الدكتور نافعة لـ"تسنيم": قرار ترامب بشأن حرس الثورة تصعيداً خطراً قد يؤدي الى مواجهة عسكرية في المنطقة
أكد أستاذ العلوم السياسية والرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة، ان قرار ترامب بشأن حر س الثورة يعتبر تصعيداً خطراً قد يؤدي الى مواجهة عسكرية غير مطلوبة في المنطقة.
وحول قرار الرئيس الامريكي بتصنيف حرس الثورة الاسلامية كمنظمة ارهابية، قال استاذ العلوم السياسية والرئيس السابق لقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان امريكا تستهدف النظام الايراني ككل وتريد اسقاطه وبالتالي هي تبحث عن مبررات لتحقيق هذا الهدف وخطوتها التي قررت من خلالها اعتبار الحرس الثوري الايراني - هو جزء لايتجزأ من الجيش الايراني- منظمة ارهابية هذا نوع من اعلان الحرب على النظام الايراني.
واضاف، "يجب انتدرك ايران ان النظام في ايران هو المستهدف و ان الولايات المتحدة تبحث عن ذريعة وتحاول تضييق الحصار على النظام الايراني بكل الوسائل الممكنة ومحاولة توقيف تصدير النفط الايراني".
وتابع، يبدو ان الولايات المتحدة فشلت في هذا ولجأت الى خطوة اقتصادية اخرى وهي اعتبار الحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية لكن هذا لن يؤدي الى اضرار حقيقية بالنظام الايراني الا اذا تم استهداف الحرس الثوري في مناطق معينة مثل سوريا على سبيل المثال او اماكن اخرى وفي هذه الحالة سيكون هذا حرب مفتوحة على ايران وبالتالي يجب على ايران ان ترد بالقوة اذا استخدمت في مواجهتها القوة في اي مكان خصوصا ان وجودها في سوريا مثلا هو بدعوة من الحكومة السورية. اذا عليها ان تتصرف بهدوء وان لا تبادر باتخاذ خطوات معينة ولكن تتوقع الهجوم وتتوقع اعمال عدوانية من جانب الولايات المتحدة او من جانب اسرائيل ولكن عليها ان ترد اذا هوجمت وبالتالي هذا سيكون دفاعا مشروعا عن النفس.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ان المطلوب من ايران امريكياً ان تتخلى عن حزب الله والنظام السوري والمقاومة الفلسطينية وبالتالي ان تتعامل مع الصراع العربي الاسرائيلي وكأنها راغبة بالسلام وتوافق على الحلول المقترحة، ان الدافع الرئيسي وراء الموقف الايراني هو موقف ايران من الصراع العربي الاسرائيلي لان اسرائيل هي التي تحرك السياسة الامريكية واسرائيل لديها رغبة في الانتقام من حزب الله الذي طردها من الجنوب اللبناني بقوة السلاح، وتعتبره اهم مصدر من مصادر التهديد لها، لم تعلم ان حذف ايران من الصراع العربي ومن اسرائيل تحديدا لم يتغير فأي تنازلات اخرى تكون مخيبة بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، خصوصا انها تريد من ايران تغيير برنامجها الصاروخي وبالتالي قد يؤدي هذا انكشافها من الناحية الدفاعية، وايران هي التي تقرر مصالحها الوطنية وكيف تدافع عن هذه المصالح.
ان امريكا تريد في ايران نظام اخر مماثل للنظم العربية العميلة في منطقة الخليج (الفارسي) وخاصة السعودية والامارات او اي دولة من هذه الدول.
وبشأن الضغوط الاسرائيلية والعربية التي ساعدت امريكا على اتخاذ القرار، قال الدكتور حسن نافعة، الامر المهم هو ان القرار اتخذ سواء بدافع من ترامب او بدافع من اللوبي الصهيوني او السعودي او اي دافع اخر فهذا لن يغير من الامر شيئا لان الولايات المتحدة اذا لم يكن هذا القرار في مصلحتها فلن تتخذه في جميع الاحوال وهناك محاولات ان يكون هناك تحالف وثيق بين اسرائيل والولايات المتحدة والسعودية وبعض دول الخليج (الفارسي) من ناحية اخرى هناك محور في المنطقة محور الممانعة للسياسة الامريكية وتقوده ايران وسوريا جزء منه وايضا حزب الله.
وحول مواقف الدول في العالم تجاه القرار الامريكي بشأن حرس الثورة الاسلامية، قال استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، انه قرار غير قانوني ولايتفق مع القانون الدولي ويعتبر تصعيداً خطراً قد يؤدي الى مواجهة عسكرية غير مطلوبة في المنطقة، كل الدول تريد الاستقرار لهذه المنطقة وتخشى من مواجهة عسكرية تؤدي الى عدم الاستقرار ويشكل خطورة على كل دول العالم ودول المنطقة.
وفي ما يخص الرد الايراني حول تصنيف القوات الامريكية في المنطقة بالجماعات الارهابية، قال الدكتور نافعة، " من الناحية النظرية لا بأس، ولكن يفضل ألا تتحرش ايران بالقوات الامريكية إلا اذا وقع عليها اعتداء مباشر من الجيش الامريكي، ولكن اذا حدث اعتداء من اسرائيل يجب ان ترد وعدم رد ايران يدعم اسرائيل بالغطرسة وتحاول الاكثار من الاعتداء على ايران، يجب ان يكون رد ايران اكثر قوة وردعاً على اسرائيل عندما تهاجم قوات ايران في سوريا.
ورأى استاذ العلوم السياسية ان الولايات المتحدة سوف تطلق العنان لإسرائيل في هذه المرحلة ولن تبدأ هي بالتحرش والضرب، قائلا، على ايران ان تتخذ موقفاً عاقلاً ومن حقها ان تدافع عن نفسها لأنها اذا بدأت بالهجوم سوف تخسر حلفاءها واصدقائها في المجتمع الدولي لكن اذا كان ردها دفاعاً عن النفس وردا على العدوان فهذا افضل لها.
وأوضح الدكتور نافعة، ان الولايات المتحدة عندما تستهدف الحرس الثوري باكمله اي بعبارة اخرى عندما تتخد قرارا يمس الملايين او مئات الالاف من عناصر الحرس الثوري فان هذا يعني أن الولايات المتحدة تستهدف النظام الايراني ككل وتريد اسقاطه وليس الحرس الثوري لوحده، حيث لو أنها كانت تريد استهداف الحرس الثوري لوحده، لكانت اتخذت اجراءات معينة مثلاً مصادرة الاموال او منع دخول عناصر من الحرس الثوري الى بلد معين.
حاوره / سعيد شاوردي
/انتهى/