاحداث التي جرت في الفترة الأخيرة، متوقفاً عند الأحداث المتطورة السريعة التي جرت في سوريا، وكيف بين ليلة وضحاها سقطت سوريا بيد “الجولاني".

إنتهى/

 

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة