الإمام الخامنئي: أمريكا وإسرائيل ستتلقيان رداً قوياً
استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم السبت، حشداً من طلاب المدارس والجامعات من كافة أنحاء ايران.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، استقبل اليوم السبت، في حسينية الإمام الخميني (رض) حشداً من طلاب المدارس والجامعات من كافة أنحاء ايران وذلك على أعتاب اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار ويوم الطالب في الجمهورية الإسلامية الايرانية (13 آبان).
وقال سماحته في هذا اللقاء: في مواجهة الاستكبار، يجب أن يتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة لجاهزية الشعب الإيراني، سواء من الناحية العسكرية أو التسليحية أو السياسية، ونحن بحمد الله نتخذ هذه الخطوات والمسؤولون مشغولون بذلك الآن.
وأضاف، من المؤكد أن المسار العام للشعب الإيراني ومسؤولي البلاد يتجه نحو مواجهة الاستكبار العالمي والكيان الإجرامي الذي يسيطر على النظام العالمي اليوم، ولن يكون هناك أي تقصير من جانبهم؛ كونوا مطمئنون بذلك.
وتابع، إن القضية ليست مجرد انتقام، بل هي حركة منطقية؛ مواجهة تستند إلى الدين والأخلاق والشريعة وتتوافق مع القوانين الدولية، ولن يكون هناك أي تردد أو تقصير من قبل الشعب الإيراني ومسؤولي البلاد في هذا الاتجاه. كونوا مطمئنون بذلك.
وأضاف، لا يمكن أن يُشكك أو يُساءل بشأن قضية "وكر التجسس". فالسفارة الأمريكية لم تكن مجرد مركز للأنشطة الدبلوماسية والمعلوماتية فقط، بل كانت مقرًا للتخطيط لتحريض الداخل ضد الثورة والقضاء عليها، بل وحتى تهديد حياة الإمام العظيم.
وتابع، إن المسألة هي مسألة مواجهة الظلم الدولي. بالنسبة للشعب الإيراني، واستلهاماً من تعاليم الإسلام، فإن التصدي للظلم واجب. مواجهة الاستكبار واجب. فالاستكبار يعني الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والثقافية الشاملة وإذلال الأمم؛ لقد تم الاساءة للشعب الإيراني على مدار سنوات طويلة. لذا فإن نضال الشعب الإيراني ضد الاستكبار كان ولا يزال قائماً، وسيستمر حتمًا.
وأضاف سماحته، يجب على الأعداء، سواء كانوا أمريكا أو الكيان الصهيوني، أن يدركوا أن أي عمل ضد إيران وجبهة المقاومة سيُقابل برد حازم وقوي.
وتابع، يجب أن تستمر الحركة العقلانية والحكيمة للشعب الإيراني، المتوافقة مع المنطق الإنساني والإسلامي والدولي، في مواجهة الاستكبار.
واكد قائد الثورة الإسلامية أن استمرار حركة الشعب الإيراني في مواجهة الاستكبار يتطلب العلم والتفكير والتكنولوجيا وخريطة طريق واضحة.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
أوضح قائد الثورة الإسلامية الأسباب الرئيسية التي تقف وراء مقاومة الشعب الإيراني لأكثر من 70 عاماً ضد الظلم وأطماع أمريكا المتزايدة، مؤكداً أن مقاومة الشعب الإيراني ضد الاستكبار الأمريكي تأتي من منطلق إسلامي، وطني، عقلاني، حكيم، وإنساني، وتتماشى مع القوانين الدولية، وستستمر هذه المقاومة بخطة واضحة دون إغفال أو تهاون. كما شدد على أنه في هذا المسار، سترد إيران بقوة على أي تصرف عدائي من قبل أمريكا أو الكيان الصهيوني.
وأشار الإمام الخامنئي في بداية حديثه إلى اقتراح أحد الطلاب بشأن كيفية مواجهة الاستكبار، قائلاً: "على الجميع أن يعلم أن كل ما يلزم من تجهيزات عسكرية، تسليحية، وسياسية من أجل استعداد الشعب الإيراني سيتم توفيره، والمسؤولون يعملون بالفعل على ذلك".
وأضاف أن حركة الشعب والمسؤولين في مواجهة الاستكبار العالمي والكيان الإجرامي المسيطر على النظام العالمي الحالي تعتبر حركة منطقية وتتفق مع الدين، الشريعة، الأخلاق، والقوانين الدولية، ولن يتهاون الشعب والمسؤولون في هذا الاتجاه.
ووصف قائد الثورة نضال الشعب الإيراني ضد الاستكبار بأنه أمر دائم ومتواصل ومتجذر في حياة الشعب، وأكد أن تخصيص يوم باسم "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي" هو لمنع نسيان هذا النضال التاريخي، خاصةً مع وجود محاولات لزرع الشك في موقف الشعب الشجاع ضد أمريكا وعملائها في المنطقة.
وتطرق إلى المحاولات المبذولة للتشكيك في مشروعية قضية السيطرة على السفارة الأمريكية، قائلاً: "يقول البعض إن السفارة الأمريكية كانت مجرد مكان للأنشطة الدبلوماسية وجمع المعلومات، فلماذا تم السيطرة عليها؟"
ورداً على هذه الشبهة، أكد سماحته أن السفارة الأمريكية في طهران كانت بمثابة مركز للتخطيط ضد الثورة الإسلامية، وتحريض وتوجيه بقايا جهاز "السافاك" التابع للشاه، وخلق الفتن، وتحريض الأقليات، وتدبير الانقلابات، وتهديد حياة الإمام الخميني، وتدمير الثورة، وهو أمر مؤكد حتى إن كان بعض منفذي الحادثة يشكون في ذلك.
وأشار إلى أهمية الوثائق التي تم الكشف عنها في "وكر التجسس"، داعياً الشباب لقراءة الكتب والوثائق الخاصة به لفهم حقيقة تحويل السفارة إلى مركز للتآمر ضد الثورة.
وذكر أن السيطرة على "وكر التجسس" مثّل نقطة تحول تاريخية وكشفًا لجوهر السفارة الأمريكية، وأنه لهذا السبب كان الإمام الخميني قد دعم حركة الطلاب.
وفي إجابته عن سؤال حول سبب مقاومة الشعب الإيراني للاستكبار العالمي، قال: "بلا شك، يعود هذا الصراع إلى السياسات القمعية والوقحة التي يمارسها النظام الأمريكي تجاه شعبنا".
وأشار إلى بعض المؤرخين الذين يحاولون تحريف التاريخ بتسمية السيطرة على "وكر التجسس" بداية المواجهة بين الشعبين الإيراني والأمريكي، موضحاً أن هذا غير صحيح وأن المواجهة بدأت منذ انقلاب 28 مرداد عام 1332 (1953)، حيث أطاح الأمريكيون بحكومة مصدق الوطنية والشعبية وأعادوا الحكم الديكتاتوري للشاه.
وأوصى الشباب بالاطلاع على أحداث الحركة الوطنية وانقلاب 28 مرداد، وحث الباحثين على إنتاج أعمال حول هذا الموضوع، مشيراً إلى أنها نقاط محورية في تاريخ إيران ويجب توضيحها.
ووصف سماحته بعض التصرفات المعادية للإيرانيين من قبل الأمريكيين، بما في ذلك إنشاء جهاز "السافاك" وتدريب المحققين على أساليب التعذيب الوحشي، إضافة إلى تواجد عشرات الآلاف من المستشارين الأمريكيين الذين تدخلوا في شؤون الجيش والحكومة الإيرانية بغرض السيطرة على إيران وإذلال شعبها.
وتحدث قائد الثورة عن دعم نظام الشاه البائد للكيان الصهيوني تحت توجيه من الولايات المتحدة، حيث قام بتزويده بالنفط وتقديم الدعم، في خيانة لا تُنسى، على الرغم من أن معظم الدول في المنطقة كانت قد قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني.
وأعرب سماحته عن أسفه إزاء بعض الحكومات التي تقدم اليوم دعماً اقتصادياً وعسكرياً للكيان الصهيوني، رغم الجرائم المروعة التي يرتكبها في غزة ولبنان.
ووصف سماحته نضال الشعب الإيراني ضد الاستكبار كواجب ديني، وأكد أن مواجهة الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والثقافية من قبل القوى المستكبرة ستستمر.
وأكد سماحته أن تشكيك البعض في قدرة الشعب الإيراني على مواجهة قوى عظمى كأمريكا هو غير صحيح، مستشهداً بنجاحات إيران على مدار 46 عاماً، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني أثبت قدرته على إضعاف قوة أمريكا.
وأشار إلى بيان عدد من الجمعيات الطلابية الأمريكية التي انتقدت الثقافة والحضارة الغربية وسياسات الولايات المتحدة، واعتبر ذلك علامة على نجاح حركة المقاومة ضد الاستكبار.
وأشار إلى البيان الصادر عن العديد من النقابات الطلابية العلمية في الولايات المتحدة، الذي انتقد الثقافة الغربية وسلوك أمريكا، وأشاد بدفاع هذه النقابات عن الدول والشعوب المظلومة، مشيرًا إلى أن هذا يظهر نجاح حركة المقاومة ضد الاستكبار. وأضاف أن هذه المقاومة ستزداد قوة بمرور الأيام، وستحقق إيران والشعوب المظلومة وجبهة المقاومة تقدماً واضحاً.
كما أكد سماحته أن الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان بدعم من أمريكا تكشف زيف ادعاءاتها بشأن حقوق الإنسان. ووصف نضال الشعب الإيراني ضد الاستكبار بأنه عقلاني ومبني على أسس تتماشى مع المنطق الدولي.
وأكد أن المسؤولين يبذلون جهوداً شاملة وفق الإمكانيات المتاحة، ولن يتراجعوا أبداً. وقال: "كونوا واثقين بأن أي تحرك عدائي لن يبقى دون رد من قِبَل الذين يمثلون الشعب الإيراني ويسعون لمواجهته، ولن يُنسى؛ وسيحصل الأعداء، سواء الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة، على رد قوي على ما يفعلونه بحق الشعب الإيراني وجبهة المقاومة".
واعتبر سماحته أن الجرائم الحالية التي يرتكبها الكيان المحتل بدعم ومشاركة الولايات المتحدة، تُعرّي تماماً ادعاءات «حقوق الإنسان الأمريكية» الزائفة. وأضاف: اليوم، أصبح العالم مدركاً أن الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان ويصفون شخصيات عظيمة مثل نصرالله وهنية وسليماني بالإرهاب، هم أنفسهم يشكلون جماعات إرهابية إجرامية.
كما دعا سماحته الشعوب إلى ضرورة التحرك الجماعي لمواجهة هذا الحجم من الجرائم والتضليل، مخاطباً الشباب والطلاب قائلاً: عليكم، أيها الشباب والطلاب، التواصل مع الشباب في البلدان الإسلامية وفي المنطقة وخارجها، لتوضيح الحقائق لهم، والتأكيد على ضرورة إنشاء حركة عامة وعظيمة ضد الاستكبار.
وفي ختام حديثه، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن "بفضل الله، سيحقق الشعب الإيراني وجبهة المقاومة مكانتها في العالم من خلال هذه الحركة الإسلامية والإنسانية، وستنتصر حتماً على الأعداء.
/انتهى/