حضور الهند والصين في المعرض الدوائي الإيراني / رغبة الهنود والصينيين في تعميق التعاون الدوائي مع إيران
يُعد دخول الشركات وممثلي الدول البارزة في مجال الصناعة الدوائية مثل الصين والهند إلى المعرض الايراني للأدوية والصناعات المرتبطة به، مؤشرًا على الاهتمام والقدرة العالية لإيران لتصبح أحد اللاعبين الفاعلين في هذه الصناعة بالمنطقة.
وكالة تسنيم الدولية للانباء:
يُعتبر قطاع الصناعة الدوائية في عالم اليوم أحد أكثر المجالات العلمية والاقتصادية استراتيجية وحساسية. الدول التي تمكنت من خلق روابط دولية، وتبادل المعرفة، والاستفادة من القدرات العالمية في هذا المضمار، لم تكتفِ بالوصول إلى التقنيات الحديثة فحسب، بل استأثرت أيضًا بحصة أكبر من الأسواق التصديرية.
أما بالنسبة لإيران، فإن تطوير التعاون في مجال الأدوية والصناعات المرتبطة به يمكن أن يمثل مسارًا آمنًا للوصول إلى التقنيات المتطورة، وتحسين جودة المنتجات المحلية، وزيادة القدرة التنافسية على الساحة العالمية.
في ظل الظروف التي يشتد فيها الشعور بالحاجة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي أكثر من أي وقت مضى، يمكن للتفاعل مع الشركاء الأجانب أن يكون مكملاً للجهود المحلية ويفتح آفاقًا جديدة أمام صناعة الدواء في البلاد.
معرض الأدوية والصناعات المرتبطة به (إيران فارما) لهذا العام، يشهد حضورًا واسعًا للشركات والممثلين الأجانب، خاصة من الصين والهند، مما يضفي عليه طابعًا دوليًا كما في السنوات الماضية. وقد لاقت أجنحة هذه الدول إقبالاً من العاملين في مجال الدواء والصحة منذ اليوم الأول للمعرض.
صرح وزير الصحة الايراني في حفل افتتاح المعرض بأن "إيران – وفقًا لاعتراف ممثلي منظمة الصحة العالمية – يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في مجال الصحة وأن تكون محورًا لتصدير الدواء في المنطقة."
إن دخول الشركات وممثلي الدول البارزة في مجال الصناعة الدوائية مثل الصين والهند إلى معرض الأدوية والصناعات المرتبطة به، يُظهر مدى الاهتمام والقدرة الكبيرة لإيران لتصبح أحد اللاعبين المؤثرين في هذه الصناعة بالمنطقة.
وقال مهدي بيرصالحي، رئيس منظمة الغذاء والدواء الايرانية، على هامش الفعالية، مشيرًا إلى التاريخ الطويل للتعاون بين إيران والصين في المجال الدوائي: "الصين حاضرة بشكل فعال في قطاع الصناعة الدوائية في بلدنا منذ أكثر من 20 عامًا. كما أننا قمنا مؤخرًا بزيارة إلى الصين أسفرت عن إعداد مذكرة تفاهم مع الهيئة المنظمة للأدوية هناك، ونحن نسعى لتطوير علاقاتنا مع الصين أكثر من أي وقت مضى."
من جانب آخر، طرح مدراء الشركات الحاضرة في المعرض وجهات نظرهم حول التعاون مع إيران.
وقال "أونيا"، المدير العام لشركة هندية منتجة للمواد الأولية الدوائية، مشيرًا إلى تاريخ الشركة في حوار مع تسنيم: "تأسست شركتنا منذ حوالي 30 عامًا وهي تعمل في مجال إنتاج المواد الأولية والوسيطة للأدوية. خلال هذه الفترة، وعندما رأينا أن التعاون بين إيران والهند في المجال الدوائي يسير بشكل جيد، أنشأنا مكتبًا في الهند لتقديم الابتكارات الجديدة إلى إيران."
وأضاف: "منتجاتنا تُنتج بناءً على تقنية الليبوزومال؛ وهي مواد تزيد من امتصاص الدواء في الجسم وتخفض التكلفة الإجمالية للمنتجات بالنسبة لإيران. هذه التقنية تُستخدم الآن على نطاق واسع في الدول الأوروبية، ومصنعنا أيضًا يقوم بتطوير هذه التكنولوجيا بالتعاون مع الشركاء التجاريين الإيرانيين في إيران. علاقات إيران والهند لها جذور تاريخية، ونحن نشهد اهتمامًا من التجار الهنود لتعزيز التعاون مع الشركاء الإيرانيين."
كما قالت مديرة المبيعات في إحدى الشركات الصينية، مشيرًا إلى الحضور المستمر لبلاده في هذه الفعالية، لتسنيم: "هذه هي السنة الثالثة التي نشارك فيها في معرض إيران فارما. في رأيي، يشكل هذا المعرض فرصة ممتازة لتطوير التعاون بين إيران والصين في مجال الدواء."
وقال المدير التجاري لشركة صينية أخرى منتجة للمواد الأولية لبعض الأدوية والمكملات، في حوار مع تسنيم: "هذه هي المرة الثانية التي أحضر فيها معرض إيران فارما. سوق الدواء الإيراني يتمتع بقدرة ملحوظة على التعاون الخارجي. خلال هذه الأيام الثلاثة فقط، زار العديد من العملاء الإيرانيين جناحنا وشهدنا ترحيبًا جيدًا بالمنتجات الصينية في إيران."
وبحسب تقرير تسنيم، فقد بدأ معرض الأدوية والصناعات المرتبطة به أعماله من الثاني من مهر 1404 في مصلى الإمام الخميني (ره) في طهران، بمشاركة 373 جناحًا للشركات المحلية و370 شركة أجنبية، وبحضور 28 من الممثلين وسفراء الدول الأجنبية، ويختتم أعماله اليوم.
/انتهى/