المثل الفارسي: "چوب معلم گله، هر كي نخوره خله".. حين يكون العقاب باباً للعلم

المثل الفارسی: "چوب معلم گله، هر کی نخوره خله".. حین یکون العقاب باباً للعلم

في عالم الأمثال الإيرانية، يحمل المثل "چوب معلم گله، هر كي نخوره خله" مغزى عميقًا عن العلاقة بين التعليم والانضباط.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء  - هذا المثل يشير إلى أن العقاب الذي يمارسه المعلم ليس سوى وسيلة لتعليم الطالب ومصلحته، فطالما بقي الطالب غير منضبط ولم يتلق العقاب، فإنه يظل على طريق الجهل.

غالبًا ما يردّد المعلمون هذا المثل أثناء تأديب الطلاب أو حين يغضبون من تقصيرهم في الدراسة، مؤكدين أن كل ما يصدر من تشجيع أو تأديب يعود بالنفع على الطالب، ليحفزه على التعلم ويضمن له مستقبلاً مشرقًا. ويقارب هذا المثل في المعنى المقولة الشهيرة: "جور الأستاذ خير من ودّ الأب" المستمدة من شعر سعدي.

وفي الشعر الفارسي للشاعر نظيري نيشابوري، نجد عبارة توضح المعنى بشكل جميل:

"لو كان ضرب المعلم همسًا بالمحبة، لجلب الطفل الهارب إلى المدرسة يوم الجمعة"

أي أنّ تأديب الطالب بحب وحرص يجعله يهتم بالدراسة حتى في أيام العطلة. الشرط الأساسي هو أن يكون العقاب نابعًا من محبة وحرص على مصلحة الطالب، وإلا فسيكون التأثير عكسيًا. فالمعلم الذي ينجح في إثارة حب التعلم لدى الطالب، سيجد الأخير متحمسًا للمدرسة طواعيةً، دون أي ضغط.

المثل يوضح أيضًا أن العلم المكتسب بالصعوبة أفضل من الجهل الناتج عن الراحة المفرطة، مؤكداً قيمة الاجتهاد والمثابرة.

قصة المثل: كيف علّم العقاب والحب معًا

تعود قصة هذا المثل إلى قرية صغيرة كان يعيش فيها معلم مجتهد يُدعى السيد نيكو. كان حنونًا ومثقفًا، ويؤمن بأن التعليم هو مفتاح النجاح والتقدم.

في المدرسة كان هناك طالب يُدعى أمير، لم يكن مهتمًا بالدراسة، يقضي وقته في اللعب مع أصدقائه ويتجاهل نصائح المعلم. كرّر السيد نيكو تحذيره مرارًا، لكن أمير لم يستجب.

قرر المعلم في يوم من الأيام أن يتخذ موقفًا أكثر جدية، فاستدعى أمير أمام زملائه وقال له:

"يا أمير، عليك أن تعرف أنّ ضرب المعلم مفيد، كل من لم يتلقاه خاسر! أي أن كل تأديب أقوم به هو لتوجيهك نحو الطريق الصحيح. إن لم تتعلم من أخطائك، فسوف تتضرر وحدك وتواجه صعوبات في المستقبل."

استمع أمير لكلمات معلمه بتمعن، وأدرك المعنى العميق للمثل. ومنذ ذلك اليوم، بدأ يلتزم بالدراسة ويجتهد في الصف، ولاحظ تحسنًا تدريجيًا في درجاته، وانضم أصدقاؤه إليه في التعلم.

بعد عدة أشهر، أصبح أمير من أفضل الطلاب، محققًا درجات ممتازة، وتعلّم أن الاجتهاد والمثابرة هما مفتاح النجاح، وظل يتذكر دائمًا المثل: "چوب معلم گله، هر كي نخوره خله"

هذه القصة والمثل يذكراننا بأن صرامة المعلمين ليست عقابًا بحتًا، بل وسيلة لنمو الطالب وتقدمه. فالتوجيه والعقاب بحب وإخلاص يمكن أن يكونا الطريق الأمثل نحو التعلم الحقيقي، حيث يتعلم الطالب من أخطائه ويسير على الطريق الصحيح نحو مستقبل مشرق.

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة