سلمان لـ "تسنيم": معبر "نصيب" فتح ذراعَيه.. و"التنف" سيعود منفَذ طهران إلى المتوسط
تجلت الأهمية الاستراتيجية للمعابر الحدودية في مسار الحرب على سورية، بانعكاساتها على الميدان العسكري والحركة التجارية والملاحة البرية ورسم الحدود الجغرافية.
خاص | تسنيم: المجموعات الإرهابية بذلت كل ما في وسعها للسيطرة على معابر برية تؤمن احتياجاتها اللوجستية للقتال من خلالها.
تنظيم "داعش" الإرهابي لم يتردد بالحصول على معابر تخضع لسيطرته هو الآخر مع بدء انتشاره وتوسعه في المحافظات الشرقية والشمالية من سورية، فيما فضلت فصائل المعارضة العمل مع النظام التركي بعد ما تمت السيطرة على معبر باب الهوى وباب السلام، الذي عهدته إدارته مؤخراً لما يسمى الحكومة السورية المؤقتة.
بعد العملية العسكرية النوعية التي شنها الجيش السوري بدعم من الحلفاء في الجنوب السوري مطلع حزيران الماضي، تمكن الجيش خلالها من إعادة سيطرته مع معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
المحلل السياسي والخبير الاقتصادي الدكتور حيان سلمان في حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء تحدث عن وضع المعابر بعد سيطرة الجيش عليها والتنسيق الروسي التركي بما يتعلق بالمعابر على الحدود التركية، والرؤيا الأميركية فيما يتعلق بالحدود مع العراق.. بالقول: " لا يمكن أن نفهم بشكل علمي عملي هذا الموضوع إلا إذا حللنا "الجيوبوليتيك" الجغرافيا السياسية للمنطقة، أولاً السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا أميركا اختارت "التنف" ولم تختار غيره؟
اختيار "التنف" أتى لأنها منطقة فاصلة بين الحدود الثلاثة "الأردن–العراق–سورية"، أعداد كبيرة من الإرهابيين تم تهريبهم عبر البادية إلى السويداء، على مرأى ومسمع الإدارة الأميركية والإسرائيلية والأردنية. ترافق هذا مع تهريب ما يدعى عتاد المجرمين تحت مسمى الخوذ البيضاء والإشراف المباشر لنتنياهو وواشنطن على هذا الترحال إلى الأردن ومن ثم إلى الدول الأوروبية.
خطط أميركية خائبة..
يضيف الدكتور سلمان: "في "التنف" اليوم، هناك 5 قواعد أميركية تعمل بشكل لم يعد سري، هناك أيضاً قوات فرنسية وقوات بريطانية، صحيح أنها بأعداد محدودة، لكن هنا يحل التطور التكنولوجي مكان الأفراد، هذا كله لا يشكل بالنسبة لنا أي تهديد، الرئيس بشار الأسد قال: سيعود كل شبر محتل إلى حضن الوطن، إما بالاتفاق والمصالحة، أو بما حلله الله لنا من حق في استرداد الأرض بالقوة، رغم كل المحاولات الأميركية لترسيخ تواجدها من خلال السيطرة على منطقة الرميلان، المنطقة التي تصل منطقة عين ديوار، آخر نقطة بيننا وبين تركيا".
مَنفَذ طهران إلى المتوسط..
وحول الأهمية الاقتصادية لمعبر "التنف"، أشار الدكتور سلمان إلى أن هدف واشنطن كان من البداية قطع هذا الطريق الذي يشكل شريان حيوي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبين سورية والبحر الأبيض المتوسط، وهذا ما قاله القادة في واشنطن، والانسحاب الأميركي الأخير من اتفاق 5+1 هو تجلي لهذا الموضوع على أرض الواقع، فمن يقرأ بنود الاتفاق، يرى أنه لا يوجد إلا بند واحد يتعلق بالصواريخ الباليستية، باقي البنود كلها لها علاقة بسورية وفلسطين، مضيفاً: "إذاً منطقة "التنف" منطقة في غاية الأهمية، من هنا جاء الرد العراقي الجريء، وموقف الجمهورية الاسلامية الإيرانية المشرف، التي أثمرت عن مشروعين في غاية الأهمية". المشروع الأول هو الربط الكهربائي، والثاني هو خط طريق يمتد من "اللاذقية – طرطوس- التنف- العراق- إيران" لذلك المعابر الحدودية التي تمر من خلالها كل الصادرات هي شريان حيوي للبلدان الآنفة الذكر.
