الموقع المتميز لـ "قاعدة جابهار الفضائية" الإيرانية في المنطقة / قاعدة جابهار ستتحول الى جنة لإطلاق الأقمار الصناعية لدول المنطقة
تتمتع قاعدة جابهار الفضائية بالعديد من المزايا للإطلاق في منطقتنا بالاضافة الى التكاليف المنخفضة لعملية الاطلاق، وذلك بسبب الربط البحري لقاعدة جابهار مع دول الخليج الفارسي، ويمكن أن تصبح هذه القاعدة جنة لإطلاق الأقمار الصناعية في دول المنطقة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان تنمية الاقتصاد الفضائي تحولت الى أكبر اهداف الحكومات، لأن هذا الاقتصاد شهد نموا بشكل ملحوظ خلال الاعوام الأخيرة، لذلك قامت منظمة الفضاء الإيرانية في الحكومة الـ13، ومن أجل تحسين الوضع القائم، بتطوير القطاع الخاص وخلق بيئة تنافسية إلى جانب تقديم الخدمات للمجتمع وقد استخدمت كافة الآليات اللازمة في هذا الصدد.
إن الحاجة إلى التواجد في الفضاء والاستفادة من مميزاته في مختلف المجالات دفعت بلادنا إلى اتخاذ خطواتها في استخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية، وفي هذا الصدد، فان انشاء قاعدة إطلاق أقمار صناعية متطورة مع كافة المرافق الحديثة اللازمة مدرج على جدول اعمال مسؤولي هذا الحقل.
هناك حاجة إلى التطوير المستمر لصناعة الفضاء في البلاد من أجل منع التوقف المؤقت لعملية بناء وإطلاق الأقمار الصناعية في فترات زمنية مختلفة، وهذا يتطلب بنى تحتية حديثة ومجهزة للتطوير المستمر لصناعة الفضاء، ومن أهم هذه البنى التحتية انشاء قاعدة فضاء حديثة حسب المواصفات الدولية.
قاعدة الإمام الخميني (رض) الفضائية هي أول قاعدة ثابتة لإيران تضم مجمعا ضخما مسؤولاً عن جميع مراحل إعداد وإطلاق ومراقبة وتوجيه حاملات الأقمار الصناعية؛ وتغطي هذه القاعدة، التي تقع على بعد 80 كيلومترا جنوب شرق محافظة سمنان، الاحتياجات الفضائية لبلادنا في مدار أرضي منخفض.
وفي الوقت نفسه، في عام 2010 أُعلن أنه بسبب القيود الجغرافية الحالية، بدأت عملية البحث لبناء مركز الفضاء الإيراني الثاني في مدينة جابهار.
وبحسب قرارات المجلس الأعلى للفضاء، فإن الإدارة العامة لقاعدة جابهار الفضائية تقع ضمن مسؤولية منظمة الفضاء، ومن المفترض أن تعمل في مجال إطلاق الكائنات الحية وإطلاق أقمار القياس والاتصالات في مدار متزامن مع الأرض، لذا فإن عمليات الإطلاق هذه تتطلب ظروفا خاصة، ويجب أن تنفذ في ظروف قريبة من المنطقة الاستوائية، وذلك من أجل تقليص تكاليف الإطلاق وإجراء المناورات المدارية، التي تمتلك قاعدة جابهار الفضائية هذه القدرة.
تتمتع قاعدة جابهار بمستوى عال تم توفيره لضمان سلامة عمليات الإطلاق. تشتمل هذه القاعدة على ميناء بالمياه العميقة مزودة بمرافق تحميل كافية، كما أن الميناء قادر على إرساء السفن العابرة للمحيطات.
تتمتع هذه القاعدة بمساحة واسعة باتجاه المحيط الهندي، وهو مفيد لجميع المهام الفضائية ويشكل أقل المخاطر على السكان والممتلكات في المنطقة المحيطة.
