بزشكيان: الحوار أفضل وسيلة لحل القضايا ضمن إطار القوانين الدولية


بزشکیان: الحوار أفضل وسیلة لحل القضایا ضمن إطار القوانین الدولیة

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الحوار أفضل وسيلة لحل القضايا ضمن إطار القوانين الدولية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: "نحن نعتقد أن الحوار أفضل من الحرب، ويمكن القول إن الحوار هو أفضل حل للقضايا ضمن إطار القوانين الدولية. تبدأ النزاعات والخلافات عندما يتم انتهاك هذه القوانين، ويحاول كل طرف أن يفرض إرادته بالقوة على الآخر."

وأضاف الرئيس الإيراني: "نريد أن تربط بلادنا علاقات مع جميع دول العالم. نحن لا نسعى على الإطلاق لإثارة الاضطرابات، لا داخليًا ولا خارجيًا. لكن مثل هذه التصرفات قد تسبب مشاكل داخل بلادنا."

وتطرق الرئيس إلى موقف الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: "أعلن الرئيس الأمريكي أن إيران لا ينبغي أن تمتلك أسلحة نووية. حسنًا، نحن لا نسعى لذلك، ونحن مستعدون للتقييم. إذا كانوا صادقين في كلامهم، فقد أعلنّا نحن أيضًا بصراحة استعدادنا للتعاون."

وفي ما يلي نص المقابلة:

المذيع: السيد الرئيس بزشكيان، نشكركم جزيل الشكر على مشاركتكم في هذه المقابلة.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن بعد ظهر اليوم (23 سبتمبر/أيلول 2025) أنه وفريقه أجروا مشاورات مع قادة الشرق الأوسط، واقتربوا من التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب. برأيكم، هل حان الوقت لمثل هذا الاتفاق؟ وهل أنتم تؤيدون مثل هذه الخطوة؟

الرئيس الإيراني: أتمنى النجاح لكل مسعى يهدف إلى تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط. إذا تمكنت المفاوضات والتقارير المطروحة من التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة، حيث يموت الناس جوعاً، فسيكون ذلك إنجازاً عظيماً لكل الإنسانية.

المذيع: الرئيس ترامب تحدث عن خطة من 21 بنداً بشأن أوضاع الشرق الأوسط، كما صرّح بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. هل اطلعتم على هذه الخطة؟ وما تعليقكم على موقفه هذا؟

الرئيس الإيراني: مجرد القول إن الكيان الصهيوني يجب ألا يواصل ما يقوم به حالياً يُعد خطوة إيجابية إلى الأمام. في رأيي، هذا الكيان لم يكن ليجرؤ على هذه الجرائم لولا الضوء الأخضر من الولايات المتحدة. إن المآسي الإنسانية التي نشهدها اليوم في تلك المنطقة تقطع قلب كل إنسان شريف؛ أطفال يموتون جوعاً، وشعوب مشرّدة، ومنازل مدمّرة، ومستشفيات خارجة عن الخدمة. كان يمكن لواشنطن أن تمنع كل ذلك منذ وقت طويل، وما زال الأوان لم يفت بعد.

كان بوسعها أن تجبر إسرائيل على فتح ممرات الإغاثة الإنسانية والسماح بدخول المساعدات وإنهاء الحرب، لكنها لم تفعل.

المذيع: تحدثتم أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أول خطاب لكم بعد الهجوم الأخير الذي استمر 12 يوماً، والذي أوقع خسائر في أنظمة الدفاع الصاروخي الإيرانية وأضرّ بحلفائكم في المنطقة مثل حماس وحزب الله. كيف تقيمون اليوم وضع إيران في ضوء هذه التطورات؟

الرئيس الإيراني: ما حدث عزّز وحدة إيران وقوتها الداخلية. اليوم يمكنكم أن تلاحظوا أن العلم الإيراني يحظى باحترام كبير في المحافل الدولية، وفي ميادين الرياضة والعلم والتعليم. لقد نشأ داخل البلاد انسجام واتحاد وطني واسع، حتى أولئك الذين كانت لديهم ملاحظات أو انتقادات في السابق، التفّوا الآن حول قائد الثورة الإسلامية ووقفوا صفاً واحداً للدفاع عن سيادة إيران وحقوق شعبها.

لقد كان ذلك —رغم الآلام— إنجازاً مهماً في ترسيخ الوحدة الوطنية، جاء نتيجة العدوان الذي ارتكبه الكيان الصهيوني وكان ينبغي ألا يحدث.

