عام على الإستشهاد والعهد باق

عام على الإستشهاد والعهد باق

عام على الشهادة المقدسة ولا زال جرح الأمة ينزف، ينزف على القائد الكبير الذي لامس القلوب في العالم أجمع، نفتقده مدرسة في القيادة والإيمان والصبر والتواضع والحكمة....

عامٌ كامل.. وطعنةُ الفقد لا تزال نازفةً في خاصرة القلب. عامٌ كامل، وصوته لا يزال يتردد في الآذان، وملامح ثقتِه لا تزال محفورةً في العيون

نتحدث عن السيد.. عن "حسن نصر الله"....

 لم يكن مجردُ قائد، أو زعيم سياسي

كان مدرسةً بكاملها... مدرسةً في القيادة، في الإيمان، في الصبر، في الذكاء، في التواضع، وفي الحكمة التي أفحمت الخصوم

 

.

 

كان رقماً صعباً لا يُحسَب حسابُه بسهولة

 كان يجسد معنى أن يكون الإنسان سلاحاً، وأن تكون الكلمة قذيفة، وأن تكون الإرادة أقوى من كل ترسانة عسكرية في العالم

يقولون "رحل"،  ونقول: كيف يرحل من زرع نفسه في وجدان أمة؟

 كيف يرحل من جعل من موقعه مدرسة؟

 من جعل من المقاومة ليس فقط استراتيجية عسكرية، بل هوية وثقافة وشرفاً

استشهد جسده الطاهر، لكن مشروعه باق، وعهده باق، وروحه سارية في كل مقاوِم يرفع سلاحه دفاعاً عن الأرض والعرض، وفي كل أمّ تودع ابنها إلى ساحة الشهادة بابتسامة وفخر، وفي كل طفل يحلم أن يكون "كالسيد"

علّمنا أن القيادة ليست منصباً، بل هي تضحية

 ليست خطاباتٍ، بل هي نتائج

علمنا أن القوة ليست في الصراخ، بل في الصمود والصمت أحياناً

رغم استشهاده فما زال ظله الواقي يخيم على كل ساحة قتال، على كل مقاوِم في فلسطين واليمن والعراق ولبنان وايران وفي كل مكان

السيد، القائد لم يرحل.. لقد تحول من قائد لأحرار لبنان إلى قائد لأحرار الأمة

تحول من رمز للمقاومة إلى أسطورة تُروى للأجيال

 تحول من إنسان إلى فكرة.. والفكرة التي تستمر، تحيا ولا تموت

المقاومة التي رعاها سيد المقاومة بكل الحكمة والثبات طوال العقود الماضية باقية، ثابتة، صلبة جاهزة ويدها على الزناد

غرسها بيديه الشريفتين، وسقاها بدماء الشهداء، وتعهدها حتى صارت شجرة طيبة أصلها ثابت في أرض المبادئ، وفرعها يمتد في سماء العزة، لا تحنيها عواصف الباطل، ولا تقتلعها أعاصير التهديد

ستبقى المقاومة على العهد.. ستظل رايته مرفوعة، ومنهجه واضحاً، ووعده لأمته صادقاً

لن ننسى، ولن نتناسى، ولن نتراجع. سنكون كما أرادنا: خلفاء أمناء على هذه المقاومة

 جنوداً مخلصين في هذا المشروع العظيم، حتى يتحقق النصر الذي وعد الله به الصابرين

نعاهدك يا سيد، ونعاهد دمك الطاهر، أننا سنواصل الدرب... درب المقاومة، درب الكرامة، درب العزة. لن نترك السلاح، ولن نخضع، ولن نتنازل عن حق.

طريقك واضح، ونهجك مضيء، ووعد الله حق.. والنصر آتٍ بإذن الله

رحمك الله يا أبو هادي.. لقد كنتُ ولا زلتَ.. وسنكون

/إنتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة