إقامة مراسم عزاء في ذكري وفاة كريمة أهل البيت(ع) في الحرم الرضوي الشريف
أقيمت يوم الخميس 2 تشرين الأول 2025 مراسم عزاء في ذكري وفاة كريمة أهل البيت (ع) السيدة فاطمة المعصومة (س) في رواق الإمام الخميني (ره) بالحرم الرضوي الشريف.
وبحسب وكالة أنباء آستان نيوز، فقد اجتمع الزوار وجيران الحرم في هذه المراسم الروحية وقلوبهم مليئة بالحب والحزن لتكريم ذكرى ومكانة الأخت الجليلة للإمام الرضا (ع)، ومن خلال أصوات الرثاء، عبروا مرة أخرى عن إخلاصهم وحبهم لأهل البيت (ع).
وفي هذه المراسم، أوضح حجة الإسلام والمسلمين علي غفوري منش في كلمته أبعاد شخصية ومكانة السيدة فاطمة المعصومة (س) الروحية وقال: وفقاً لرأي العلماء، كانت لها أعلى مكانة بين أبناء الإمام موسى الكاظم (ع) بعد الإمام الرضا (ع).
وفي إشارة إلى قول المرحوم الشيخ عباس القمي، أضاف: كانت السيدة فاطمة المعصومة (س) من أكثر بنات الإمام موسى الكاظم (ع) فضيلة، وحتى في وجود شخصية عظيمة كالسيد أحمد بن موسى (ع)، المعروف بشاه جراغ، كانت مكانة السيدة المعصومة (س) أعلى.
وقال الخبير الديني: كان للإمام موسى الكاظم (ع) أربع بنات يُسمّين فاطمة، إحداهن السيدة المعصومة (س) ولشهرتها لُقّبَت بفاطمة الكبرى، كما لُقّب الإمام الرضا (ع) أخته بالمعصومة لطهارتها وابتعادها عن الذنوب، وقال: من زار السيدة المعصومة (س) في قم كأنه زارني.
وأضاف حجة الإسلام والمسلمين غفوري منش: من صفات السيدة المعصومة (س) مكانتها العلمية، فقد رُوي أنها كانت تجيب على أسئلة بعض الزوار في غيبة الإمام موسى الكاظم (ع)، وبعدما اطلع الإمام (ع) على الإجابات، قال ثلاث مرات: فداها أبوها.
وقال خطيب الحرم الرضوي الشريف: من صفات السيدة المعصومة (س) الأخري وجود زيارة خاصة بها جاءت عن الإمام المعصوم(ع)، وهي صفة لم تنلها إلا السيدة الزهراء (س) والسيدة المعصومة(س)؛ كما أن شفاعتها يوم القيامة من الصفات الأخري لهذه السيدة الجليلة.
وذكر: إن صلاة الإمامين المعصومين؛ الإمام الرضا (ع) والإمام الجواد (ع) على الجثمان الطاهر للسيدة المعصومة (س) تدل على مكانتها الخاصة، لأنه في المعتقد الشيعي لا يصلي على جثمان الإمام إلا الإمام.
وفي إشارة إلى بركات وجود السيدة المعصومة (س) في مدينة قم، قال حجة الإسلام والمسلمين غفوري منش: إن وجود هذه السيدة العظيمة حوّل مدينة قم إلى مركز علمي وديني شيعي مهم، وجعل لهذه المدينة مكانة خاصة بين علماء وأتباع أهل البيت (ع).
وأشار أيضاً إلى لقب «المُحدثة» للسيدة المعصومة (س) فقال: كانت مثل السيدة الزهراء (س) راوية للحديث، تروي أحاديث عن الإمام الكاظم (ع).
وقال الشيخ غفوري منش: إن قصة سفر السيدة فاطمة المعصومة (س) من المدينة المُنورة إلى خراسان للقاء أخيها الإمام الرضا (ع) دليل أيضاً على قبولها لولاية أهل البيت ومحبتها لهم.
وفي الختام، تحدث عن وفاة كريمة أهل البيت (س) وقال: هناك روايتان لوفاتها؛ يرى بعض المؤرخين أنها استشهدت في مدينة ساوة بالسم، بينما يرى آخرون أنها توفيت بسبب المرض أثناء سفرها لزيارة أخيها الإمام الرضا (ع)، إلا أن المؤكد أن وفاتها في قم جعلتها مركزًا روحانيًا ووجهة للشيعة وأتباع أهل البيت(ع).
بدأ القسم الرئيسي من المراسم في الساعة 19:15 بقراءة القاريء حسين طليعي دعاء الكميل، والذي ملأ الأجواء الروحانية للحرم الشريف بهمسات الزوار ومحبي السيدة المعصومة (س).
وبعد ذلك قدمت فرقة نداء الغدير أناشيد دينية ملأت أجواء الحرم الرضوي بالأناشيد الولائية.
اختُتمت هذه المراسم بمحفل «أخت الشمس» الشِعري، الذي رافقه قراءات شعرية لكل من السيد رضا يعقوبي آل، ومحمد جواد شرافت، وعلي مقدم، ورضا رحيمي عنبران، وأحمد حيدري، واستمر حتى الساعة التاسعة وعشر دقائق مساءً، وقد أظهر هذا المحفل الشعري، من خلال القصائد الشعرية والولائية لشعراء بارزين، مظهرًا جديدًا من مظاهر حب كريمة أهل البيت (س) وأخيها الإمام الرضا (ع) في قلوب الزوار.
/انتهى/