إن هذا الكيان انتهك القوانين الدولية بشكل فاضح، وشنّ هجمات غير مبرّرة استهدفت مراكز علمية وسكنية، بل وصل الأمر إلى اغتيال علمائنا ومهاجمة المدنيين. وفي خطابي أمام الأمم المتحدة عرضت صوراً لعائلات فقدت أبناءها خلال تلك الاعتداءات. ما حدث لا يمكن تبريره في أي قانون أو عرف دولي.

قد يكون بين الدول خلافات عسكرية أو سياسية، لكن استهداف المدنيين وقصف الأبرياء أمر لا يُقبل بحال من الأحوال. للأسف، ما يجري في غزة ولبنان وسوريا وحتى داخل إيران يؤكد أن الكيان الصهيوني لا يعترف بأي ضوابط إنسانية أو قانونية، ومع ذلك يلقى الدعم من بعض الدول. وهذا، في رأيي، أمر غير مقبول إطلاقاً.

لقد خلق هذا السلوك موجة نفور غير مسبوقة ضد إسرائيل في العالم، حتى إن كثيراً من الشعوب التي كانت تقف على الحياد، باتت اليوم تدرك حجم الجرائم التي تُرتكب بحق الأبرياء.

لا مكان للسلاح النووي في عقيدتنا... وانسحاب واشنطن من الاتفاق هو أصل الأزمة

المذيع: الرئيس ترامب قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن البرنامج النووي الإيراني «غير قابل للإصلاح» وأن الولايات المتحدة «لن تتسامح مع استمراره». ما ردّكم على هذه التصريحات؟

الرئيس الإيراني: هذا الموضوع بالنسبة لنا واضح تماماً. منذ تولّيتُ مسؤولياتي، بل حتى قبل ذلك، أكد قائد الثورة الإسلامية بشكل صريح أن السلاح النووي لا مكان له في عقيدة النظام الإيراني. نحن أعلنّا هذا الموقف في جميع المفاوضات، وكررناه مراراً على المنابر الدولية، ونؤكد اليوم المبدأ ذاته.

لقد قلنا بوضوح للطرف المقابل، وفي كلمتي أمام الأمم المتحدة أيضاً، إننا مستعدون لفتح جميع منشآتنا التي يُظن أنها ذات طابع عسكري أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليتحققوا بأنفسهم. ليس لدينا ما نخفيه في هذا المجال.

لكن ما يفعله الجانب الآخر هو خلق وهمٍ زائف لدى العالم بأن إيران تخفي نوايا عسكرية، وهذا غير صحيح مطلقاً.

نحن على أتمّ استعداد لأن نقدّم ضمانات كاملة للمجتمع الدولي بأننا لا نسعى ولن نسعى إلى امتلاك سلاح نووي. في المقابل، فإن ما فعله الغرب ضدنا يناقض كل الالتزامات والاتفاقات التي أُبرمت. لم يكن هناك يوماً أي مبرّر لتوجّه إيران نحو السلاح النووي، لكن مع ذلك، تعرضنا لاعتداءات وإجراءات غير قانونية لا مبرّر لها.

المذيع: من الأسباب التي تستند إليها الاستخبارات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية هو أن إيران وصلت إلى نسبة تخصيب بلغت 60٪، وأن بعض منشآتها تقع في أعماق الأرض، ما جعل البعض يظن أن الهدف الحقيقي هو إنتاج سلاح نووي لا برنامج سلمي. ما تعليقكم؟

الرئيس الإيراني: صحيح أننا ربما لا نحتاج عملياً إلى نسبة تخصيب تبلغ 60٪، لكن يجب أن نذكّر بأننا كنا ملتزمين بخطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي)، وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشرف بشكل كامل على جميع مواقعنا النووية، سواء فوق الأرض أو تحتها، وتقوم بالتفتيش متى شاءت.

لكن الولايات المتحدة هي التي مزّقت الاتفاق النووي الذي التزمنا به، وألغت الإطار الذي تم وفقه تنفيذ عمليات التفتيش والرقابة. بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق، اضطرت الشركات الأوروبية التي كانت قد بدأت التعاون معنا إلى مغادرة إيران واحدة تلو الأخرى، من دون تنفيذ التزاماتها.

حين لا يلتزم الطرف الآخر بتعهداته، فمن الطبيعي أن تواصل فرقنا الفنية العمل وفق مصالح البلاد خارج تلك الأطر. ومع ذلك، نحن اليوم أيضاً نعلن بوضوح أننا مستعدون لاستئناف التعاون الكامل، إذا ضُمنت حقوقنا في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ما دامت هذه القواعد محترمة، فلن تكون لدينا أي مشكلة. يمكن تقييم كل الأنشطة بشفافية، ومعالجتها ضمن القوانين الدولية.

