عراقجي: تم نسج شراكة لا تنفصم بين إيران وبيلاروسيا
اكد وزير الخارجية الايراني سيد عباس عراقجي في مقال كتبه لوكالة الانباء البيلاروسية بالتزامن مع زيارة الرئيس پزشكيان إلى بيلاروسيا، أنه بالنظر إلى المستقبل، فإن التجربة المشتركة في مواجهة التدخلات الخارجية قد خلقت شراكة لا ننفصم بين الشعبَين الإيراني والبيلاروسي.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء انه جاء في المقال "بالتطلع إلى المستقبل، فإن تجربتنا المشتركة في مواجهة التدخلات الخارجية قد خلقت شراكة لا تنفصم بين الشعبين، فحكمة القادة ومقاومة الشعب مهّدا الأرضية لمستوى التعاون الحالي، ومع التمتع بقدرات تكاملية ورؤى متوافقة، فإن شراكة إيران وبيلاروسيا مستعدة للسير نحو آفاق جديدة.
واضاف المقال ان إيران وبيلاروسيا خلال 33 عامًا من العلاقات الدبلوماسية، أقامتا تعاونًا وثيقًا في مجالات مختلفة، وتعاوننا الاقتصادي لا يزال يتعزز؛ ففي العام الماضي فقط، زاد حجم التبادل التجاري الثنائي بأكثر من 14%. كما ان عقد الدورة السابعة عشرة للجنة الاقتصادية المشتركة وفر أساسًا متينًا لتعميق التعاون، ويجري حاليًا التخطيط للدورة الثامنة عشرة.
وفي المجالات العلمية والتعليمية، تشكلت مسارات جديدة للتفاعل، بما في ذلك تشكيل لجنة التعاون العلمي والتعليمي المشتركة التي ستفيد الأجيال القادمة. على الساحة الدولية أيضًا، فنحن نتعاون في منظمات مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحركة عدم الانحياز، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة شنغهاي للتعاون، وشكلنا جبهة موحدة في مواجهة الأحادية ودعمنا مبادئ الاحترام المتبادل والحكم العالمي العادل.
وتابع المقال " ان الكارثة النووية في تشيرنوبيل التي وقعت في 26 أبريل 1986، كواحدة من أكثر الأحداث إثارة للصدمة في التاريخ، قدمت تحذيرًا جادًا للعالم من العواقب المدمرة لانتهاك السلامة النووية. فانفجار المفاعل النووي بالقرب من مدينة بريبيات أدى إلى إطلاق كميات من الإشعاعات قدرت قوتها بـ 400 مرة من قصف هيروشيما. بيلاروسيا تحملت العبء الأكبر، حيث لوثت حوالي 70% من الترسبات المشعة أراضيها. هذه الحادثة أثرت على حياة وصحة أكثر من 2.2 مليون من مواطني بيلاروسيا، بما في ذلك 500 ألف طفل، وتشعر بعواقبها الصحية حتى اليوم والأجيال القادمة.
إيران، إلى جانب المجتمع الدولي وبتعاطف مع معاناة الشعب البيلاروسي، شاهدت هذا الاختبار المرهق بحزن عميق، وأكدت مرة أخرى على أهمية السلامة النووية والتعاون الدولي للوقاية من كوارث مماثلة.
بعد مرور عقود، إيران أيضًا أصيبت بجروح نووية؛ عندما تعرضت منشآتها النووية السلمية – بما فيها فردو، نطنز وآراك – لهجمات وحشية ولا مبرر لها. هذه الهجمات الطائشة على منشآت تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تكن فقط انتهاكًا للقوانين الدولية، بل أظهرت أيضًا تجاهلاً خطيرًا لحياة البشر والبيئة. خطر التلوث الإشعاعي أعاد الذكريات المؤلمة لتشيرنوبيل، وأسس تفاهمًا عميقًا ومشتركًا بين الشعبين حول الأضرار الناجمة عن الطاقة النووية وضرورة حماية البرامج النووية السلمية.
الشعبان أيضًا متحدان بتزامن عميق لمواجهة التدخلات الخارجية. محاولة إحداث ثورة ملونة في بيلاروسيا عام 2020، والتي تشبه جهود بعض الدول الغربية لتغيير النظام في باقي مناطق العالم، واجهت مقاومة حازمة ومماثلة لما أظهرته إيران على مدى عقود في مواجهة الضغوط الخارجية. التاريخ أثبت مرارًا أن مثل هذه التدخلات، في سوريا، ليبيا ومناطق أخرى، لم تؤد إلى الديمقراطية بل إلى الدمار.
إيران وبيلاروسيا، رغم كل التحديات، حافظتا على استقلالية مسارهما، لأنهما تدركان جيدًا أن الاستقرار الحقيقي لا يكمن في النماذج المفروضة بل في التماسك والوحدة الوطنية. التاريخ المشترك للشعبين وفر أساسًا متينًا لتعزيز وتعميق التعاون المتزايد بين إيران وبيلاروسيا."
/انتهى/