ولايتي يكتب لـ"تسنيم" حول القضايا الأخيرة بين إيران وجمهورية أذربيجان: أنا أذري أيضاً
قال المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية في الشؤون الخارجية على أكبر ولايتي، يجب الإعلان بصوت عالٍ أن كل أذري إيراني وكل إيراني أذري. حتى لو كان ذلك الأذري والإيراني خارج إيران ويحمل جواز سفر آخر.
وفي مقال لوكالة تسنيم الدولية للأنباء، علق ولايتي على الشائعات حول نية إيران مهاجمة أراضي جمهورية أذربيجان أو السيطرة على هذا البلد، كذلك التوترات الأخيرة التي تطورت على المستوى الإعلامي والسياسي بين جمهورية أذربيجان وإيران، وأكد أن الشعب الإيراني من جميع القوميات والأعراق هو واحد ويعتبرون أنفسهم إيرانيين، ثانياً، لم يكن لدة إيران أبداً أطماع تجاه الدول المجاورة، بل على العكس من ذلك، فكرت دائماً في وجود علاقة جيدة وتقديم المساعدة.
وأضاف، أؤكد بفخر أنني، مثل باقي الإيرانيين أعتبر نفسي أذرياً، أنا من سكان كوهبايه البرز، لكن كل مكان في إيران هو بيتي، وأنا كباقي الإيرانيين، أعتبر كل ركن من أركان إيران المليئة بالمفاخر قطعة من قلبي وأفديها بروحي.
وفي ما يلي أبرز ما كتب ولايتي، منذ وصول شاه إسماعيل إلى العرش في تبريز، تجدد أسس قومية واستقلال ايران، ودخل تاريخ البلاد مرحلة متألقة من حضارتها، خاصة وأن وصول شاه إسماعيل إلى تبريز كان حدثا مهما للغاية في تاريخ ايران. لأن إضفاء الطابع الرسمي على المذهب الشيعي المبارك في جميع أنحاء أراضي إيران كان الخطوة الأولى للملك الجديد بعد تتويجه.
في دراسة هذه الحقبة المهمة من إيران، نحن أمام صورة من الصور المدهشة للتاريخ، وهي كيف يتسبب المعتقد الديني الصحيح في زوال الاختلافات العميقة بين مختلف المجموعات العرقية في البلاد ويكون مؤثراً في تجديد حياة الشعب.
لقد نسى معتنقو المذهب الشيعي في جميع أنحاء إيران تدريجياً كل خلافاتهم السياسية والعرقية والطبقية وأطلقوا على أنفسهم "الإيرانيين" وحاولوا تجديد القومية الإيرانية.
إذا أراد أحد أن يعرف عمق التشيع وحقانية أهل البيت، فإن أهم مصدر له هو كتاب الغدير للعلامة عبد الحسين أميني التبريزي، وإذا أراد أحد الاطلاع على الفلسفة الإسلامية والشيعية ومقارنتها بالفلسفة الغربية والعرفان أيضا، فلن يكون غنياً عن كتاب العلامة محمد تقي جعفري التبريزي.
إذا كان باحثو العرفان الشيعي يبحثون عن مصدر عرفاني، والذي قام بتعليم الإمام الخميني (رض) في العصر الحالي، فإنهم بالتأكيد سيعودون إلى الاسم الأول في هذا المجال، وهو سيد علي السيد قاضي طباطبائي التبريزي.
كل هذه النقاط المذكورة تظهر مكانة الأذريين في إيران واليوم يجب الإعلان بصوت عالٍ أن كل أذري إيراني وكل إيراني أذري. حتى لو كان ذلك الأذري والإيراني خارج إيران ويحمل جواز سفر آخر.
إذا كان بإمكان أي أذري في أي مكان في العالم التعبير عن رأيه دون عائق، فهو إما مواطن إيراني، أو إذا لم يكن كذلك، فلديه حس تجاه إيران، ولايران في قلبه مكانة أكثر خصوصية من أي مكان آخر؛ سواء أراد خصوم إيران وأذربيجان العزيزة ذلك أم لا.