لكن المشكلة بدأت حين تجاهلوا تلك القواعد، واستبدلوا الحوار بالعقوبات والضغوط المتزايدة، محاولين إقناع العالم بأن إيران تسعى إلى إنتاج سلاح نووي.

لقد أجريتُ هنا في نيويورك محادثات مباشرة مع الرئيس الفرنسي، وطرحنا حلولاً عملية لتجاوز الأزمة، وقد وافق عليها الجانب الفرنسي. إلا أن الولايات المتحدة رفضت تلك المقترحات رغم تأييد الأوروبيين لها.

وإن استمرت واشنطن في هذا النهج وفرضت عقوبات جديدة، فإن الوضع بطبيعة الحال سيزداد تعقيداً ولن يخدم مسار الحل السلمي الذي نؤمن به.

نلتزم بالقانون الدولي... وإسرائيل المعتدية هي مصدر الفوضى في المنطقة

المذيع: مع كل ذلك، هل ستوافق إيران على خفض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أحادية الرقم، وأن تكون جميع منشآتها النووية فوق سطح الأرض مثل غالبية المنشآت النووية في العالم؟

الرئيس الإيراني: نحن نعمل أساساً في إطار القوانين الدولية، وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونحن عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT). إذن، بأي منطقٍ جرى استهداف منشآتنا تحت الأرض؟ هل ارتكبنا مخالفة قانونية؟ حتى لو افترضنا جدلاً أن مخالفةً ما قد حدثت، فهل للكيان الصهيوني الحق في التدخل؟

هذا الكيان ليس عضواً في معاهدة حظر الانتشار النووي، ويمتلك ترسانة نووية وسلاحاً ذرياً، فلماذا لا يُحاسب؟ بأي حقٍّ قصف منشآتنا النووية؟ ولماذا لم يدنه أحد؟

نحن مستعدون لأن نُظهر كل ما يلزم ضمن الأطر القانونية الدولية، وأن نعمل وفقها بدقة. في هذه الحالة لن تكون لدينا أي مشكلة.

المذيع: قبل نحو 60 إلى 90 يوماً من الهجوم على إيران، كان الرئيس ترامب ومعه إسرائيل يؤكدان أن على إيران السماح بالتفتيش في أي وقت ومن أي مكان، بسبب مخاوف من اقترابها من “نقطة الانفلات النووي” التي تمكّنها من امتلاك سلاح نووي سريعاً. وبما أن إيران رفضت تلك المطالب، بدأت الهجمات.

الرئيس الإيراني: هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً. فالوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت تزور منشآتنا بشكل دوري ومنتظم، وتصدر تقاريرها التي تخالف تماماً ما يروّجه البعض. كنا نجري حواراً مع الجانب الأميركي، وقلنا بوضوح إننا مستعدون لتقديم كل أشكال الشفافية.

الوكالة هي الجهة المسؤولة عن التقييم، ولم تُصدر حتى الآن أي تقرير يُشير إلى سعي إيران لامتلاك سلاح نووي. لقد أجرت عشرات عمليات التفتيش، وجميع تقاريرها أكدت أن إيران تعمل في إطار القواعد والاتفاقات المعترف بها.

لكن المؤسف أنه في الوقت الذي كنّا نُبدي استعدادنا الكامل للتعاون والشفافية، بدأت الهجمات العسكرية ضدنا.

المذيع: من الأسباب التي قُدمت لتبرير تلك الهجمات أن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من التسلل إلى داخل إيران والحصول على معلومات حول مواقع وأشخاص وملفات سرية. هل لا تزال هذه المسألة تشكّل تحدياً أمنياً بالنسبة لكم؟ وهل تعتقدون أن هناك شبكات تجسس إسرائيلية لا تزال ناشطة داخل البلاد؟

الرئيس الإيراني: هذا بحدّ ذاته دليل على أن الكيان الصهيوني كيان معتدٍ. إنه يتصرف خارج كل الأطر القانونية الدولية، أليس هذا وحده كافياً لندرك أنه المصدر الحقيقي لعدم الاستقرار في المنطقة؟

لقد هاجم هذا الكيان غزة ولبنان وسوريا وإيران، بل حتى قطر، ما يعني أنه منشأ الفوضى والعدوان في الشرق الأوسط.

أما نحن في إيران، فنلتزم تماماً بالقانون الدولي ونسعى إلى السلام والتعاون مع كل شعوب المنطقة وجيراننا. لا نسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وقد أعلنا ذلك عن قناعة دينية راسخة كما أكّد قائد الثورة الإسلامية، وهذه عقيدة ثابتة لا يمكن لأي مسؤول في إيران أن يخالفها.