نظراً لموقعها الاستوائي والساحلي، فهي تتمتع بموقع جيد التهوية وبيئة معتدلة مع رطوبة نسبية، وتغيرات في درجات الحرارة أقل في مختلف فصول السنة،كما أنها أقل عرضة للزلازل بسبب موقعها الجغرافي.
وتم تجهيز قاعدة إطلاق جابهار ببنية تحتية يمكن أن تتوافق مع تطوير المراكز الفضائية في المستقبل، والتي تشمل الطرق والمطارات والموانئ والاتصالات وغيرها.وإلى جانب المزايا المذكورة، يتمتع ميناء جابهار بالعديد من المرافق والمزايا الاستثمارية.
خصائص قاعدة جابهار الفضائية
ستزود قاعدة جابهار الوطنية الفضائية بجميع المعدات والمباني اللازمة لقاعدة فضائية ذات معايير عالمية. تحتوي هذه القاعدة على أجزاء مختلفة، مثل مجموعة منصات الإطلاق، ومجموعة معالجة المركبات الفضائية والأقمار الصناعية، ومجموعة نقل المركبات الفضائية من موقع المعالجة والتجميع إلى منصات الإطلاق، والمجموعة المركزية للتحكم في الإطلاق وتقييمه، ومجموعة المراكز الصناعية، ومجموعة المراكز التجارية، ومجموعة الزيارات العامة، ومجموعة مراكز الابحاث وتدريب رواد الفضاء، والمجموعة الإعلامية، ومطار مخصص تابع لقاعدة جابهار الفضائية ومنطقة سكنية.
رئيس منظمة الفضاء الإيرانية حسن سالارية قال في تصريح له بشان مستجدات وضع قاعدة جابهار الوطنية للإطلاق: قاعدة جابهار الفضائية لها عدة مراحل والمرحلة الأولى، التي تم ابرام عقدها سيتم استخدامها لمنصات إطلاق الوقود الصلب لدينا. ومن المقرر أن يتم هذا العام إبرام عقد المرحلتين الثانية والثالثة الخاص بالصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية والتي تعمل بالوقود السائل. وتم تخصيص المرحلة الثالثة للصواريخ الثقيلة للغاية وهي قيد الدراسة.
وقد تم إبرام عقود لبناء وتطوير قاعدة جابهار الوطنية، وقد انجزت عملية التصميم للقاعدة ، وتم اتخاذ الخطوات الأولى في تطوير القاعدة، وسنشهد في المستقبل القريب عمليات اطلاق نحو الفضاء من هذه القاعدة.
إن تقديم الخدمات الفضائية للدول المجاورة والإسلامية مدرج على جدول أعمال البلاد، بحيث أعلن وزير الاتصالات الايراني عيسي زارعبور على هامش اجتماعات الحكومة أن إيران تعتزم تصدير الصناعات الفضائية وتقديم الخدمات للدول المجاورة والإسلامية خلال عام 2023 .
وفي السياق ذاته آعلن قائد الوحدة الفضائية في قوات الجو الفضاء التابعة لحرس الثورة الإسلامية العميد علي جعفر آبادي، في تصريح له ان الحرس الثوري بامكانه إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة من الدول الجوار الى الفضاء.
وفي منطقتنا، تتمتع دول السعودية وقطر وعمان والإمارات أيضا بصناعة فضائية ناشئة، وقد قامت ببناء وإطلاق أقمارها الصناعية من قبل دول رائدة في مجال الفضاء.
قاعدة جابهار الفضائية، والتي تتمتع بموقع استثنائي لعمليات الإطلاق الفضائية، بالإضافة إلى انخفاض تكاليف عمليات الإطلاق، تبدو خيارا مناسبا بسبب ربط جابهار البحري بالدول المطلة على الخليج الفارسي، بما في ذلك السعودية والإمارات وعمان وغيرها..كما هناك انخفاض في تكاليف عملية شحن ونقل المعدات. إن إرسال الأقمار الصناعية من هذه القاعدة يمكن أن يسرع في أهداف وخطط الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي بما يتماشى مع تطور صناعة الفضاء في هذه الدول.
انتهى/