بزشكيان: على منظمة شانغهاي أن تخطو خطوات نحو إيجاد عالم أكثر سلمًا
قال الرئيس الإيراني في القمة الخامسة والعشرين لمنظمة شنغهاي: "ينبغي على منظمة شنغهاي أن تتحرك نحو بناء عالم يسوده السلام، ويكون أكثر جاهزية للتعاون الاقتصادي".
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مسعود بزشكيان ألقى صباح اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي، كلمة في القمة الخامسة والعشرين لقادة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، حيث شدد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقترح – من أجل تعزيز التعاون المالي والحد من آثار العقوبات غير القانونية على التبادلات الاقتصادية بين الأعضاء – إطلاق مبادرة "الحسابات والتسويات الخاصة بمنظمة شنغهاي للتعاون" كآلية عملية لدعم التعاون المالي.
وأوضح أن هذه المبادرة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية: توسيع نطاق التسويات بالعملات الوطنية وتقليص الاعتماد على الدولار في مبادلات الأعضاء. إنشاء بنية تحتية رقمية مشتركة واستخدام العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية في المدفوعات الآمنة والسريعة. تأسيس صندوق مقايضة عملات متعدد الأطراف لدعم الدول التي تواجه ضغوطًا من العقوبات أو أزمات سيولة مالية.
نص كلمة الرئيس الإيراني جاء على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية،
أود أن أنقل باسمي وباسم الشعب الإيراني العظيم جزيل الشكر والتقدير لحسن الاستقبال وكرم الضيافة في هذه القمة، وكذلك لكل جهودكم المتواصلة وجهود جمهورية الصين الشعبية في تأسيس وتعزيز منظمة شنغهاي للتعاون.
السيد الرئيس، أصحاب الفخامة رؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزراء وأعضاء المنظمة المحترمون،
إن منظمة شنغهاي للتعاون تجسد إرادة أعضائها في السعي إلى السلام في عالم يواجه يوميًا أزمات جديدة. فالعدوان العسكري غير القانوني الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يونيو الماضي من قِبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب استمرار المجازر بحق الشعب المظلوم في غزة، وتزايد اللجوء المفرط إلى العقوبات غير المشروعة ضد الدول، جميعها أمثلة واضحة على إخفاق النظام العالمي المعاصر في إيجاد نموذج مناسب للحكم العالمي وضمان السلام والأمن الدوليين.
منذ تأسيسها، جعلت منظمة شنغهاي للتعاون من مبادئ الثقة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور الجماعي واحترام التنوع الثقافي والتنمية المشتركة أساسًا لعملها، واضعةً في مقدمة أهدافها ضمان الأمن الجماعي وتوسيع التعاون في مجالات متعددة. وانطلاقًا من احترام هذه المبادئ، تعلن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كامل استعدادها للقيام بدور فعّال في هذا الإطار.
وترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن منظمة شنغهاي، بوصفها أحد الأركان الأساسية في مسار تعددية الأقطاب بالنظام الدولي، ينبغي أن تتخذ خطوات عملية واضحة ومحددة في مسارين متوازيين: الأول نحو إقامة عالم أكثر سلمًا، والثاني نحو عالم مهيأ بشكل أفضل لتوسيع التعاون الاقتصادي.
وفي هذا السياق، تود إيران التشديد على اقتراحها بضرورة المضي في مسارين أساسيين عبر المنظمة: "صنع السلام" و"تعزيز التعاون المالي للحد من آثار العقوبات الأحادية".
في مجال صنع السلام، من الضروري تشكيل لجنة من وزراء خارجية الدول الأعضاء، لتبادل الرؤى والتشاور بشأن الأزمات المهددة للسلام والأمن الإقليميين، ووضع مقترحات عملية لإدارة الأزمات، مع ابتكار آلية لمتابعة هذه المقترحات.
يجب أن تكون هذه اللجنة قادرة على الاجتماع فورًا عند اندلاع أي أزمة – محتملة أو فعلية – بطلب من أحد الأعضاء، وأن تضطلع بدور ذهني وعملي للمنظمة. وعلى وجه الخصوص، عندما يُنتهك سيادة أحد الأعضاء، يتعين أن يكون هذا الإطار قادرًا على الرد السريع، وتعبئة الجهود لدعم العضو المعتدى على سيادته.
أما في مجال تعزيز التعاون المالي لمواجهة آثار العقوبات غير القانونية على التبادلات الاقتصادية، فإن إيران تقترح، كما أسلفت، مبادرة "الحسابات والتسويات الخاصة بمنظمة شنغهاي للتعاون" بوصفها آلية عملية لتقوية التعاون المالي، والمبنية على ثلاثة محاور:
توسيع التسويات بالعملات الوطنية وتقليل الاعتماد على الدولار.
إنشاء بنية تحتية رقمية مشتركة والاستفادة من العملات الرقمية للبنوك المركزية في المدفوعات السريعة والآمنة.
تأسيس صندوق مقايضة عملات متعدد الأطراف لدعم الدول المتضررة من العقوبات أو أزمات السيولة.
وترى إيران أن تنفيذ هذه المبادرة سيعزز القدرة الاقتصادية لأعضاء المنظمة، ويجعل منظمة شنغهاي نموذجًا ناجحًا لنظام مالي متعدد الأقطاب، عادل، وقادر على الصمود أمام الضغوط الخارجية.
إضافة إلى ذلك، ترحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمبادرات مثل: إنشاء مراكز متخصصة لمواجهة التهديدات والتحديات الأمنية، تأسيس مركز لمكافحة تهريب المخدرات، تطوير آليات للاستجابة السريعة في حالات الأزمات، إنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية، وكذلك توسيع نطاق اللغات الرسمية للمنظمة. وتعتبر إيران أن هذه الخطوات تمثل مسارًا فعالًا لتعزيز التعاون الجماعي وخلق روابط راسخة بين الشعوب.
كما تؤكد إيران، بالاعتماد على موقعها الجغرافي الفريد ومكانتها كممر ترانزيت إقليمي، استعدادها لتوفير الأرضية اللازمة لتعزيز التعاون الإقليمي وتمكين الدول المهتمة من الوصول إلى مختلف المناطق.
فميناء تشابهار المطل على المحيط الهندي سيرتبط قريبًا بالشبكة الحديدية الوطنية الإيرانية، وهو ما سيحدث تحولًا مهمًا في ربط الصين ودول آسيا الوسطى وأفغانستان بالمحيط الهندي. ويمكن للمستثمرين الاستفادة من التسهيلات والحوافز المتعددة لتطوير هذا الميناء وبناء مراكز لوجستية فيه.
وترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تنفيذ الاستراتيجية العشرية لتطوير منظمة شنغهاي يمثل فرصة تاريخية لتوسيع التعاون والاستثمارات في مجالات البنية التحتية، وتطوير التكنولوجيا، والطاقة، والاقتصاد الرقمي، والتغيرات المناخية والبيئية، والثقافة والعلم. وتعلن استعدادها للقيام بدور نشط في تحقيق هذه الأهداف.
وفي الختام، أود أن أؤكد تأييد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للرؤى البنّاءة التي طرحها الرئيس شي جين بينغ بشأن ضرورة إصلاح منظومة الحكم العالمي، ضمن إطار "مبادرة الحوكمة العالمية". وترى إيران أن مثل هذه المبادرات خطوة فعالة نحو بناء عالم أكثر عدالة.
شكرًا لحسن إصغائكم.
/انتهى/