لقد أعلنا استعدادنا لأن تأتي الوكالات الدولية المختصة لتقييم منشآتنا، وطرحنا ذلك في المفاوضات بشكل واضح.

لكن، بينما كانت المحادثات مستمرة، أقدم الكيان الصهيوني على تنفيذ هجومه العسكري، في خطوة تثبت مجدداً أنه لا يريد السلام، بل يكرّس التوتر والصراع في المنطقة.

لم نهرب من الحوار... لكن واشنطن لا تريد حلاً حقيقياً وتدعم الفوضى عبر إسرائيل

المذيع: إذا نظرنا إلى المستقبل، فإن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، أعلن أن الولايات المتحدة تُجري محادثات مع إيران، في حين أن قائد الثورة أكّد أنه لا حاجة لمثل هذه المحادثات، وأنها لا تحقق لإيران أي فائدة. ألا يجعل هذا الموقف مهمتكم في المسار الدبلوماسي أكثر صعوبة، خصوصاً في ظل رغبة كثير من الدول في الحوار؟

الرئيس الإيراني: لم نتهرب يوماً من الحوار، بل كنا نفاوض بالفعل عندما شنّوا الهجمات علينا. المشكلة الآن أن انعدام الثقة أصبح سائداً داخل بلدنا، نتيجة نقض العهود من الطرف المقابل وعدم التزامه بما يعلن. هذا هو السبب في أن القيادة العليا في إيران، وعلى رأسها سماحة قائد الثورة، ترى أن الولايات المتحدة لا تريد حلاً حقيقياً، بل تسعى، عبر دعمها لإسرائيل، إلى نشر الاضطراب في بلادنا والمنطقة.

نحن لم نغلق باب الحوار. حتى في ما يخصّ آلية “العودة التلقائية للعقوبات” أو ما يُعرف بـ الـ«سناب باك» (Snapback)، أجرينا عدة جولات من المحادثات مع الأميركيين وطرحنا كل الخيارات الممكنة، بل توصلنا إلى تفاهمات مع الأوروبيين، لكن واشنطن رفضت.

فهل ستحلّ “سناب باك” المشكلة؟ بالعكس، من وجهة نظري سيزيد الأمور تعقيداً ولن يسهم في أي حل.

المذيع: فيما يتعلق بآلية “سناب باك”، نعلم أن روسيا والصين حاولتا تأجيل تفعيلها، وأن هناك ثلاث مقترحات لتجنب إعادة فرض العقوبات: إجراء تقييمات وتفتيش شامل، توضيح مصير مئات الأرطال من اليورانيوم المخصّب التي يُقال إن طهران غيّرت أماكن تخزينها قبل الهجمات، وبدء حوار مباشر مع واشنطن. هل توافقون على هذه الخطوات الثلاث لتأجيل تنفيذ الآلية؟

الرئيس الإيراني: لقد أجرينا بالفعل حوارات مع الأطراف المعنية، ونحن مستعدون لتقديم كامل المعلومات حول التخصيب في إطار المفاوضات. عندما نقول إننا لا نهدف إلى صنع سلاح نووي، فإننا نقول ذلك بإيمان راسخ وبصراحة تامة، لأننا لا نملك نيةً لذلك أصلاً.

لكن بدلاً من السعي لحل المشكلة، يقوم الطرف الآخر بتعقيد الموقف أكثر. لا حاجة إلى تفعيل “سناب باك”، لأننا مستعدون للجلوس والتفاوض بشفافية.

أما الهجمات والدمار وقتل المدنيين ثم تصوير إيران على أنها الساعية إلى امتلاك سلاح نووي، فهو سلوك غير مقبول.

نحن مستعدون لأي تعاون أو تحقق ضمن الأطر القانونية الدولية، لكن إذا فُعّلت «سناب باك» واشتدت الضغوط، فذلك يعني إغلاق أبواب الحوار نهائياً.

المذيع: هل تتعهد إيران بإعادة بناء ما دُمّر في الهجمات الأخيرة؟ هناك من يتساءل، خصوصاً من الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة، أنه إذا كان البرنامج النووي حقاً سلمياً، فلماذا تُصرّون على المضي فيه رغم الكلفة الاقتصادية الباهظة، بدلاً من التركيز على معالجة الأزمات الاقتصادية، وخفض التضخم وتحسين معيشة الشعب؟

الرئيس الإيراني: هدفنا هو تحسين الاقتصاد الوطني، لكن الولايات المتحدة هي من تعرقل هذا المسار منذ انتصار الثورة الإسلامية. لقد تدخلت في شؤوننا الداخلية بأشكال مختلفة:

أشعلت النزاعات العرقية، دعمت محاولات انقلاب فاشلة، ثم فرضت علينا حرباً مفروضة، وبعدها حرّضت جماعات إرهابية نفّذت أكثر من 20 ألف عملية اغتيال ضد شخصيات ومسؤولين داخل البلاد. كل ذلك كان بهدف منعنا من الوقوف على أقدامنا.