في الأسابيع الأخيرة، نشر البعض جهلاً والبعض الآخر عن قصد بعض الشائعات بأن إيران تريد قتال جمهورية أذربيجان. هذا هو أبشع افتراء ضد إيران. إيران ليس لديها خطط لمهاجمة أي دولة مجاورة، سواء في القوقاز أو في أي مكان آخر، وخاصة جيرانها، ولا سيما الأشخاص المشتركين معها في العرق واللغة والدين والمذهب والتقاليد والتاريخ، أي شعب جمهورية أذربيجان نور عيننا.
إيران، بتاريخها الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي يزيد عن 10 آلاف سنة، ومساحتها التي هي أكثر من 1.6 مليون كيلومتر، وعدد سكانها الذي يقارب 90 مليون نسمة وجيرانها 15 الـ دولة، ووجودها على مفترق 3 قارات هي أوروبا وآسيا وإفريقيا والمؤسس الرئيسي للحضارة الإسلامية والتي تمتلك أكبر احتياطيات الطاقة والمتعلمين، هي ليست بحاجة إلى استخدام أراضي الآخرين، بل ألغت من جانب واحد تأشيرات بعض الدول مثل أذربيجان، بحيث أصبح شعب جمهورية أذربيجان يأتي إلى إيران وإلى مدن مثل مشهد للزيارة أو أي مكان آخر يريدون الذهاب إليه.
لكن المتدخلين الذين يحاولون دخول المنطقة كل يوم بإحدى الذرائع يجب أن يعلموا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعظم دول المنطقة لن تسمح للآخرين بالتعشعش هنا والتسبب في الفساد تحت أي ذريعة. بالتأكيد لن ينجحوا لأن سكان هذه المنطقة لديهم ما يكفي من الوعي ويمكنهم إدارة منطقتهم بأنفسهم.
يجب أن أقول بمعرفة تامة أنه على الرغم من وجود انفصال بيننا وبين الأذريين في شمال أرس، فإننا لا نحاول إزالة الحدود واحتلال مكان. الشعب الأذربيجاني يديرون بلادهم ولا مكان لهذا النوع من الأقوال والاتهامات الباطلة، وعليهم (أعداء إيران وأذربيجان) أن يعلموا أنهم يحاولون عبثا. اذ إن قوة إيران اليوم والتي يحسب لها الأعداء ألف حساب، بما في ذلك أمريكا والاستكبار، قوة ضد أعدائنا وأعداء أذربيجان وأعداء الدول المجاورة لنا وليس ضد أصدقائنا.
من جهة أخرى، هناك نقطة مهمة وهي أن تجربة العالم تظهر أن أحد أهم العوامل في خلق التوتر والمشاكل في أجزاء مختلفة من العالم هو الخلافات الحدودية، وبالتالي فمن المؤكد لحكومتنا التي لديها الكثير من التجربة القيمة أنه إذا تم إجراء أدنى تغيير في الحدود، فسيظل جرحاً دائماً على جسد البلدان المجاورة.
وبالتالي، نريد السعادة لشعبنا وشعوب المنطقة وجيراننا، ولا نريد أن يتزعزع هذا السلام القائم. لكن إذا أراد شخص من دول المنطقة الست زعزعة الأمن في شمال غرب إيران بزعزعة الحدود، فسنعارضه بالتأكيد وسنقف بوجهه.
موقف إيران ثابت، وهو احترام حدود الدول ومعارضة أي تغيير غير شرعي يخالف ميثاق الأمم المتحدة، ولا يهم إذا كنا نحن أو دولة أخرى، وأي دولة تريد العمل ضد هذه القاعدة، فإننا سنعارضها، حتى لو كان واحدا من جيراننا أو أكثر؛ لأننا نعلم أن مصالح الجميع هنا (جنوب القوقاز) لا ينبغي أن تكون (هذه المنطقة) مركز الخلافات والمشاكل، ولا ينبغي أن يكون هناك عمل يؤدي إلى خلافات بين دول الجوار، لأن الأمن سيسلب من الجميع.
نؤكد أن الأمن هنا لا علاقة له بالدول التي هي خارج المنطقة وأن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يجب ألا يهتموا عبثاً بهذا الأمر الذي لا يعنيهم، لأن شعوب هذه المنطقة لديها الوعي الكافي. مضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً بخطوات نحو الصداقة وإزالة الغموض مع جيرانها، بما في ذلك أذربيجان وأرمينيا وجورجيا.
/انتهى/