المدير العام السابق لسكك حديد العراق: خط البصرة - شلمجة لا يتعارض مع تطوير ميناء الفاو
وفي اجتماع لمراكز الفكر بين إيران والعراق طرح موضوع: أفضل اجابة على العراقيل بشأن إقامة خط سكة حديد البصرة-شلمجة، وخصوصاً الادعاء بتعارضه مع تطوير ميناء الفاو ومشروع طريق التنمية، هو تفعيل هذا المسار في أسرع وقت ممكن واستفادة الشعب العراقي من منافعه.
انعقد اجتماع مركز الفكر الإيراني العراقي يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 بمبادرة مركز السحاب من ايران و مركز الرواق من العراق بشكل افتراضي بعنوان «دور البنى التحتية الاتصالية في خلق الوحدة بين الدول الإسلامية» وبمحور ربط سكك حديد إيران والعراق عبر مسار سكة حديد البصرة-شلامجة.
مشروع خط سكة حديد البصرة-شلمجة
في هذه الجلسة حضر من الخبراء البارزين الإيرانيين والعراقيين لا سيما المهندس يونس الكعبي، المدير العام السابق لسكك حديد العراق.[1]
أشار المهندس يونس الكعبي إلى أهمية تطوير النقل السككي بين إيران والعراق حيث قال: حكومة العراق تحملت حتى الآن ضغوطاً سياسيةً قابلَةً كبيرة للمضي قدماً في مشروع البصرة-شلمجة. مع ذلك استملاك الأراضي في العراق كخطوة أولية لعمليات الإنشاء لتشغيل خط السكة الحديد قد نفذت. كما أن تنفيذ عمليات مد القضبان الحديد بوصفه التزام العراق في هذا المشروع أُوكل إلى شركة إسبانية وتم تأمين موازنته.
عمليات مدّ القضبان
كما أن عمليات إزالة الألغام بوصفها التزام الجانب الإيراني في هذا المشروع قد بدأت بصورة مهنية وهي قيد التنفيذ.
عمليات إزالة الألغام
وأضاف مشيراً إلى برامج تطوير موانئ العراق وعدم تعارضها مع الربط السككي مع إيران عبر البصرة-شلامجة قائلاً: من المتوقع أن يتم تشغيل المرحلة الثانية من ميناء الفاو بحلول عام 2029 و كما سيرفع مستوى ميناء أمّ قصر إلى مستوى مقبول. وبالتالي، يجب أن يتم أيضاً عبر ميناء الفاو وسائر موانئ البلاد تبادل التجارة مع العراق من قبل الدول الأخرى؛ لأن هذا الميناء يعد بوابة «طريق التنمية». وفي الوقت نفسه، فإن مسارات النقل في العراق مفتوحة مع جميع الدول بما فيها إيران ولا يوجد اي عائق في هذا المجال. ومع ذلك ففي حال استخدام مسار البصرة - شلمجة لنقل البضائع بالإضافة إلى نقل الركاب، ففي المرحلة الأولى يجب أن تنقل عبر هذا المسار فقط البضائع المنتجة في إيران و بضائع الدول الأخرى أو البضائع المخلصه في الموانئ الإيرانية فلا ينبغي أن تدخل العراق عبر هذا المسار.
مشروع ميناء الفاو وطريق التنمية
وأضاف أيضاً: من البديهي أنه بعد بدء نقل البضائع من مسار البصرة-شلمجة و ازدهاره عندما يتحقق دخل مالي ملحوظ للعراق، ستزول المخاوف ويتوفر الأساس اللازم لتطوير التعاون والبرامج المشتركة بشكل أوسع.
في الواقع، أفضل رد على العراقيل بشأن إقامة خط سكة حديد البصرة-شلمجة هو تفعيل هذا المسار بأسرع وقت ممكن واستفادة شعب العراق من منافعه.
ربط سكك حديد إيران بالعراق عبر معبر البصرة-شلمجة جارٍ بين البلدين منذ نحو عقدين، لكنه لم يصل إلى نتيجة نهائية بسبب وجود معوقات فنية وسياسية لا سيما في الجانب العراقي مثل عرقلة المشروع بادعاء تعارضه مع تطوير ميناء الفاو. وفقاً لأحدث اتفاق بين مسؤولَي البلدين، التزمت إيران ازاله الألغام من أول 16 كيلومتراً من المسار، وبناء جسر متحرك بطول 800 متر على أروندرود، فيما التزم الجانب العراقي بإنشاء خط سكة حديد بطول 33 كيلومتراً. بعد هذا الاتفاق في 2 سبتمبر 2023 اتفق مسؤولو البلدين، ضمن مراسم وضع حجر الأساس للمشروع، على أن ينجز هذا الربط خلال 18 شهراً، وقد مر الان 6 أشهر من تلك الفترة الزمنية المحددة ولم تتم بعد التزامات الطرفين بشكل كامل.
[1] مركز رواق بغداد للسياسات العامة
/انتهى/