هذه السياسة لا علاقة لها ببرنامجنا النووي السلمي. نحن نستخدم الطاقة النووية لأغراض طبية وزراعية وصناعية بحتة.

ففي مجال الطب مثلاً، تعتمد كثير من التشخيصات والعلاجات على التقنيات النووية، وكذلك في الزراعة والصناعة. لذلك نقوم فقط بالمستوى من النشاط النووي الذي يلبي احتياجاتنا المحلية.

لكن الولايات المتحدة، بدلاً من التعاون، تواصل فرض العقوبات يوماً بعد يوم.

وإذا كانت واشنطن تزعم أن هدفها منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو أمر نحن أصلاً لا نسعى إليه، فلماذا تغلق أبواب الدواء والتجارة والاقتصاد بوجهنا؟

الواقع أن العقوبات الأميركية تسبّب أضراراً إنسانية واقتصادية تفوق أحياناً آثار الحروب نفسها.

فما المنطق وراء أن تفرض واشنطن عقوبات على بلدٍ يلتزم بالقانون الدولي، بل وتُعاقب حتى الدول التي تريد التعامل معنا؟

عندما تكون دولة ما تعمل ضمن الأطر القانونية الدولية ولا تتجاوزها، لماذا يُعاملها الغرب بمعايير مزدوجة؟

لماذا تُطبّق القوانين الدولية بشكل انتقائي وموجّه ضدنا فقط؟

لدينا رغبة في أن تربط إيران نفسها بالعالم كله

المذيع: يعتقد بعض المراقبين أنه لا حاجة لتخصيب اليورانيوم بهذه النسب لأغراض سلمية، وأنه لو كانت المنشآت والبرامج النووية الإيرانية موجودة على السطح بدلاً من أعماق الأرض، لربما لم يكن بالإمكان شل مجالات مثل الزراعة والطب وغيرها من الاحتياجات الداخلية. من جهة أخرى، صرح الرئيس ترامب برغبته في فتح أبواب التجارة العالمية أمام إيران ورؤيته إيران كجزء من شرق أوسط قوي ونموه الاقتصادي مستمر. هل لديكم رغبة في مناقشة هذا الانفتاح المحتمل مباشرة مع الرئيس الأميركي أو مع مبعوثه الخاص، السيد ستيف ويتكوف؟

الرئيس الإيراني: ما نبحث عنه في القضايا الاقتصادية هو أن لدينا رغبة في أن تربط إيران نفسها بالعالم كله. نحن لا نسعى لإحداث اضطرابات لا داخلياً ولا خارجياً. لكن هذا النوع من التصرفات يخلق مشاكل داخل بلدنا. الرئيس الأميركي قال إن إيران يجب ألا تمتلك سلاحاً نووياً. حسناً، نحن لا نريد امتلاكه. نحن مستعدون للتقييم. إذا كانوا صادقين في كلامهم، فقد أعلنّا بصراحة أننا جاهزون للتعاون.

إذن، لماذا يتم تكثيف العقوبات؟ إذا قالوا إنهم لا يريدون أن تمتلك إيران السلاح النووي، ونحن أيضاً لا نريد، فما معنى هذه التصرفات؟

في إيران، وفقاً لاستطلاعات الرأي، أكثر من 50% من المواطنين يعتقدون أنه يجب بناء سلاح نووي لمواجهة هذه الضغوط. ولكن في مذهب الجمهورية الإسلامية وسياسات قائد الثورة، لا يوجد هذا التوجه. نحن لا نسعى أبداً للسلاح النووي.

التحقق والتقييم ليس بالأمر الصعب. لذا، إذا كانوا صادقين، فليتعاملوا معنا وفق الأطر الدولية نفسها. أولاً، ليُظهروا صدقهم لنطمئن أن لا نية خفية لديهم، عندها سنكون مستعدين للانخراط في الدورة الاقتصادية العالمية.

