سلطان شاهي لـ"تسنيم": محور المقاومة سيشهد انضمام مناصرين جدد في حال تنفيذ صفقة القرن
أكد الرئيس السابق لمركز دراسات فلسطين "علي رضا سلطان شاهي"، ان محور المقاومة سيشهد انضمام مناصرين جدد حتى من حركة فتح وأطراف لم نتوقع منها ذلك سابقاً في حال تنفيذ صفقة القرن.
تسلط وسائل الاعلام العالمية، منذ أعوام، الضوء على صفقة القرن، ومع مرور الوقت يصبح الحديث عنها، في كل يوم، أكثر احتداماً في المحافل السياسية والإعلامية، وللوقوف عند صفقة القرن ومناقشة إمكانية تنفيذ هكذا مشروع وتداعياته المحتملة على غرب أسيا والإصطفافات الجديدة في هذه المنطقة، إستضافت وكالة تسنيم الدولية للأنباء الرئيس السابق لمركز دراسات فلسطين "علي رضا سلطان شاهي".
حيث أوضح "سلطان شاهي" أنه منذ طرح فكرة القومية اليهودية حتى يومنا هذا يمضي 71 عاماً على وجود الكيان الصهيوني، إن كل ما كان إنتهت مرحلته خلال وتيرة التكلفة والفائدة للغرب واليهودية العالمية والصهاينة الرئيسيين الذين هم خارج اسرائيل، أي ان الكيان الصهيوني بلغ في وجوده مرحلة تكلفة أكثر منها فائدةً.
وأشار الرئيس السابق لمركز دراسات فلسطين إلى أن "الأمريكيين" أو بمعنى أصح "اليهود" المهيمنين على الجهاز السياسي والإعلامي والإقتصادي الأمريكي لم يعودوا يركزون على غرب أسيا ثانية، ولكنهم لا يمكنهم الإبقاء على ملف فلسطين بهذا الشكل، وينبغي تحديد مصيره بشكل ما.
ولفت "سلطان شاهي" إلى أن الأمريكيين تحركوا على العكس من ذلك تماماً في عهد ترامب، فإذا كان من المقرر قبل الأن أن يُغلق ملف فلسطين عبر الاتفاق فإنه في عهد ترامب قد أُعطي بالكامل حق إغلاق هذا الملف بالقوة الى الصهاينة.
وأضاف، اذا كان ترامب يريد تقديم اي مشروع فلن يكون للجانب الفلسطيني أي مكانة فيه ابداً، وبناء على التفسيرات التي طُرحت حتى الأن فإن الجانب الفلسطيني يعتقد بأنه لن يتمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون طرفاً موافقاً لصفقة القرن.
وأوضح الرئيس السابق لمركز دراسات فلسطين أن قضية فلسطين هي أساساً ليست قضية اقتصادية، اذ عاش الفلسطينيون طيلة 70 عاماً تحت أسوء الظروف الإقتصادية والمعيشية. وكانت القدس أهم قضية للفلسطينيين عندما جلسوا الى طاولة المفاوضات، أي لا يمكن القول أن توفير أجواء اقتصادية وعوامل جذب اقتصادي يمكن لها أن تقود الشعب الفلسطيني إلى جهة ان يتخلوا عن أهم محاور ملف المفاوضات خاصة القدس وعودة اللاجئين والمستوطنات الصهيونية. لذلك أعتقد أن مؤتمر المنامة لن يكون جاداً كثيراً.
ولفت "سلطان شاهي" إلى أن صفقة القرن يمكن لها أن تخلق مجموعة موافقة ومعارضة للإصطفاف، فمن الممكن أن تنضم بعض الدول الى محور المقاومة ومجموعة أخرى من الدول تلتحق ايضاً بالجبهة الصهيونية.
ورأى الرئيس السابق لمركز دراسات فلسطين أن الأطراف المتفائلة في ملف فلسطين لن ينالها شيء، خاصة الفلسطينيين فإنهم سيتضررون من هذه الصفقة كثيراً. لذلك سيشهد محور المقاومة انضمام مناصرين جدد حتى من حركة فتح وأطراف لم نتوقع منها ذلك سابقاً، فمن خلال الإجراءات التي قام بها ترامب حتى الأن بات واضحاً للفلسطينيين أنهم لن يتمكنوا من تحقيق مطالبهم أبداً.
وأضاف، يشعر أبو مازن أنه خُدع ولن يناله شيء من صفقة القرن، لذلك أعتقد أن الرفض سيتزايد خاصة من قبل الفلسطينيين وهذا الأمر سيؤدي إلى تعزيز مكانة المقاومة على مستوى المنطقة، كما أن أحقية المقاومة ستثبت أن الصهاينة ليسوا مستعدين للإتفاق ولن يتنازلوا وسينكثون العهود وسيبقون على سياساتهم السابقة.
وأردف قائلاً، من الممكن أن يبرموا اتفاقاً على الورق، إلا أنه هل سيبقى 7 ملايين فلسطيني صامتاً إزاء هذا الأمر؟ مثلاً حركة حماس أو الجهاد الاسلامي هل ستلتزمان الصمت؟ هل ستصمت حركة فتح بل وحتى حكومة السلطة الفلسطينية؟ لا يمكن تصور هكذا أمر، إن إبرام هذا الإتفاق أمر لا يمكن تصوره. لن يحدث الإتفاق المذكور، وفي النهاية ستتجه الأمور نحو صراع عسكري.
/انتهى/