سامي كليب لـ"تسنيم": ترامب يدرك أن القفز فوق "الجدار" الإيراني غير ممكن
قبل أيام قليلة من سريان العقوبات الأمريكية أحادية الجانب على طهران، أعلن الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" جاهزيته للقاء المسؤولين الإيرانيين.
خاص/ تسنيم : وللحديث حول دعوة ترامب التفاوضية لإيران وأين يمكن أن تُصنّف أكد الكاتب والإعلامي الدكتور "سامي كليب" في تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أن التفاوض أساسي في منطق الدول الكبرى، ومنطق شخص الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، فالطرفان ( الإيراني والأمريكي) لا يريدان الحرب".
وأضاف "كليب": "أتصوّ ر أن الولايات المتحدة الأمريكية وصلت إلى حائط لا يمكن تدميره ولا يمكن القفز فوقه، ولذلك وجد (الأمريكي) أن التراجع والعودة إلى منطق التفاوض حلٌّ مناسب لتفادي الوقوع في أزمة الحرب التي لا يريدها أحد".
وأردف "أتمنى لو أن الدول العربية تبقى كما فعلت الجمهورية الإسلامية الايرانية رافعةً من مستوى كرامتها في التفاوض ولا تنهار كما حصل في مدريد وأوسلو وغيرها".
وفي تصريح للصحفيين على هامش مشاركته في معرض الكتاب الدولي بدورته الثلاثين قال "كليب": "شرف لأي كاتب عربي وليس أنا فقط أن يكون في معرض الكتاب الذي يبشر بأن الحرب بدأت تضع أوزارها ونحن في واحدة من أقدم مدن التاريخ، وأن نعود إليها عبر الكتاب والفكر والثقافة مؤشر على العودة إلى عمق وعراقة هذا البلد، كما أنّه تحدّ كبير أنه ورغم كل سنوات الحرب والدمار لاتزال سورية قادرة على الوقوف كما وقفت عبر التاريخ على قدميها لتقيم معرض الكتاب كي تعود وتشجع المثقفين".
وأضاف" أعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد استمر على الدرب الذي رسمه الرئيس الراحل حافظ الأسد بالثوابت الوطنية الكبرى المتعلقة بفلسطين والعروبة ومبدأ المقاومة وكرامة الدول، مؤكداً أن هذا الاستمرار لا يتعلّق بالخطابات الرئاسية، بل أيضاً في محاضر الجلسات الأساسية الداخلية، حيث استمر الرئيس السوري بشار الأسد على نهج الرئيس الراحل "حافظ الأسد" في الجلسات الداخلية مع مبعوثي الدول الكبار الذين لو ذهب أصغر منهم بكثير إلى دولة عربية أخرى ربما المسؤولون فيها يطأطؤون الرؤوس أمامه".
ويعتقد "كليب" "أنه وبعد أن استعادت الدولة السورية بنضالات شعبها وجيشها مع حلفائها المدن الكبرى والقسم الأكبر من المنطقة الجنوبية وتتجه أكثر فأكثر لإنهاء المرحلة النهائية في الشمال أننا شارفنا على المرحلة النهائية من الحرب ولكن هذا لا يعني انتهاء الحرب ببساطة، فعادة ما تكون ربع الساعة الأخيرة في الحروب أشرس وأقوى وأقسى، لكن بالمحصلة صمدت سورية وخرجت من الحرب".
وأكّد "كليب" أن "الرئيس الاسد لعب دوراً أساسياً في الخطاب الذي وازى العمليات العسكرية والجهد الدبلوماسي والسياسي ولكنه لم يكن لوحده، فهناك الكثير من المحبين لسورية كانوا وبقوا حتى ولو لم يستطيعوا التعبير بشكل علني عن مواقفهم في مراحل كثيرة، إضافة إلى الحلفاء الذين كرّسوا جزءاً أساسياً من إعلامهم بل كل الجهد لأي دعم لسورية".
وأضاف "كان هناك حملة شرسة عالمية خطيرة ساهمت فيها مؤسسات كبيرة وضخمة مالياً وتملك خبرات إعلامية وجيشت لها جيوش في الاعلام، فأن يبقى الخطاب الإعلامي السوري مسموعاً من قبل الرئيس السوري بشار الأسد لشخصه كان إنجازاً كبيراً".
يشار إلى أن "كليب" استعرض في محاضرته التي حملت عنوان "دور الرئيس الأسد في تأسيس وصمود محور المقاومة" أهم المحطات والمراحل التي مرت بها سورية في السنوات الـ 18 الماضية وصمودها بوجه تهديدات أميركا وإفشالها لمخططاتها ودورها الرئيسي في بناء محور المقاومة ولا سيما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 والنهوض الاقتصادي الذي شهدته سورية وتحدثت عنه صحيفة اللوموند الفرنسية عام 2010.
وتطرّق إلى الأبحاث والدراسات التي أعدتها المراكز الاستراتيجية في الكيان الإسرائيلي وتضمنت مشاريعها في المنطقة واستهدافها لسورية، لافتاً إلى الموقف الموحد لدول محور المقاومة بوجه التهديدات المشتركة من أميركا وكيان الاحتلال والتصدي للمشروع التقسيمي المعد للمنطقة بغطاء إرهابي.
/انتهى/