المذيع: دكتور بزشكيان، أحد التوجهات الجارية حالياً في الشرق الأوسط هو إمكانية إعادة فتح الحوار حول ما يُعرف باتفاقيات “إبراهيم” بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وغزة. هناك أيضاً تكهنات حول بدء مفاوضات جديدة بين إسرائيل والسعودية، وحتى احتمالات حوار مع سوريا أو تشكيل تفاهمات دفاعية بين بعض الفاعلين الإقليميين. كما يُلاحظ أن العديد من دول المنطقة تركّز على عقود وتفاهمات إقليمية ودولية بهدف تعزيز الاقتصاد. كيف تُقيّمون هذه التطورات؟

الرئيس الإيراني: المشكلات في المنطقة جذرية. أنا طبيب، وأعتقد أنه حتى تُحل الأسباب الحقيقية، فإن أي علاج عرضي لن يقضي على المرض الأساسي. الوضع الحالي من ظلم وجرائم إسرائيل ضد شعوب غزة ولبنان وفلسطين يدل على ذلك.

طالما لم نعترف بضرورة التعامل بعدالة مع الشعوب، فإن أي خطة أو حل نقترحه محكوم بالفشل علمياً، لأن أصل المشكلة هو إذلال الإنسان: طرد بعضهم من أراضيهم، حرمان البعض الآخر من النمو، والعديد من المشاكل الإقليمية تنشأ عن هذه الانتهاكات المستمرة.

تخيلوا أن الأطفال في غزة يموتون جوعاً، والمستشفيات والمدارس مدمرة، والصحفيون يُقتلون. حتى لو تحقق الاستقرار اليوم، فإن ما عاشه هؤلاء الناس من ضغوط لن يُنسى أبداً، وقد يظهر لاحقاً بطريقة أخرى. يجب إزالة عامل هذا الظلم، وإلا فإن استمرار هذه السياسات سيؤدي مستقبلاً إلى مشكلات جديدة، حتى لو تحققت الأهداف الحالية.

وحدتنا وقوتنا الوطنية ازدادت بعد الحرب

المذيع: هل تشمل رؤيتكم لمستقبل المنطقة حالة يمكن فيها أن يستمر الكيان الإسرائيلي إلى جانب دول المنطقة وجيرانها؟

الرئيس الإيراني: كل من ينتهك القوانين ويتصرف بطريقة تجبر الناس على الرد سيواجه مشاكل بلا شك. هذا الأمر يرتبط بسلوك الكيان الإسرائيلي وطريقة تعامله مع شعوب المنطقة. هذه المسألة لا تُحل بمجرد القول أو التأييد أو الرفض. التعامل الحالي في المنطقة والكراهية التي تُغرس في أذهان الناس لن تزول بسرعة. إذا أرادت إسرائيل البقاء في المنطقة، فعليها الالتزام بالأطر القانونية والإنسانية.

المذيع: كلنا رأينا وسمعنا شعارات الموت لإسرائيل والموت لأمريكا، ورأينا حزب الله وحماس وما أحدثوه في 7 أكتوبر من دمار وفاجعة؛ هذا الأسلوب يؤدي إلى دورة انتقامية متبادلة. هل توافق على هذا الكلام؟

الرئيس الإيراني: كما ذكرت سابقاً، هذه الأمور أعراض وليست أسباباً. يجب أن نسأل: لماذا تصرفت حماس أو حزب الله أو جماعات أخرى بهذه الطريقة؟ هل كانوا مجانين؟ بالتأكيد لا. عندما يُخرج الإنسان من منزله، أو يُذل، أو يُدمر منزله فوق رأسه، كل إنسان يمكن أن يتصرف ردًّا على ذلك. حتى لو لم يكن اسمها حماس أو حزب الله، فإن شيء آخر سيظهر. هذا رد فعل طبيعي للإنسان أمام سلوك يفتقر للعدالة والاحترام المتبادل.

إذا أردنا السلام في المنطقة، يجب أن نحترم بعضنا بعضاً. لا يجوز استخدام القوة أو التصرف بالبلطجة. عندما تُبنى المعاملة على الاحترام، ينشأ الهدوء تلقائياً.

المذيع: هل لي أن أسألك عن التزاماتكم وتحالفاتكم مع الصين وروسيا؟ بالنظر لما حدث في إيران والهجمات التي أدت إلى شل نصف المجموعات مثل الحوثيين وحزب الله وحماس، أو على الأقل تعطيل عدد كبير من الشبكات المسلحة المرتبطة بإيران خلال الحرب التي دامت 12 يوماً، لم تساعدكم روسيا والصين. ما ردكم على ذلك؟

الرئيس الإيراني: نحن نسعى إلى الاعتماد على قدراتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية. لم نضع ثقتنا في أحد. وحدتنا وقوتنا الوطنية ازدادت بعد الحرب، لأن الناس أدركوا أن ما كان يُقال من بعض الأطراف لم يكن صحيحاً. المدينة الفاضلة التي كانوا يتحدثون فيها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والإنسانية، بينما في الأراضي التي يسيطرون عليها يُقتل الأطفال والنساء بسهولة، أصبحت واضحة للناس: كل ذلك كان كذباً.