لا خوف على معابر الكرد..
وحول مصير المعابر التي تقبع تحت سيطرة الفصائل الكردية، التي بادرت مؤخراً بطلب التسوية من الدولة السورية علّق الدكتور سلمان: "أنا دائماً أقول أن الأكراد هم مكون سوري، إذا خرج قسم منهم عن الطريق الصحيح، فهذا لا يعني أن نصف كل الاخوة الكرد بأنهم غير وطنيين، من غرد خارج السرب كان عليه أن يتعظ في التجربة الكردية في كردستان العراق، عندما باعتهم الإدارة الأميركية عند أول منعطف. حدودنا مع العراق تمتد على مسافة 560 كيلومتر، الأخوة الأكراد يتواجدون في هذه المنطقة بشكل أساسي، لكن لا توجد في سورية منطقة صافية لمكون واحد، وحتى ما يسمى "القوات السورية الديمقراطية" لا يطغى عليها الجانب الكردي، وإنما هناك عرب في صفوفهم.
يضيف الدكتور سلمان: "بيننا وبين العراق ثلاث معابر، هي "التنف" و"اليعربية" و"البوكمال"، والآن هناك مباحثات لإعادتها، بقناعاتي، لا توجد مشكلة كبيرة، الحكومة السورية والكرد اتفقوا على أن يتم تسليم كل هذه المناطق إلى الدولة السورية، وتضمنت المناقشات أكثر من نقطة، مثل التعاون في مكافحة الإرهاب، تشكيل قوة شعبية لمناهضة الاحتلال التركي، لكن للأسف بعض قيادات الكرد، بدأت تتراجع عن نقاط الاتفاق.
أغلب هذه المعابر الآن، أصبحت بيد الدولة السورية، أعتقد أن مشكلتنا في المعابر التسعة الموجودة بيننا وبين تركيا، التي تم عبرها سرقة المعامل من حلب العاصمة الاقتصادية، لكنها عائدة إلى حضن الدولة لا محال".
ويضيف د. سلمان: معبر البوكمال هو نصب عين الدولة السورية، وكذلك معبر الربيعة، بعد تحريره من "داعش" بالتعاون مع روسيا وايران، ولا ننسى الدور الكبير لقوات حزب الله أيضاً. اما بالنسبة للبرنامج الزمني، وفق ما لدي من معلومات، ستفتح قبل نهاية هذا العام.
معابر على الخريطة فقط..
يضيف الدكتور سلمان: " خلال الحرب ظهرت معابر لا شرعية وغير رسمية. لدي معلومات تفيد بقيام قوات سعودية وتركية وقطرية بالإشراف وبشكل مباشر في نقل هؤلاء المجرمين عبر هذه الحدود، ونقل أموال "داعش" والنصرة والتي تجاوزت في عام 2015، 2 مليون دولار، عبر هذه المعابر، إضافة إلى المعابر التسعة مع تركيا". أؤكد اليوم: "كل المعابر ستعود قبل نهاية العام، "التنف" بحاجة إلى وقت أكثر بسبب التواجد الأميركي، لكنه عائد لا محال".
في درعا، أنجزت الجهات المعنية جميع الترتيبات في مركز نصيب الحدودي استعدادا لاستقبال دفعة من العائلات السورية المهجرة العائدة من الأردن تمهيدا لنقلها إلى قراها وبلداتها التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وبالتالي معبر نصيب أصبح في الخدمة فعلياً.
حدودنا مع العراق أيضاً حدود واسعة ويعتبر العراق هو البلد الثاني بعد تركيا من حيث المساحة، ولدينا هناك 3 معابر حدودية، لدي معلومات عن اتفاقيات بين الدولتين لفتح هذه المعابر.
/انتهى/