انخفاض عدد الحجاج هذا العام يبرهن عدم كفاءة آل سعود
عملت وسائل الإعلام السعودية جاهدة عبر البث المباشر لمراسم رمي الجمرات في عيد الأضحى على اظهار تنظيم الحجاج وترميم الشوارع المؤدية إلى رمي الجمرات، لان عدد الحجاج الاجانب قد انخفض بنسبة 20 بالمئة عما كان عليه خلال العام الماضي.
والاسوء من ذلك هو الوضع الداخلي، اي السعوديون انفسهم يشاركون في حج هذا العام بنسبة50 بالمئة عما كانت عليه المشاركة في العام المنصرم، وفي المحصلة قد انخفض عدد الحجاج بنسبة 40بالمئة.
ربما كان من المتوقع ان تتخذ السعودية في هذا العام اجراءات فعالة لزيادة عدد الحجاج، ولكننا شاهدنا انخفاضا غير مسبوق في عدد الحجاج، حيث زار بيت الله الحرام مليون و862 الف و909 زائر وهذا العدد لم يسبق له ان انخفض الى هذا الحد خلال الاعوام القليلة الماضية، لأنه كان يزور أرض الوحي في بعض الأعوام السابقة ما يقارب الثلاثة ملايين زائر.
وإن إنخفاض عدد الحجاج 40 بالمئة هو نوع من اعتراف السعودية بعدم قدرتها وكفائتها بإقامة مراسم الحج المقدس، حيث جهد مسؤولو هذه الدولة على تخفيض عدد الحجاج بدلا من الحيلولة دون تكرار كارثة منى وذلك لتستر على عدم كفائتهم وعجزهم. وعلى الرغم من انخفاض عدد الحجاج الى النصف، لكن موسم العام لم يخل من الحوادث.
40بالمئة حجاجاً أقل
كان موسم حج عام 2015، الأكثر مرارة في تاريخ اقامة هذه الشعيرة الدينية، ففي العام المنصرم استشهد ما يقارب 7500 زائر لبيت الله من بينهم 476 ألف مواطن ايراني في حادثتين وقعت كل منهما عمدا وعن سابق اصرار بسبب الاهمال وعدم الكفاءة وذلك استنادا لشهود العيان.
وكانت الحادثة الاولى هي سقوط رافعة في حرم المسجد الحرام حيث أدت الى استشهاد 110 زائر وجرح 400 آخرين من بينهم 12 زائراً ايرانياً.
وكشفت احدى وسائل الاعلام السعودي الرسمي في تقرير سري عن هذه الحادثة التي انقضى على وقوعها عام كامل، انها كانت قد حذرت قبل عدة اشهر من وقوع حادثة الرافعة، من سقوطها في المسجد الحرام.
والحادثة التالية كانت كارثة منى التي أودت بحياة أكثر من 7 آلاف حاج في مسيرهم الى رمي الجمرات، وذلك لعدم كفاءة مسؤولي الحج وعدم قدرتهم على إرشاد الجموع وإغلاقهم لجميع ممرات العبور.
وبعد هذه الحادثة حاول المسؤولون السعوديون بدلا من الإعتذار، الامتناع عن تحمل مسؤوليتهم في هذه الكارثة، والقاء اللوم على الحجاج ومنهم الحجاج الإيرانيين ولكن انخفاض عدد الحجاج المعبر هذا العام اظهر ان مسؤولي السعودية هم من كشف عن عجزهم في اقامة مراسم الحج. ولكي لاتتكرر كارثة العام الماضي، في الوقت الذي يرصد فيه الرأي العام العالمي اجواء الحج، خفضت السعودية عدد الحجاج هذا العام بنسبة 40% خلافا لوعودها السابقة.
ان مسؤولي السعودية أنفسهم كانوا قد أذعنوا بأن هذا العام شارك 1/86 مليون زائر من بينهم 1/3 مليون زائر من خارج السعودية، في الوقت الذي قد وصل إليه عدد الحجاج إلى 3 مليون حاج العام الفائت وهذا يدل على انخفاض عدد الحجاج بنسبة 38 بالمئة عن حجاج العام الماضي.
وعلى هذا الأساس، انخفض عدد الحجاج الاجانب بنسبة 20 بالمئة عما كان عليه خلال العام الماضي والاسوء من ذلك هو الوضع الداخلي، اي السعوديون انفسهم يشاركون في حج هذا العام بنسبة50 بالمئة عما كانت عليه المشاركة في العام المنصرم.
انخفاض عدد الحج رغم الوعود
انخفاض عدد الحجاج إلى 1/86 مليون زائر في الوقت الذي أعلن فيه بعض مسؤولي الحج السعوديون أنه مع بداية مشروع توسعة المسجد الحرام سيصبح عدد الحجاج 5 مليون حاج.
وكان وزير الحج السعودي بندر بن محمد حجار قد اعلن العام الماضي ان " هذا العام ستقام آخر دورة للحج مقيدة بالحصص لزوار الدول المختلفة".
ولفت الى ان سبب هذا القرار هو انهاء مشروع توسعة المسجد الحرام وقال:" ان عدد الحجاج سيصل العام القادم إلى 5 مليون حاج كما سيصل إلى 30 مليون بعد خمس سنوات."
وعلى الرغم من انخفاض عدد الحجاج بنسبة 40 بالمئة هذا العام شهدنا حوادثا و وفاة حجاج من بعض الدول ايضا. حيث توفي هذا العام 30حاجا مصريا، وفي ظل هكذا ظروف يبدو ان المسؤوليين السعوديين توصلوا الى هذه النتيجة ايضا انهم، حتى ولو انتهى مشروع توسعة المسجد الحرام، ليس لديهم القدرة على ادارة مليوني حاج، فكيف لو وصل العدد الى 5 مليون او 30 مليون.
المصدر: جريدة جوان الايرانية
/انتهى/