هذا الانسجام الداخلي تشكل بوضوح، سواء داخل البلاد أو بين الناس. ربما حاولت بعض وسائل الإعلام تحطيمه، لكن في قلوب الناس نما شيء آخر: الإيمان بأن خطاب الحضارة وحقوق الإنسان والإنسانية الذي تكرره بعض الدول غير حقيقي.

في بلدنا، حدث شيء. شخص ما فقد حياته، سواء كان ذلك صحيحاً أم خطأً. أوروبا وأمريكا وبعض الدول قلبوا الدنيا بسبب انتهاك حقوق إنسان. لنفترض أن هذا صحيح، وأننا انتهكنا حق إنسان واحد. لكن الآن في غزة، أكثر من 65 ألف شخص قُصفوا وقتلوا، عدد كبير من الناس يموتون جوعاً، المستشفيات مدمرة، مئات آلاف الأشخاص نزحوا، والجرحى بالآلاف.

أين حقوق الإنسان والديمقراطية والإنسانية التي يتحدثون عنها؟ لماذا لا أحد يهتم بهؤلاء الناس؟ لماذا أُغلق عليهم الماء والطعام والدواء؟ أين هذه الإنسانية؟ أين الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ إذا ارتكبنا خطأً، لنفترض 10 أخطاء، هل يمكن للعالم المتمدن أن يتجاهل مأساة آلاف البشر بسبب أخطاء قليلة؟

حالياً، علاقاتنا مع الدول المجاورة أفضل بكثير. كانوا يعتقدون أن إيران سبب عدم الاستقرار، لكننا أعلنّا أننا أصدقاء وإخوة مع جميع الجيران، نحترم السيادة الوطنية لجميع الدول، ولا نتدخل في شؤون الآخرين إلا ضمن القوانين الدولية. نحن نسعى للعيش في سلام مع العالم. من جعل المنطقة غير آمنة؟ الكيان الإسرائيلي. لقد هاجم دولاً أخرى، وليس إيران. نحن لم نهاجم أي دولة ولن نهاجم، نحن فقط ندافع عن أنفسنا.

الحوار أفضل من الحرب

المذيع: هل تسمح لي بأن أطرح موضوعًا آخر؟ تبقى سؤال أو سؤالان فقط، وأشكرك جدًا على وقتك. الرئيس ترامب قال هذا الأسبوع إن أوكرانيا يمكن أن تهزم روسيا وبمساعدة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تستعيد جميع أراضيها، ويعتقد أن هذه الأراضي قابلة للاسترجاع. مع الأخذ في الاعتبار أنكم قدمتم دعمًا وتسهيلات عسكرية لروسيا، هل توافق على تقييم ترامب هذا؟ هل تعتقد أن أوكرانيا قادرة على الانتصار في هذه الحرب؟

الرئيس الإيراني: نحن نرى أن الحوار أفضل من الحرب. يمكن القول إن الحوار هو أفضل حل للمشكلات ضمن إطار القوانين الدولية. تبدأ النزاعات والصراعات عندما تُنتهك هذه القوانين ويريد كل طرف أن يفرض إرادته على الآخر بالقوة، أما إذا عمل الناس وفق الأطر القانونية الدولية واعترفوا بها، فلا يجب أن تحدث أي حرب.

الحرب تنشأ عندما لا أحترم حقوق الآخرين أو أهاجمهم متى شئت. مسألة أوكرانيا وروسيا هي بالضبط على هذا المنوال؛ يجب عليهما الجلوس والعمل وفق القوانين الدولية والحفاظ على حقوق بعضهما البعض.

المذيع: سؤال آخر يا دكتور، في سياق الحديث عن إسرائيل؛ سألتك سابقًا إذا كنت تعتقد أن لإسرائيل حق الوجود وأجبت بأن سلوكها بحاجة إلى تغيير. هل يمكنك تصور مستقبل يعيش فيه كل من إيران وإسرائيل بسلام بجانب بعضهما البعض؟

الرئيس الإيراني: المشكلة تكمن في أن من يحكم هناك الآن يرتكبون إبادة جماعية. من يقوم بالإبادة الجماعية ولا يحترم أيًا من القوانين الدولية، يكون في الواقع في طريقه إلى التدمير الذاتي. نحن لن نهاجم أي دولة ولن نبدأ حربًا؛ لم نكن يومًا مبادرين بالحرب ولن نكون، لكن الكيان الصهيوني يشن الهجمات والحروب حيثما يشاء.

المذيع: لكن إسرائيل لن توافق على قولك، وتشعر أن إيران من خلال مجموعاتها في الشرق الأوسط تتبنى نهجًا عدوانيًا؛ قبل أيام هاجم الحوثيون السفن الأمريكية، وفي أوائل الألفينات قُتل عشرات الضباط والعسكريين الأمريكيين. ما ردكم على هذه الادعاءات؟

الرئيس الإيراني: هذا تصور تصنعه إسرائيل؛ يقولون إن إيران فعلت ذلك، ويجب عليهم إثبات تورطنا. نحن ندافع عن المظلومين وما نقوم به هو دفاع عن من طردوا من أراضيهم. القول بأننا نرسل الناس للقتل أو للاغتيال ليس صحيحًا. إذا راجعتم كل الاغتيالات والعمليات العنيفة في العالم، هل تجدون إيرانيًا مسؤولًا عنها؟ الاتهام سهل، لكن نحن لسنا من يدمر أو يخرب.

المذيع: أفهم وجهة نظرك، لكن أجهزة المخابرات الأمريكية وللقوات العسكرية الأمريكية وجهات نظر مختلفة، وكذلك الأشخاص الذين فقدوا حياتهم وذووهم. سؤالي لك: بصفتك رئيسًا من تيار الإصلاح، وما يرافقه من حركة نسوية في إيران، ما أمنيتك بشأن حرية النساء الإيرانيات؟

الرئيس الإيراني: الآن النساء في إيران يتمتعن بمزيد من الحرية. في حكومتنا الحالية هناك أربعة أو خمسة نساء في مناصب لم يكن لها مثيل في أي حكومة سابقة. نحن نحافظ على حقوق الجميع ضمن إطار قوانيننا وندافع عنها. في الوقت نفسه، يجب احترام ثقافة ومعتقدات كل مجتمع. التنمية لا تعني إهانة ثقافة الآخرين؛ التنمية تعني الاحترام المتبادل بين البشر، وليس النزاع والصراع.

أتذكر في إحدى مباريات الكرة الطائرة بين إيران والولايات المتحدة في رمضان، كان اللاعبون صائمين، ووضع الأمريكيون زجاجات ماء على الملعب، وعندما أُعلن الأذان شرب اللاعبون الصائمون الماء. هذا كان احترامًا للطرف الآخر. العيش في عالم مترابط يتطلب احترام ثقافات وعادات الآخرين وعدم السخرية منها.

المذيع: أعتقد أن هناك احترامًا كبيرًا في هذا البلد لكل الديانات والتقاليد. هل تعتقد أن الحجاب يجب أن يكون إلزاميًا أم يجب أن يكون لكل امرأة الخيار في اتخاذ قرارها بشأن الحجاب؟

الرئيس الإيراني: لا أؤمن بالإجبار ولا أراه قابلاً للتطبيق. في النهج الذي نتبعه، لا وجود لهذا الأمر. لا يمكن إجبار أحد على فعل شيء. يجب الحفاظ على الاحترام المتبادل للثقافات والتقاليد.

حتى الآن، على الرغم من وجود قوانين، يجري تشكيل الأمور ضمن هذا الإطار. من الناحية العقائدية، أعتقد أنه لا يمكن إجبار أحد على فعل ما تريد بالقوة. يجب الحوار والمناقشة السليمة، ولا يمكن حل هذه المسائل بالصراع أو الاعتقال أو الإجراءات القسرية. في إيران، هذا النهج موجود حاليًا.

المذيع: الناس والنساء اليوم…

الرئيس الإيراني: إلا إذا حدث سلوك خارج عن المألوف فيما يتعلق بالحجاب. حتى في أمريكا، إذا تم انتهاك القواعد، لن يُسمح بمعاملة الأشخاص بهذه الطريقة. حاليًا، لا يتم اعتقال أو معاقبة أحد بسبب هذا الموضوع. من الأفضل أن يأتوا ويروا إيران بأنفسهم، لأن ما يُقال وما تُنشره الأخبار وما تقوله أجهزة المخابرات يبتعد كثيرًا عن الواقع. لقد خلقوا تصورًا عنا غير حقيقي؛ فليأتوا ويروا بأنفسهم، ليس بالأمر الصعب.

المذيع: بالتأكيد سأقوم بذلك. شكرًا جزيلًا، ونتمنى لكم التوفيق، سيادة الرئيس بزشكيان.

الرئيس الإيراني: شكرًا، أتمنى لكم التوفيق.

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة